قدمت مجموعة من الباحثين البريطانيين تفسيرا علميا لدور نوعية الجنين في التسبب بارتفاع احتمالات معاناة الأم الحامل من بعض الاضطرابات المرضية خلال فترة الحمل. ووفق ما تم نشرته مجلة «جي أن سي إنسايت» (JCI Insight) العلمية الصادرة عن الجمعية الأميركية للفحوصات الإكلينيكية (ASCI)، أفاد الباحثون من جامعة كمبريدج أن لنوع الجنين، أثراً في الاختلافات الصحية، والمرضية، التي تؤثر على الحمل والحامل.
لم يتم التأكد أن العلاقة بين نوع الجنين واحتمالات حصول مضاعفات في الحمل هي نتيجة حتمية. وأقصى ما يُمكن الاستفادة منها كتطبيق عملي هو ضرورة الاهتمام بمتابعة الحمل والالتزام بالتغذية الصحية الجيدة والحفاظ على وزن صحي خلال فترة ما قبل الحمل وخلال مراحل الحمل، والامتناع عن التدخين والحفاظ على مستوى اللياقة البدنية، لكن الأطباء والاختصاصيين، كشفوا هذه الفروقات في دراساتهم التي أجريت على الآلاف من النساء.
تفسير الاضطرابات الصحية
1 - قد يؤدي الحمل بجنين أنثى إلى زيادة خطر الإصابة بحالة «ما قبل تسمم الحمل» هي أعلى بنسبة نحو 8 % عند الحمل بذكر ، هي حالة مرضية تصيب المرأة الحامل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويرتفع فيها ضغط الدم مع ظهور البروتين في البول، ويُصاحبها تورم في اليدين والوجه والرجلين نتيجة تجمع السوائل بالجسم، وتدني كفاءة عمل الكلى، وارتفاع إنزيمات الكبد، واضطرابات عصبية في الرؤية، ونقص الصفائح الدموية، ونقص نمو الجنين.
2 - بعد تحليل عينات من المشيمة ومن دم الأم. وجد الباحثون أن الملف الوراثي Genetic Profile للمشيمة من الحمل بالأجنة الذكور كان مختلفا عن ذلك الذي لدى الحمل بالأجنة الإناث، أي وفق نوعية الجنين. كما وجد الباحثون أن كثيرا من الجينات التي اختلفت -وفقا لنوع الجنين- في المشيمة، لم يسبق أن تمت ملاحظة اختلافها -باختلاف نوع الجنين- في أنسجة الجسم الأخرى لدى المرأة الحامل.
3 - لاحظ الباحثون أيضا في نتائجهم أنه كان لدى مشيمة الحمل بالإناث مستويات أعلى من الإنزيم الذي يصنع السبيرمين، كما كانت لدى الأمهات الحوامل بالإناث مستويات أعلى من مادة سبيرمين في دمهن، مقارنة بالأمهات الحوامل بالذكور. ووجد الباحثون كذلك أن الخلايا المشيمية للحمل بالذكور أكثر عرضة للتأثيرات السامة لدواء يوقف إنتاج السبيرمين Spermine Production Blocker.
اختلاف مضاعفات الحمل
1 - إن زيادة مستويات السبيرمين ترتبط مع زيادة خطر الإصابة بمتلازمة ما قبل تسمم الحمل. في حين يرتبط انخفاض مستويات السبيرمين بالحمل بالذكور قد يرفع من احتمالات حصول ضعف نمو الجنين، فالحمل بالإناث قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل.
2 - تختلف المشيمة بشكل كبير حسب نوع الجنين، فهناك مشيمة أنثى، وأخرى ذكر، هذه الاختلافات تغيّر عناصر تكوين دم الأم، وقد تعدّل من احتمالات خطورة الإصابة بمضاعفات الحمل. ولذا فإن الفهم الأفضل لهذه الاختلافات يمكن أن يؤدي إلى اختبارات تنبؤية جديدة، وربما طرق جديدة لتقليل مخاطر سوء نتائج الحمل.
شعور الحامل بنوع الجنين
1 - أفاد الباحثون في مقدمة دراستهم ما ملخصه أن النساء يذكرن لسنوات أن أجسادهن تتفاعل بشكل مختلف عندما يكن حوامل بذكر أو أنثى. وتشير بعض الدراسات إلى أن بعض النساء الحوامل قد يعرفن نوع الجنين الذي يحملنه من خلال مدى المعاناة من غثيان الصباح والوحام والأعراض الأخرى المرافقة في فترة الحمل. وتقدم هذه الدراسة أدلة علمية على أن نوع الجنين له علاقة بتفاعلات نشاط جهاز مناعة الجسم لدى الأم الحامل.
3– حسبما نشر في مجلة «بلوز وان» الطبيةPLOS ONE، قدمت مجموعة من الباحثين الأستراليين نتائج دراستهم لتأثيرات حمل المرأة بجنين ذكر أو جنين أنثى على صحة الأم الحامل وسلامة صحة الحمل. ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن حمل المرأة بطفل ذكر من المرجح أن تكون له علاقة باحتمالات حصول مضاعفات في الحمل. مثل حصول الولادة المبكرة، وسُكري الحمل أعلى بنسبة 4 % لدى النساء اللواتي يحملن بذكر ، وتفسير ذلك هو المشيمة التي يتغذى عبرها الجنين من دم الأم، فالمشيمة جهاز ينتمي فنيا وتقنيا لجسم الطفل الجنين وليس جزءا من جسم المرأة، ولذلك تتطابق خلايا المشيمة جينيا وراثيا مع الجينات الوراثية لخلايا جسم الجنين.