في مشهد إنساني وثوري وحميمي عظيم تقاطرت المركبات من جنين الطوالبة والعموري والشهداء نحو قلعة الجهاد والفدائيين سيلة العز والفخار، السيلة الحارثية، وبدأ التجمع عند منزل المجاهد محمود غالب جرادات (أبو ساجد) الذي أعلن الاحتلال نيته هدم منزله اليوم العاشر من هذا الشهر بتهمة تنفيذ عملية "حومش" على أرض جنين شمال الضفة المحتلة.
وتجمعت الحشود التي هتفت للمجاهدين الأسرى وصدحت بالتحية من جنين لنابلس وشهدائها وللسرايا والقسام وشهداء الأقصى وللشهداء جميل العموري وراغب جرادات وأحمد جرار وشهداء مجزرة نابلس، وانطلقت الهمم الشبابية الرافضة لهدم المنازل من هناك إلى منزلي ذوي الأسيرين الشابين غيث وعمر جرادات وخالهم الشيخ محمد يوسف جرادات الذي اعتلاه المتظاهرون الشباب ورفعوا عليه العلم الفلسطيني وراية الجهاد وهناك كان القسم الجماعي البسيط مبنى العظيم أمانة (نقسم بالله العظيم أن نحافظ على هذه البيوت وأن نبنيها إذا هدموها).
لتتحرك الجماهير الشبابية المنتفضة عودة الى شوارع سيلة الحارثية وأزقتها المعروفة بحكايات الجهاد والمقاومة والشهداء والاستشهاديين والأسرى فهي من أولى محطات الشهيد المفكر د. فتحي الشقاقي وبدايات بذرة الجهاد بالضفة المحتلة وكانت مع مخيم بلاطة شرارة انتفاضة الحجارة وهدم الاحتلال فيها عديد المنازل لقادة الجهاد المربين خالد وهاني ومحمد فارس جرادات وتصدرت بقيادة الشهيد نعمان طحاينة قيادة الجهاد شمال الضفة المحتلة إبان انتفاضة الأقصى المباركة ومنها عميد أسرى جنين الشيخ رائد السعدي ومن أعلى الأحكام في السجون أنس وسامي جرادات وسفر جهادها لن يستطيع منصف اختصاره بمقال.
إن المشهد الملحمي باعتلاء الشباب الثائر لمنازل أبطال سرايا القدس والالتصاق بجدرانها وصرخات الزهرة ميار محمود جرادات تنقلنا سريعا لهند الحجوج وأحرار وحرائر النقب الثائر ومنى الكرد والقاسم وحرائر الشيخ جراح وشيخ الأرض سليمان الهذالين وأم الخير تنادي يا أولادي.
نعم ولى زمن الهزائم ونحن في زمن العزائم، ولى زمن تهدمون به بيوتنا بصمت عجزنا وقهر روحنا، انكسرت حواجز الخوف وانتفضت الروح وتمرد شعبنا غضباً كالبركان.