قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لا يزال يتمسك بالسلطة ويشدد قبضته على المؤسسات الفلسطينية للسيطرة بشكل أفضل على الحكم.
وأشارت الصحيفة والتي وصفت عباس بفاقد الشرعية، إلى أن رئيس السلطة يحضر إلى خلافته مشيرة في هذا الإطار إلى تعيين حسين الشيخ، والذي وصفته بالصديق الوفي لمحمود عباس، في أمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح، خلافا للراحل صائب عريقات.
وأوضحت “لوفيغارو” أن حسين الشيخ سيستأنف ملفاً دبلوماسياً معطلا منذ اثني عشر عاما دون أدنى احتمال لاستئناف المفاوضات، التي يعارضها رئيس حكومة الاحتلال الحالي، نفتالي بينيت، ولكنها تعد من بين أولويات إدارة جو بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى، استقبال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس لمحمود عباس في نهاية ديسمبر/ كانون الماضي بمنزله في روش هعاين، وتأكيدات رئيس السلطة بأن هذا النوع من اللقاءات لا يحل محل الحل السياسي القائم على الشرعية الدولية.
ولاحظت “لوفيغارو” أن حسين الشيخ على دراية بسلطات الاحتلال التي يقيم معها علاقات وثيقة، ولكنها أشارت، ايضاً، إلى أنه لا يحظى بشعبية في الضفة الغربية، ومع ذلك، فإنه يعد من أحد الخلفاء المحتملين لمحمود عباس، وهو موقف يتعزز بفضل صلاحياته الجديدة في الجهاز الفلسطيني.
كما انتخب المجلس المركزي رئيساً للمجلس الوطني، وهو روحي فتوح، ومتحدثًا باسمها، وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ وفتوح من أعضاء الدائرة الداخلية المقربة من محمد عباس.
ولاحظت الصحيفة، ايضاً، أن حنان عشراوي، الصوت السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإحدى الشخصيات البارزة الرمزية للمنظمة في الخارج، قد استقالت احتجاجاً على الانجراف الاستبدادي للسلطة الفلسطينية وشيخوخة قادة الحركة، كما أعلنت قبل أيام في رسالة مقاطعتها الاجتماع، وحذرت من “تعميق الانقسام وتكريس الجمود والتخلي عن الشراكة والتغيير الديمقراطي من خلال الانتخابات”.
وشددت “لوفيغارو” على أن الانقسامات بشأن مسائل القيادة والاستراتيجية تقوض حركة فتح من الداخل، على الأرض، وأشارت إلى توبيخات النشطاء المستمرة لقادتهم بسبب تعاونهم مع "إسرائيل"، كما تناولت “المكاسب الشخصية التي يجنيها هؤلاء القادة” وقالت إن الانتقادات حول الفساد والمحسوبية تتصاعد وراء الكواليس، في حين تزداد الشهية للسلطة في أجواء نهاية الحكم .
وأكدت الصحيفة أن عباس تخلى عن الانتخابات التشريعية والرئاسية، العام الماضي، من دون تفويض انتخابي لمدة 13 عاماً، خوفاً من انتكاسه لحركة “فتح” أمام حماس وخوفاً من هزيمة شخصية في أول انتخابات منذ 15 عاما.
ووفقاً لاستطلاع، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (PSR)، وهو معهد مستقل مقره رام الله، فإن ثلاثة من كل أربعة ناخبين يريدون استقالة محمد عباس، بحسب ما ورد في تقرير الصحيفة.