مقتطفات من حوار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان:
- المبادئ الأساسية التي تنطلق منها الحركة في علاقتها مع الآخرين، من دولٍ وأنظمة وجماعات، تستند إلى ثلاثة مرتكزات أساسية؛ هي: (الإسلام، وفلسطين، ومقاومة المشروع الصهيو-أمريكي).
- تلتزم حركة الجهاد الإسلامي بالإسلام عقيدة وشريعة وأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الأمة ضد أعدائها، وهي حركة مقاومة فلسطينية، بخلفية إسلامية
- تعقيدات الوضع العربي والإسلامي، وتصاعد حدة الاصطفافات، لم يجبر الحركة على تغيير مبادئها وتوجهاتها، أو نظرتها في الحكم على كثيرٍ من القضايا ذات العلاقة بالآخرين.
- اثبتت الأيام صوابية رؤية حركة الجهاد الإسلامي وأنها في الاتجاه الصحيح في ظل تيه الكثيرين ممن عالجوا أمورًا مركزية على قاعدة المُجاملة والمواربة والحسابات السياسية
- الاصطفاف إلى جانب الشعب اليمني اصطفافًا أخلاقيًّا، و"الحرب المجنونة" في اليمن لا تخدم مصالح الأمة وقضاياها، أو وحدتها، أو أمنها القومي.
- اليمن مستهدفة من قبل العدو الإسرائيلي، بفعل أهمية موقعها "الجيو-إستراتيجي
- شعار (النأي بالنفس) عمَّا تشهده المنطقة من صراع يحركه العدو، شعار مخادع، وكلمة حق يُراد بها باطل
- "النأي بالنفس" عمَّا يحدث بالمنطقة مخالف عن الدعوات المنادية بمركزية القضية الفلسطينية
- الشعوب العربية بالنسبة للفلسطينيين وللجهاد الإسلامي العمق المقدس، والسلاح الأمضى في هذه المواجهة
- العلاقة بين حركة الجهاد الإسلامي وإيران تنطلق من مدونة سلوك الجهاد الإسلامي؛ التي ترتكز على مبدأ أننا نقترب ونبتعد من الآخرين بمقدار قربهم وبعدهم من فلسطين
- لا نخجل من علاقتنا بإيران؛ لأننا لا نخجل من فكرة حشد جهود الأمة وتسخير طاقاتها لتحرير فلسطين
حدَّدَ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، المبادئ الأساسية التي تنطلق منها الحركة في علاقتها مع الآخرين، من دولٍ وأنظمة وجماعات، وهي تستند إلى ثلاثة مرتكزات أساسية؛ هي: (الإسلام، وفلسطين، ومقاومة المشروع الصهيو-أمريكي).
ويؤكد د. جميل عليان -في حوارٍ مطولٍ مع "شمس نيوز"- أنَّ تعقيدات الوضع العربي والإسلامي، وتصاعد حدة الاصطفافات، لم يجبر حركته على تغيير مبادئها وتوجهاتها، أو نظرتها في الحكم على كثيرٍ من القضايا ذات العلاقة بالآخرين.
وفي هذا الصدد، يرى أنَّ حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها تمسكت بميزان (فلسطين والإسلام والمقاومة) في الحكم على كثير من القضايا والموضوعات؛ لذلك أثبتت الأيام في كل مرةٍ أنَّ رؤية حركته صائبة، وأنها في الاتجاه الصحيح، في ظل تيه الكثيرين ممن عالجوا أمورًا مركزية على قاعدة المُجاملة والمواربة والحسابات السياسية.
يقول د. عليان الذي واكب مراحل تأسيس الحركة وتطورها: "حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها تتمسك بجملة من القوانين والمبادئ التي تحكم قواعد سيرها، وأدواتها، وأفكارها، ومرتكزاتها، ومن ضمنها نسج العلاقات مع الآخرين بمقدار علاقتهم بالقضية الفلسطينية قربًا وبعدًا".
وعن قدرة الحركة على الاستمرار بالتمسك بتلك المبادئ، في ظلِ الواقع العربي المعقد جداً، يردُّ سريعًا: "صحيحٌ أنَّ الواقع العربي معقد جدًا، ونقف أمام اصطفافات صعبة للغاية، وأمام مناحرات قاسية، وحروب مشتعلة يذكيها العدو (الصهيو-أمريكي)، إلا أنَّ ذلك لم يدفعنا للانسلاخ عن القيم الأخلاقية، والمبادئ الإسلامية، والمصلحة الوطنية".
مع اليمن.. لماذا؟
ووجَّه ميزان حركة الجهاد الإسلامي (الإسلام وفلسطين والمقاومة) دفة الحوار مع د. عليان للتعليق أكثر على موقف حركته الداعم للشعب اليمني، والمنادي بوقف العدوان، فقال: "تلتزم حركة الجهاد الإسلامي بالإسلام عقيدة وشريعة وأداة لتحليل وفهم طبيعة الصراع الذي تخوضه الأمة ضد أعدائها، وهي حركة مقاومة فلسطينية، بخلفية إسلامية، وكل رؤاها ومحدداتها ومرتكزاتها ترتكز إلى الإسلام في كل جوانبه السياسية والأخلاقية، والكفاحية الجهادية، والعلاقات مع الآخرين".
وأضاف د. عليان: "مدونة سلوك حركة الجهاد الإسلامي ترتكز إلى الإسلام وثقافته، وإلى المصلحة الوطنية الفلسطينية، وبذلك الميزان نحكم على كثير من القضايا، ومن ضمنها العلاقة مع الآخرين، ومن ضمنهم الشعب اليمني الشقيق".
وأوضح أنَّ إسقاط المبادئ الإسلامية والمصلحة الوطنية على ما يحصل في اليمن، يتناغم مع مبادئ الحركة وأفكارها، قائلاً: "الشعب اليمني شعب عربي حرّ، له علاقة وثيقة بالقضية الفلسطينيّة، وهو مكون أساسي من مكونات الشعوب العربية والإسلامية، وله تاريخ عريق منذ آلاف السنين".
وشدَّد على أنَّ الاصطفاف إلى جانب الشعب اليمني كان اصطفافًا أخلاقيًّا، مستدركًا: "نحن ضد قتل أي إنسان عربي أو مسلم، أو أي حرب يمكن أن تدمر مقدرات الأمة ومستقبلها"، مع إشارته إلى أَنَّ "الحرب المجنونة" في اليمن لا تخدم مصالح الأمة وقضاياها، أو وحدتها، أو أمنها القومي".
ويرى عليان أنَّ الحرب على الشعب اليمني لا تصبُّ إلا في صالح العدو (الصهيو-أمريكي)، الذي يسعى إلى تدمير مقدرات الأمة من خلال سياسة "الفوضى الخلاقة"، التي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأميركية "كونداليزا رايس" في العام 2005.
وأضاف: "الموقف من الشعب اليمني أيضًا يأتي من باب الوفاء للشعب الذي خرج بالملايين -إبان معركة سيف القدس- من أجل نصرة فلسطين، وضد العدو الصهيوني".
ويرى د. عليان أنَّ مبدأ مركزية فلسطين بالنسبة للأمة الإسلامية والعربية يحتمُ علينا مدّ جسور الود والانتماء المشترك؛ كون عدونا واحدًا، وهدفنا واحدًا؛ لذلك مطلوب أن نواجه العدوان الذي يحاول حرف الأمة عن القضية المركزية، وعلينا تبصير الأمة بالمؤامرات التي تحاك ضدها لحرفها عن البوصلة الصحيحة.
اليمن في عين العاصفة
وينطلق موقف الجهاد الإسلامي من اليمن -وفق عليان- لإدراكهم أنَّ اليمن مستهدفة من قبل العدو الإسرائيلي، بفعل أهمية موقعها "الجيو-إستراتيجي"، وهو ما أصبح مثار اهتمام من قبل مراكز الأبحاث الإسرائيلية؛ التي باتت تضع اليمن على سلم التهديدات الإستراتيجية.
وأشار د. عليان إلى أنَّ ثمة علاقة بين موقع اليمن "الجيو-إستراتيجي" وفلسطين، قائلاً: "موقع اليمن مهم جدًا للقضية الفلسطينية، وللأمن القومي العربي، وموقع اليمن يمكن أنْ يتقدم إلى الأمام بالمشروع القومي العربي، ويصبُّ في خدمة قضيتنا على أكثر من صعيد".
وأضاف: "اليمن تشرف على مضيق (باب المندب)، وهذا المضيق الذي كانت "إسرائيل" منذ نشأتها وحتى الآن تطمع فيه؛ كونه يفتح الطريق عليها للمحيط الهادي والهندي، وبالتالي للعالم الخارجي، ويعتبر هو المنفذ الوحيد لميناء (إيلات)، كذلك يطل باب المندب على (القرن الأفريقي)، الذي فيه صراع محموم بين كل أقطاب العالم للسيطرة على هذا المكان، ونرى أن هذه الصراعات في أثيوبيا والصومال، وبين السودان وأثيوبيا، وبين مصر وأثيوبيا، وكذلك تهافت الأقطاب الدولية والإقليمية للسيطرة والنفوذ، كروسيا والصين والولايات المتحدة و"إسرائيل" وتركيا، بينما العرب غائبون، هذه المنطقة الحساسة جدًا يستطيع اليمن حسمها إذا ما وضع في ميزان المصالح القومية العربية، ووضع كرأس حربة في المصالح العربية، وفي مقدمتها تحرير فلسطين، وإعادتها لأهلها الحقيقيين".
