حظيتْ مهاتفة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة يوم أمس الخميس، لعوائل شهداء نابلس الثلاثة، باهتمام من قبل الشارع الفلسطيني، وتقدير كبير من عوائل الشهداء، الذين يرون فيه الرجل الذي يشق طريقاً عنوانه: المقاومة هي الانتماء.
واعتاد الشارع الفلسطيني على الصراحة الواضحة لأحاديث الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، ودعمه المستمر للمقاومة وللمقاومين أينما وجدوا، ومهما كانت انتماءاتهم الحزبية أو التنظيمية.
سبق تلك المهاتفة اتصاله مع "أم ساجد" زوجة الأسير محمود غالب جرادات، وهو ما يشير بما لا يدع مجالاً للشك أنَّ الضفة تحظى باهتمامٍ بالغٍ من قبل الرجل، المعروف عنه الجسارة، والبسالة، والصرامة، في كل أبجديات الصراع مع العدو الإسرائيلي.
اتصالات النخالة لم تقتصر على تقديم واجب العزاء بالشهداء الثلاثة فقط، ولم يكنْ اتصاله لمواساة أم "ساجد" زوجة الأسير محمود جرادات فحسب، بل اتبع تلك المهاتفتين بقوله "إنَّ العمل الفدائي الجهادي في الضفة المحتلة لن يتوقف، وستثبت الأيام أن رهان العدو خاسر"، وأن "دماء الشهداء الثلاثة هي وقود المواجهة والاشتباك المستمر مع العدو الصهيوني في كل المواقع"، وهنا القول الفصل.
ويُلحظُ المراقبون للشأن العام الفلسطيني، الاهتمام البالغ الذي يوليه القائد النخالة لملف الضفة المحتلة، فلا يتركُ الرجلُ شاردة ولا واردة إلا ويلاحقها بالمتابعة الحثيثة، والتعليق الحاسم، وفي هذا السياق يأتي اتصاله بعوائل الشهداء الثلاثة، الذين ينتمون إلى كتائب شهداء الأقصى.
الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، يرى أن هذه الاتصالات تحمل في طياتها رسالة شكر وامتنان لهؤلاء العظام؛ وتقدير النخالة العميق للشهداء وعوائلهم.
وقال عبدو في حديث مع "شمس نيوز": "اتصال النخالة شكل من أشكال التقدير الكبير لنهج المقاومة، وتأكيد على الأخوة الصادقة بين حركة الجهاد الإسلامي، وكل المقاومين على أرض الضفة الغربية".
وذكر أنها تأتي في إطار التعبير عن الدعم الواضح، والقوي، والعلني لنهج المقاومة، مضيفًا: "اتصال النخالة يحمل رسالة مفادها أن الرد على عملية الاغتيال البشعة يجب أن تكون على رأس أولويات كل المقاومين في الضفة المحتلة".
وتابع عبدو: "النخالة بهذا الاتصال يوقظ أبطال كتائب شهداء الأقصى، والتي كان لها دور كبير في مقاومة الاحتلال، وكبرى العمليات الاستشهادية داخل فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى دورهم البطولي في مختلف الاشتباكات والمواجهات".
وتعيش الضفّة الغربيّة المُحتلّة حالةً من الغليان هذه الأيّام، مع تفاقم الاحتِقان والغضب من جرّاء تغوّل الاحتِلال ومُستوطنيه، الأمر الذي بات يُشَكِّل قلقًا حقيقيًّا لدى الكيان، وانعَكس بشَكلٍ واضح في تزايد العمليّات الفدائيّة ضدّ المُستوطنين، الأمر الذي دفع الجِنرال بيني غانتس وزير الجيش الإسرائيلي مؤخراً؛ لعقد اجتِماعٍ مُغلق مع الرئيس الفِلسطيني محمود عبّاس في منزله قُرب تل أبيب؛ لبحث كيفيّة التصدّي “المُشترك” لهذه الظّاهرة المُرعبة للإسرائيليين، حُكومةً ومُستوطنين، وربّما يكون الوقت مُتَأخِّرًا للاثنين.