قائمة الموقع

آمنستي أشّرت فهل يلتقط الفلسطينيون الإشارة؟

2022-02-01T16:00:00+02:00
جرائم الاحتلال.jpg
كتب مرزوق الحلبي

"آمنستي" وقبلها منظمة "بتسيلم" ـ طوّبت إسرائيل نظامً أبرتهايد. ليس في المناطق المحتلة بل في كامل المساحة بين البحر والنهر بما فيه حيفا وعكا والناصرة والمغار وطمرة وسخنين وعرابة وكفر قاسم.

التطويب هو ليس مجرّد اجتهاد لمنظمة حقوق إنسان دولية كآمنستي ذات السمعة المرموقة، وهو ليس سجالًا بين مؤيّدي إسرائيل العنصريّة وبين مناهضي سياساتها، هو هذا الواقع على الأرض حيث نعيش، لقد اجتهد الآباء المؤسسون لإسرائيل في إخفاء طبيعة النظام الذي أقاموه ـ غطّوا عنصريّتهم بـ"ديمقراطية" عرقيّة تستّرت على قوانين عنصريّة تميّز ضد العربيّ الفلسطينيّ بوصفه كذلك. حالة طبيعيّة بين مهاجرين أتوا إلى أرض وطردوا غالبية سكانها منها وأقاموا دولة.

هذا هو الشرط السياسي والقانوني والفكري منذ ذلك الحين ـ لكن يبدو أن النُخب الأإسرائيلية اليوم تنازلت عن جهود إخفاء حقيقة النظام العنصري وشرعت تُجاهر به.

ردّ العالم لم يتأخّر ـ مقاطعة للمستوطنات ولإسرائيل نفسها ولسفاراتها ونشاطات ثقافية هنا وهناك، مقاطعة في بريطانيا ومؤسساتها الأكاديمية وفي أمريكا الشماليّة، مواقف واضحة من مؤسسات وهيئات أوروبية وحقوقية عالميّة ـ وها هي آمنستي تقول ما تقول، بقي أن يشمّر الفلسطينيون حيث هم عن سواعدهم ويقولوا هم ما يشعرون به على جلودهم، المنظمات والأحزاب والحركات وأن يبنوا السياسة على أساس هذه الفرضية وهذا التطويب وإلّا صارت السياسة ثقبًا أسود يبتلع كل شيء بما في ذلك الحقوق والهوية والعدالة والوقت والمستقبلّ.

اخبار ذات صلة