ويشدد د. عليان على أنَّ دعم اليمن واجب ديني وقومي عربي وأخلاقي؛ وذلك لجعله رأس حربة لمواجهة كل مؤامرات المنطقة، ولا سيما أن اليمن يمتلك مقومات كثيرة جدًا، من خلالها يستطيع فرض شروط كبيرة جدًا على المنطقة.
شعار "النأي بالنفس" مخادع
ووصف القيادي في الجهاد الإسلامي شعار (النأي بالنفس) عمَّا تشهده المنطقة من صراع يحركه العدو، شعار مخادع، وكلمة حق يُراد بها باطل، مشددًا على ما أسلف التأكيد عليه بأن العلاقة بالآخرين مرتبط بقربهم أو بعدهم عن فلسطين، وأنَّ ما يخدم قضيتها.
وأشار د. عليان إلى أن "النأي بالنفس" عمَّا يحدث بالمنطقة مخالف عن الدعوات المنادية بمركزية القضية الفلسطينية، ودعوات استحضار كل ما تملكه الأمة العربية والإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني.
وتساءل عليان مستنكراً: "إذا كان النأي بالنفس شعارًا صادقًا فلماذا نتدخل فيمن يطبع مع "إسرائيل"، وندد في هذا التطبيع؟!، لماذا لا نعتبره وفق شعار "النأس بالنفس" شأن داخلياً؟!، ولماذا ندد باجتماعات السلطة من الاحتلال، ولماذا ندد هنا وهناك؟!".
واعقب تساؤلاته الاستنكارية تساؤلات أخرى "لو نأى الفلسطيني بنفسه عما يحدث حوله في العالم العربي، أو في العالم، هل سيتركه العالم وحيدًا، أم سيزداد الحصار والقتل والتطبيع والتحالفات الاستراتيجية مع إسرائيل؟".
ولفت إلى أن جميع الدول حول العالم سواء العربية، أو الغربية، أو أمريكا، أو إسرائيل، جميعها لها تدخلات في دول كثيرة أخرى، مستغربًا من رفع أصحاب القضية المركزية شعار "النأي بالنفس".
واستذكر د. عليان قولًا مهمًا للشهيد الدكتور فتحي الشقاقي عام 1980 في كتابات "المختار الإسلامي"، عندما قال: "إذا أردت أن تعرف ماذا يدور في فلسطين، عليك أن تعرف ماذا يدور في نيكاراغوا".
محوران لا ثالث لهما
وبشأن الاصطفافات في المنطقة، ذكر د. عليان أن المنطقة منقسمة بين محورين: الأول يصطف إلى جانب فلسطين والمقاومة، ممثلًا بـ(محور المقاومة)، والآخر يأتمر بأوامر أمريكية إسرائيلية.
وخلال حديثه أشار د. عليان إلى أن وجود (محور المقاومة)، يؤكد أن المنطقة لا تزال بخير، وأن مشاريع (الأسرلة والصهينة) في المنطقة العربية والإسلامية لم تنجح، ولن يكتب لها النجاح.
وأكد على أن وجود محور يقاوم النفوذ (الصهيو-أمريكي) في المنطقة، ويقاوم التطبيع، ظاهرة إيجابية، وأن الأمة حية، ويؤكد أن المنطقة ما زالت تحتفظ بعمقها العروبي، وموروثها الثقافي والسياسي والديني.
ويرى القيادي في الجهاد الإسلامي، أن وجود محورين متناقضين في المنطقة يعني أنه لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في المنطقة مع وجود محور للمقاومة.
وبيّن د. عليان أن هذه الاصطفافات ليست جديدة؛ لكن الجديد فيها أن محور المقاومة يزداد قوة وتجذرًا واتساعًا جغرافيًا ورأسيًّا، مستدركاً "نلاحظ الآن أن الكثير من المناطق العربية ترفض وتقاوم الوجود الأمريكي، وترفع شعار الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل".
