لما كانت محكمة الدنيا بحسبانها إعلاماً للعدل عن السماء، ولما كانت هذه المحاكم تختص في نظر دعاوى الأحياء دون الأموات، ولما اصطفى الله عز وجل الشهيد أدهم مبروكة؛ ليكون حياً عنده من الشهداء والمكرمين؛ إذ أن شرف الشهادة لا يناله إلا من اختاره الله، ولما كان خير الأعمال جهاداً في سبيل الله؛ حيث ترك الدنيا ومتاعها، وضحى بالدم، والمال، والروح، فإن محكمة الدنيا لم تعد صاحبة ولاية في النظر لهذه الدعوى؛ كون أن الله قد اصطفى أدهم شهيداً، بهذه الكلمات تحدث محامي الشهيد مبروكة، أمام محكمة بداية نابلس التي وجهت بلاغاً بحق الشهيد بحيازة "تراث منقول".
واستدعت اليوم محكمة بداية نابلس، بحضور وكيل النيابة فادي سليم، المحامي سلطان صايمه، محامي الشهيد أدهم مبروكة "الشيشاني" في تهمة كانت موجهة له بحيازة تراث منقول وهي عبارة عن "جنيه فلسطيني".
وقال المحامي سلطان لـ "شمس نيوز": إن "الشهيد ضبط بحوزته جنيه فلسطيني عام 2018، إذ صدر في نفس العام قانوناً يمنع حيازة التراث، ويعتبره جريمة، توجه لحامله تهمة حيازة تراث منقول".
وأوضح سلطان أن المادة رقم (4 أو 5) في القانون تنص على أن من يمتلك تراثاً، ولا يتعامل به ببيع أو شراء، فهي حيازة مشروعة لا يعاقب صاحبها.
وبين سلطان أن التهمة التي كانت موجهة للشهيد مبروكة لا تستوجب أن يتم محاكمته، مشيراً إلى أن القضية كانت ستسقط عن الشهيد لو كان على قيد الحياة، بشهادة شرطي الآثار الحاضر بدعوى من النيابة ليدلي بشهادته، قائلاً: "كان الشهيد يحمل (الجنيه الفلسطيني) بجيبه ليس بغرض البيع والتداول".
وعن قانون الإجراءات الجزائية في المادة 9، أكد سلطان أن الخصومة الجزائية "التهمة" بحق الشهيد تسقط فور وفاته أو استشهاده، لافتاً إلى أن المحكمة تسقط الدعوى عن الشهيد فور وصول الأوراق الثبوتية للوفاة.
وتابع المحامي سلطان: "عملا بأحكام المادة 9 من قانون الإجراءات الجزائية، فإنني ألتمس من محكمتكم الموقرة الحكم بانقضاء الدعوى الجزائية، وبعد إذن محكمتكم الموقرة قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء".