جاءت الحشود من كل فج عميق، وتسارعت لتلبي نداء أهل الحارثية، فقد انطلق النداء وكانت الإجابة من شباب الضفة وجنين، الذين لم يتأخروا في دعوات سابقة، وكان لهم السبق في الحضور والدفاع عن أهلنا وشعبنا.
انطلق النداء إثر إعلان الاحتلال المجرم موعداً لهدم منزل الأسير المجاهد محمود جرادات، وكان لاستغاثة ابنته ميار عبر الفيديو المنتشر على وسائل التواصل، الأثر الإنساني في التحرك الجماهيري للرباط في السيلة الحارثية قبل انتهاء مهلة الإخلاء التي تنتهي فجر اليوم.
لقد وصل المئات من الشباب، وصالوا وجالوا في البلدة مرددين الهتافات للأسرى الأبطال، ومتوعدين الاحتلال بالدفاع عن أهليهم ومنازلهم، وتجمعوا أمام منزل الأسير المجاهد محمود جرادات، وانطلقوا إلى منزل ذوي الأسيرين غيث وعمر جرادات، وإلى منزل خالهم الشيخ القيادي محمد يوسف جرادات "أبو أحمد".
وتعقيباً على هذا الحدث الملحمي الكبير، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن هذا التضامن الشعبي يعبر عن روح المقاومة المتجذرة عند أبناء شعبنا، وهو استفتاء حقيقي على خيار المقاومة والمواجهة ضد قوات الاحتلال.
استفتاء على نهج المقاومة
أكد القيادي أحمد دار نصر، أن حالة التضامن والمؤازرة التي شهدتها السيلة الحارثية هي استفتاء واضح على نهج المقاومة، مطالباً بدعم هذا التضامن والوقوف إلى جانب أهالي الأسرى المهددة بيوتهم بالهدم.
وأضاف، أن السيلة لها من اسمها نصيب السيل، فسيل الدماء التي قدمتها على طريق القدس والتحرير كبيرة وعظيمة، معتبراً أن الوفاء لها بالتضامن والتعاضد والتصدي لقوات الاحتلال من أهالي جنين ومخيمها.
من جهته، أشاد القيادي المحرر خضر عدنان، بتحرك الجماهير المنتفضة إلى شوارع السيلة الحارثية وأزقتها التي كانت من محطات الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وبدايات فكرة الجهاد والمقاومة والشهداء.
وأضاف في كلمة له، إن اعتلاء الشباب الثائر لمنازل أبطال الحارثية والالتصاق بجدرانها يمثل مشهداً ملحمياً، وأكد على أن زمن الهزائم وهدم البيوت والصمت والعجز قد ولى، فقد انكسرت حواجز الخوف وانتفضت الروح وتمرد شعبنا غضباً كالبركان.
من جانبه، قال القيادي المحرر نصر العمور، أنه من الطبيعي جداً أن نرى أبناء شعبنا يقفون معنا في مواجهة قرار الاحتلال الظالم بهدم بيوت أهلنا في السيلة الحارثية، مشدداً على أن ذلك يدل بما لا يدع مجال للشك، على احتضان هذا الشعب للمقاومة، وحبه لها.
في ذات السياق، قال الأسير المحرر ثائر حلاحلة، أن هدم بيوت الأسرى من بلدة الحارثية، هو إجراء عقابي، هدفه الأساس، ردع المقاومين من القيام بأي عمليات بطولية مستقبلاً.