قائمة الموقع

المركزي يحمل مهمة التسكين

2022-02-06T13:33:00+02:00
خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

ما كشفته صحيفة الرأي اليوم عن اتجاه المجلس المركزي خلال انعقاد جلساته الى تسكين القضايا السياسية وعدم اثارة أي من القضايا الخلافية مع "إسرائيل" حيث "إن البوصلة تتجه فيما يخص اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني إلى عدم التقدم بأي قرارات حاسمة من أي صنف سياسي بموجب اتفاق على الأرجح دعمته الإدارة الامريكية بين الإسرائيليين وسلطة رام الله، وعلى أساس تجنب التصعيد لا بل تجنب الحديث عن برنامج سياسي أيضًا حسب الصحيفة, ويبدو انننا امام مسرحية هزلية تهدف لتمرير قرارات بعينها املتها الإدارة الامريكية والاحتلال الصهيوني, حيث أشارت الصحيفة إلى أن ما تهتم به المجموعة المساندة لرئيس السلطة هو حصريا تمكين السلطة من تسمية القيادي والوزير حسين الشيخ عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح وهو القرار الذي يعتقد انه يحظى بالأولوية في هذه المرحلة وتدعمه كل من "إسرائيل" وأوساط السلطة وحتى الإدارة الامريكية. ويبدو أن خلافة سليم الزعنون” أبو الأديب” المريض في رئاسة المجلس الوطني هي الهدف الثاني لمجموعة عباس حيث يعتقد بأن الرئاسة ستذهب باتجاه التصويت على روحي فتوح بديلا في رئاسة المجلس المركزي. والثنائي فتوح وحسين الشيخ هما الاستثمار الوحيد على الصعيد التنظيمي والفردي خلال أعمال تلك الاجتماعات التي ستعقد على أساس أن يعقبها المؤتمر الحركي الثامن لحركة فتح أو لما تبقى منها وهي أجندة محفوفة بالمخاطر والهواجس وتثبت مجددا بؤس المشهد الذي تصنعه السلطة للحفاظ على وجودها وما يعتبره رجالاتها انه اهم انجاز بالنسبة لهم لأنهم يرون ان هناك من يطرح البديل ويسحب البساط من تحت اقدامهم.

المسرحية التي تدير بها السلطة المشهد لانعقاد المركزي هزيلة ومكشوفة وهى لا تلعب خلف الستار, انما تقف على المسرح بكل بجاحة لتدلل على ولائها وانتمائها للإدارة الامريكية والاحتلال الصهيوني, تماما كما تفعل اليوم الامارات والبحرين والمغرب والسودان وغيرها من دول التطبيع, فالمسار الذي رسمته الإدارة الامريكية للسلطة خلال انعقاد المركزي هو مسار يخلو من أي برنامج لعملية سياسية أو حتى لعملية تفاوضية ويركز على التهدئة العامة والاستقرار الأمني الاجتماعي الاقتصادي في كل من قطاع غزة والضفة الغربية وعلى أساس تحسين مستوى معيشة المواطنين الفلسطينيين وليس اكثر, وهذا يعني ان الإدارة الامريكية تتعامل مع القضية الفلسطينية وفق مخطط ما يسمى "بصفقة القرن" انها قضية إنسانية تهدف فقط لتحسين أوضاع الفلسطينيين المعيشية وهذا تخلي كامل عن المسار السياسي الذي حددته جلسات المجلس المركزي, لكن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد قال إن المجلس المركزي سيتخذ "قرارات حاسمة" في جلسته المنعقدة الأحد المقبل، ولا ندري ما هي القرارات الحاسمة بالنسبة لعزام الأحمد, فالسلطة غيرت من القرارات الحاسمة تماما وبتنا لا نعرف الحاسم من الواهن في قراراتها, فحفلات روابي الغنائية التي تتبناها السلطة, والمشاركة في اراب ايدل, بات فعلا وطنيا تسانده السلطة الفلسطينية وبعض قيادات حركة فتح بقوة, واصبحتا من القضايا الحاسمة , وقد شاهدنا هذه القيادات ترقص في الآراب ايدل وروابي رقصة الدبكة "الوطنية" فالحاسمة التي تتناسب مع بشريات عزام الاحمد, وقرارات المركزي المنوي عقده سقفها لا يتجاوز ذلك بأوامر أمريكا و "إسرائيل".   

السلطة الفلسطينية تقول انها تتمسك بالثوابت, وبتنا لا نعرف ما هي ثوابت السلطة, وتتحدث عن التمكين ولا نعرف ما معنى التمكين بالنسبة لها, وتتحدث عن الشراكة دون ان نعرف ما هو مفهوم الشراكة بالنسبة لها, فهي تتلاعب بالألفاظ دون ان تضع لها محددات حتى تبقي لها خط رجعة اذا ما طلبت منها أمريكا و"إسرائيل" التراجع, عزام الأحمد قال أن المجلس مستوفي النِصاب السياسي والقانوني رغم مقاطعة البعض, وأشار إلى أن الاجتماع مقتصر على أعضاء المجلس فقط، وأن ضيوف شرف سيحضرون الجلسة الافتتاحية، غير أنه لم تُوجَّه أي دعوة لحركتي الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية (حماس)، فهما لا تعترفان بالمجلس, مضيفا "من فعل الانقلاب عليه العودة عنه", ويبدو ان الأحمد يتجاهل شعبية حماس والجهاد الإسلامي في الشارع الفلسطيني والتي تتجاوز ال 80% وعليكم مراجعة استطلاعات الرأي للوقوف على حقيقة ما نقول, واذا كان عزام الأحمد يستهويه عدم دعوة حماس والجهاد لاجتماع المركزي, فعليه ان يعلم ان المجلس المركزي المنعقد اليوم الاحد غير شرعي, وان المجلس الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية سيبقيان منقوصين ولا يمثلان غالبية الفلسطينيين, وان شرعية السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ستبقى منقوصة, ولن يعبر عن الكل الفلسطيني, وستبقى هذه المعضلة شوكة في حلق قيادات السلطة ورئيسها, وستنحصر وظيفة السلطة في إدارة الأوضاع المدنية للفلسطينيين حسب رغبة الاحتلال, وهى تتساوق مع "صفقة القرن" التي طرحتها الإدارة الامريكية , اما بقية القضايا فإنها في طي "التسكين", وتبقى المهمة على عاتق المقاومة "بالكفاح المسلح".

اخبار ذات صلة