ما إن هدأت رياح المنخفض الجوي حتى انتفضت أعداد كبيرة من المواطنين "كبارًا وصغارًا" من فراشهم الدافئة، متجهين بسرعة إلى ميناء غزة؛ للبحث عن "السحتوت وأحجار الكالسيدونى" التي تقذفها أمواج البحر العاتية إلى شاطئ البحر.
يضع المواطنون رؤوسهم على الأرض قُبالة شاطئ ميناء غزة لساعات عدة، يتجهون يمنيًا ويسارًا، ويبحثون عن مصدر رزقهم في رمال البحر؛ وبين تشققات الصخور الصلبة، وفي جميع ما تقذفه الأمواج.
و"السحتوت" : هي أول عملة نقدية مصرية تم التعامل بها مع بداية حكم محمد علي باشا لمصر، قيمتها تساوى ربع مليم، أما قيمتها مقابل الجنيه الواحد في الوقت الحالي يساوي (4000 سحتوت)، والسحتوت كلمة ليست مصرية؛ إنما هي كلمة قادمة من فلسطين وسوريا.
أما "الكالسيدونى"- ويطلق عليها أحجار العقيق الأبيض- فهي مادة صلبة لا تتكسر أو تنكسر بسهولة؛ لذا يمكن نحتها وتحويلها لأشكال مثل الزهور والحيوانات، بالإضافة إلى العديد من القصات الفاخرة بسهولة تامة، وتتميز أحجار العقيق بألوانها الجذابة مثل الأبيض والرمادي، ودرجات من الأزرق والبنفسجي، وبعض ظلال البني المبهر.
المواطن أبو محمد سرور يقول في مقطع فيديو وثقه الزميل أيمن العمريطي: "أعداد كبيرة من الناس تأتي إلى شاطئ ميناء غزة؛ للبحث عن العملات النقدية القديمة، أو أحجار كريمة تستخدم في أعمال فنية وإبداعية متميزة تجذب الناس؛ لتدرَّ على أصحابها الرزق الوفير".
تُستخدم أحجار العقيق الأبيض في إعداد الأشكال المميزة، سواء أشكال لوجوه الحيوانات، أو تستخدم في الخواتم عبر نحتها بشكل متقن، وفقًا للمواطن سرور.
وتُباع أحجار العقيق بعد نحتها وتشكلها برسومات وأشكال ملفتة في الأسواق المحلية بمبلغ (15 شيكلًا)، أما في الأسواق الدولية يبلغ متوسط سعر الواحدة منها ما بين (20 إلى 50 دولارًا).
"السحتوت وأحجار العقيق" وفقًا للمواطن سرور، يظهران على شاطئ ميناء غزة بشكل كثيف في مواسم معينة، وذلك في فصل الشتاء أثناء المنخفضات الجوية، وفي فصل الربيع؛ حيث يُعدّ حوض الميناء المكان المميز والجامع للمعادن الثمينة.