لا خجل من العلاقة مع إيران
وعن اتهامات البعض في الشارع العربي لحركة الجهاد الإسلامي بأنها في جيب "طهران"، قال: "العلاقة بين حركة الجهاد الإسلامي وإيران علاقة تنطلق من مدونة سلوك الجهاد الإسلامي؛ فإننا نقترب ونبتعد من الآخرين بمقدار قربهم وبعدهم من فلسطين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنَّ طهران تقف إلى جانب فلسطين من خلال الوقوف إلى جانب مقاومتها، فتزودها بالسلاح، والتدريب، والتطوير، والدعم المالي، وعلاقتها مفتوحة مع كل الفصائل، وليس مع الجهاد الإسلامي فحسب".
ويضيف عليان دون تردد: "لا نخجل من علاقتنا بإيران؛ لأننا لا نخجل من فكرة حشد جهود الأمة وتسخير طاقاتها لتحرير فلسطين (..) نحن نبحث عن كل مثقال ذرة تناصر القضية الفلسطينية، وطهران في هذا الصدد تدفع كثيرًا لنصرة قضيتنا".
واستنكر د. عليان محاولة بعض الجهات تشويه وجه العلاقة بين طهران وحركة الجهاد الإسلامي، قائلاً: "من يحاول أن يشوّه العلاقة مع إيران، ويضفي عليها بعدًا مذهبيًّا، هو يحاول عبثًا أنَّ يفتت العلاقة بين قوى المقاومة، ويعطي شرعية للعدو الصهيوني في المنطقة". واعتبر أن من يريد فتح صراع بين أكثر من 100 مليون إيراني ضد أكثر من 250 مليون عربي، إنما يريد تدمير المنطقة، ومن ثم تسليمها للسيد الصهيوني والأمريكي.
وامتدح د. عليان الثمار الناتجة عن العلاقة بين المقاومة وطهران؛ إذ لولا دعم الجمهورية الإسلامية لتأخرت المقاومة عمَّا وصلت إليه الآن من "عدة وعتاد"، ولما حققت معادلات وقواعد اشتباك ضد العدو الإسرائيلي. مع إشارته إلى أنَّ العلاقة مع الجمهورية الإسلامية "تشكل تهديدًا إستراتيجيًّا حقيقيًّا على الكيان الصهيوني".
وحثّ د. عليان قوى المقاومة على بناء علاقات قوية جدًّا مع أية جهةٍ تشكل تهديدًا على الاحتلال الإسرائيلي، وأن تفتح علاقاتٍ مع كل من يناصر القضية الفلسطينية حتى لو بكلمة، مستشهدًا بمواقف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس الراحل هوغو تشافيز.
وجدد د. عليان تذكير الأمة الإسلامية أنَّ الجمهورية الإيرانية جزءٌ أصيلٌ من المكون الإسلامي في المنطقة؛ قائلاً: "هذا ليس رأي الجهاد الإسلامي؛ بل رأي علماء المسلمين المعتبرين"، داعيًا إلى وحدة إسلامية حقيقة تواجه المشروع (الصهيو-أمريكي) في المنطقة العربية والإسلامية، بدلاً من التناحرات والحروب التي لا تصبّ في صالح الأمتين العربية والإسلامية".
الجهاد الإسلامي والشعوب الحرة
ويرى عليان في الشعوب العربية والإسلامية العمق الإستراتيجي للفلسطينيين، ولحركة الجهاد الإسلامي، قائلاً: "تمثل الشعوب العربية بالنسبة للفلسطينيين وللجهاد الإسلامي العمق المقدس، والسلاح الأمضى في هذه المواجهة؛ فهي عندما تتوحد خلف قضية من القضايا تكون إلى جانب الصواب، لا تكون إلى جانب الخطأ".
وأشار إلى أن الشعوب العربية بموروثها الثقافي وفطرتها تعادي "إسرائيل" وأمريكا، وبفعلها اليومي، وهمها اليومي، تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتناصر المظلومية الفلسطينية.
وأعاد د. عليان التذكير بأن جميع الشعوب العربية ذاقت الويلات من الاحتلال الإسرائيلي، مبينًا أن هناك شهداء وجرحى من المغرب حتى الخليج العربي، قدموا أرواحهم من أجل قضية فلسطين.
وشدد على أن الشعوب العربية شعوب حية جديرة بالانتصار، وتمثل ضمير الأمة، وهي الثابت الأكيد في هذه الأمة، موضحًا أن ممارساتها وعواطفها تؤكد أنها تؤمن بالوحدة، وأنها جميعها لا تعترف باتفاقيات "سايكس بيكو".
وأضاف "ثقتنا بالشعوب العربية كبيرة جدًا، وهي الضامن الأكيد -بعد الله سبحانه وتعالى- لتحرير فلسطين والمنطقة من الاحتلال الإسرائيلي".
