إذا تعلقت بشهيد ما، فاعلم أن هذا الشهيد اختارك لتكمل مسيرته، لذلك كن فكرة، هذه الجملة كانت آخر ما كتبها الشهيد أدهم مبروكة على حسابه في فيس بوك قبيل استشهاده بساعات، مرفقًا معها صورة لدعوة تأبين رفيقه الشهيد جميل كيال.
أيام مبروكة "الشياشني" الأخيرة، كان واضحًا من منشوراته أنه يودع رفاقه ويجهزهم لتلقي خبر استشهاده، لينشر مساء أمس الاثنين، على حسابه أيضًا "لا أصحاب لنا في ﻫﺬه الدنيا إلا ﻗِــﻠَﺔ أحبونا في الله حباً صادقاً ، لم يتركونا ﻳﻮﻡ قتلتنا العبرات , ﺻﺤﺒَﺔ خير ﺃﺧﺪَﺕ بيدنا إلى ﺭﺏٍ ﻋﻈِﻴﻢ ، لا يخطون ﺧﻄﻮَﺓ للآخرة إلا ﻭﺃﻧﺖَ معهم ﺫﺁﻙَ ﺩﺃﺏ ﺁﻟﻤﺤِﺒﻴﻦ الصادقين".
وأرفق مع تلك العبارات صورٌ له ولعدد من أصدقاؤه قرب صورة للشهيد المجاهد، جميل العموري، وأخرى قرب ميدان الشهداء بنابلس.
ورغم انشغال الشهيد مبروكة في مقاومة الاحتلال، ومطاردته ورفاقه إلا أنه كان يعيش حياة أهله، ويكون قريبًا من كل القضايا الوطنية المهمة، فلم تكن منشوراته تخفي حبه للوطن، وسخطه من حالة الاستسلام التي تقدوها السلطة، وبعض المقربين منها.
ليعقب في أحد منشوراته على تصريح لوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، عندما قال: "القيادة تدرس كل الخيارات للرد على العدوان الإسرائيلي البشع على المسجد الأقصى"، كاتبًا "المادة عليكم صعبة، وتعرفوش تدرسها، بس خلي الدراسة لأهل القدس، ولمقاومة غزة، بس هدول بيحلو كل شي صعب".
إلى ذلك هاجم الشهيد مبروكة في منشور آخر "السحيجة" كاتبًا في حوار بينه وبين والدة أحدهم "شو بيشتغل ابنك يا حجة"، لترد عليه "والله يا خالتي سحيج لناس أولادهم راكبين رانج روفر"، ويرد عليها "وهو شو معاه"، وترد عليه "هو سبعين عين تطرقه ما معاه حق بكيت دخان".
وأكمل مبروكة حواره مع الحاجة: "يعني بيشتغلش يا خالتي"، لترد عليه "لا بيشتغل سحيج وبيضل يكتب عالفيس، كل الاحترااام والتقاديير"، فيرد عليها ويقول "لمين يا خالتي؟"، التي أجابته "ولك حكيتلك للي أولادهم سارقين الوظايف، والسفارات وخير البلد"، فيرد عليها "والله يا خالتي ما عارف شو أحكيلك، بس بجد سبعين عين تطرقه".