وكيف السبيل لوقف الفوضى؟
وعن رؤيته في السبل التي يمكن من خلالها وقف الفوضى العربية والصراعات البينية في المنطقة، حدد د. عليان سبع خطواتٍ وعوامل يمكن أنْ تُفضي إلى نهضة عربيةٍ كبيرةٍ، تذوب فيها الخلافات البينية، أولها: "فكُ الارتباط بالقرار الصهيو-أمريكي والغربي، وأن يكون القرار عربيًّا، مستقلاً، وذاتيًا، سواء للنظام الحاكم، أم التيارات السياسية، أم الأحزاب، حتى الـNGOs، أو غيرها من مفاصل القرار في الدول والجماعات العربية.
وأوضح أنَّ العامل الثاني يتمثل في عقد "إصلاحات ومصالحات" حقيقة وجادة بين الشعوب والحكومات في المنطقة، قائلاً: "عندما تمارس الشعوب حقوقها، وتحقق أهدافها، وتجدُ أريحية في الحياة، فلن تعادي نظامها مطلقًا. والمصالحة داخل القُطر الواحد بين الأنظمة والشعوب هي مقدمة لمصالحات المنطقة بين الدول. وتسوية كل الخلافات -سواء الحدودية أم التدخلات في الشؤون الداخلية- يجب أن يتم حلها؛ لإعادة الاعتبار لشعوب المنطقة".
وذكر أنَّ النقطة الثالثة في تجسيد وحدة الأمة تتمثل في رسم سياسيات واضحة ومحددة للمنطقة، بعيدًا عن أية اعتبارات أخرى، مثل: الرضى الأمريكي، أو العلاقة مع الإسرائيلي، أو غيرهما من الاعتبارات التي أضرت بالأمة العربية، مع ضرورة وضع نواظم، ورسم سياسيات، لتجاوز هذه التهديدات.
ومن العوامل التي يراها د. عليان مهمة في تخطي الحالة العربية المهترئة، هي الاستفادة من المقومات التي تمتلكها الأمة العربية، والتي تجعلها في مصافّ الأمم المتقدمة، وقوة عالمية لا يستهان بها. وعدّد د. عليان المقومات التي يقصدها، فمنها: مقومات اقتصادية، وجغرافية، وبشرية، وحدودية، وتاريخية، وروابط دينية. وهي كلها تدفع باتجاه رسم سياسات، وتحديد أهداف، واتخاذ خطوات بمعزل عن كل قوى النظام العالمي الجديد. وكان ذلك العامل الرابع الذي يراه عليان مهمًّا للنهضة.
أما عن العامل الخامس المهم، فقد دعا د. عليان الدول العربية أنظمة وشعوبًا إلى تحدي الأقطاب العالمية، لتصبح واحدة من أقوى دول العالم، مستشهدًا بالنموذج الإيراني الذي أصبح يمثل واحدًا من أهم نماذج التحدي للأقطاب العالمية. قائلاً في العامل الخامس الذي يساهم في نهضة الأمة العربية: "لو عَزلتْ دول المنطقة العربية نفسها 10 أعوام أو أكثر عن العالم الخارجي، وأشغلتْ نفسها بعملية البناء الداخلي، فهي بذلك تستطيع أن تُحقق قفزة كبيرة جدًا في أهميتها وثقلها على مستوى العالم، وتمتلك كل المؤهلات لذلك ".
وفي العامل السادس لنهضة الأمة، يرى د. عليان أنَّ إعادة الاعتبار للمنظمات العربية والإسلامية، من شأنه أن يتقدم بالمشروع العربي والإسلامي إلى الأمام، مستنكرًا هشاشة المرجعيات العربية والإسلامية؛ مثل: الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغيرهما من المنظمات التي يرى أن صلاحها ينعكس على الأمة ومشروعها.
سابعًا، يرى أنَّ تفعيل المبادرات الثنائية المشتركة، وتفعيل طرق التواصل المشتركة، يسهم في تحسين العلاقات، وتحقيق الوحدة، وطرد الغزاة الأمريكيين، والمحتلين الصهاينة من العقل والتفكير والجغرافية العربية.
وبعد استعراض النقاط السبع، قال: "الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي لن يستطيعا أن يفعلا بالواقع العربي أي شيء إذا ما توحدت المنطقة العربية، بالتالي نستطيع أن نستفز ونستنفر المحيط العربي والإسلامي والشعوب في وجه أمريكا؛ وإذا ما استنفرنا 500 مليون عربي، وملياري مسلم، عندها يخاف الأمريكي، ونستطيع أن نمنعه من التآمر على أية مفردة من مفردات الدول العربية والإسلامية.