بنخوة المعتصم وبإحساس الوالد واستجابة لنداء الواجب، تواصل القائد زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع الطفلة ميار محمود جرادات، التي تساءلت في رسالتها للعرب والمسلمين واحرار العالم عن نخوة المعتصم، فلم تجد من يلبي نداءها سوى الأمين العام القائد زياد النخالة – أبو طارق، الذي خاطبها بحنو الاب، وخاطبته ببراءتها وطفولتها قائلة " شكرا لك كثير أنك لبيت نداء المعتصم.. اشكرك يا عمو والله إنك نخوة المعتصم بذاته" وطمأنها القائد النخالة على إعادة بناء منزلها الذي دمره الاحتلال قائلا "اوكد لك يا ابنتي كما قلت ح نبنية، وانا بقلك ح نبنيه يعني ح نبنيه", انها كلمات تبث الطمأنينة في نفوس أطفالنا المحرومين من طفولتهم التي سرقها الاحتلال, ربما ينظر البعض لهذه المحادثة للطفلة ميار انها عادية بعد ان وجهت ميار رسالة مؤثرة لأحرار العالم بعد ان هدم البيت منزلها, لكن إحساس المقهور عندما يتواصل معه القائد ويبث الطمأنينة في نفسه ويستجيب لنداءاته هو إحساس عظيم لا يمكن ان يشعر به الا ذاك المقهور الذي يعاني من ويلات الاحتلال, القائد النخالة تخطى كل الحواجز والموانع ليصنع نوعا من الالفة والتآخي والتواصل المباشر مع المقهورين والمظلومين الذين يعانون من ويلات الاحتلال, وهو يؤكد حالة التلاحم بين قادة المقاومة والشعب الفلسطيني, ويدل على الإحساس والشعور المتبادل وتحمل المسؤولية بين الطرفين, فالمقاومة تدافع عن الشعب, وتجبر الخواطر, وتخفف من الاحزان التي يعيشها شعبنا, والشعب يضحي لأجل مقاومته, ويتمسك بوطنه وثوابته, ويحمي المقاومة من غدر الاحتلال والاستفراد بالمقاومين, ومن هنا تتجسد الملحمة والبطولة.
القائد زياد النخالة ومن باب الإحساس بالواجب وتدعيم الفعل الثوري المقاوم, والوقوف مع اسر الشهداء, تواصل أيضا مع عوائل شهداء نابلس الأبطال، الذين اغتالهم الاحتلال قبل عدة أيام, وقال القائد في اتصاله معهم "إن الشهداء نالوا ما يتمنون بعد مسيرة من العمل الفدائي النوعي إلى جانب إخوانهم المجاهدين والمقاومين", وأكد بأن العمل الفدائي والجهادي في الضفة لن يتوقف وستثبت الأيام أن رهان العدو خاسر, وقد أراد بهذه الكلمات المعبرة ان يبعث الامل في نفوس ذوي الشهداء الثلاثة, وان تضحياتهم ودماء أبنائهم لن تذهب هدرا, وان مسيرتهم ستتواصل حتى يكتب الله لنا النصر, وعبر القائد النخالة عن اعتزازه بالعمل مع كل المقاومين الأحرار في مواجهة العدو الصهيوني, والتصدي لعدوانه بحق أرضنا وشعبنا، مؤكداً أن هذه الدماء الطاهرة هي وقود المواجهة والاشتباك المستمر مع العدو في كل المواقع, ومن الواضح هنا ان القائد النخالة يراهن على تصاعد الفعل المقاوم في الضفة المحتلة, ولن يحول أي حائل امام الفعل المقاوم, لأنه السبيل الوحيد امام شعبنا لوقف جرائم الاحتلال, ووقف مسلسل النزف وإراقة الدماء, ووقف مسلسل مصادرة الأراضي وطرد السكان وتهجير الفلسطينيين وبناء المستوطنات فوق أراضيهم المغتصبة, وان هذا الاحتلال لا يفهم الا لغة القوة, والسبيل الوحيد للتصدي لمخططاته وأهدافه العدوانية, هو تشديد الضربات له, واستنزافه والضغط عليه بشدة من خلال تفعيل عمل الخلايا العسكرية المسلحة في الضفة المحتلة, وانتفاضة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال, وادامة حالة الاشتباك الشعبي والفعل المقاوم حتى يدرك الاحتلال انه سيدفع ثمن سياسته الدموية ضد ابنا شعبنا.
الحقيقة ان تواصل القائد زياد النخالة مع ميار واسرتها, ومع شهداء نابلس الثلاثة يعني ان كل كلمة قالها بمثابة عهد بينه وبينهم, وهذا التواصل لا يستطيع ان يقوم به الا من يكون قادرا على تنفيذ وعوده لهم, ويبدو ان القائد النخالة يستند على قواعد متينة فيتزامن خطابه مع تصعيد كبير في أداء كتيبة جنين وتواصل اشتباكها المسلح مع جنود الاحتلال الصهيوني على الحواجز العسكرية المحصنة بمتانة كبيرة, ونفذت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عناصر عدة عمليات استهدفت الاحتلال تخللها إطلاق نار وعمليات تحطيم وحرق منشآت "إسرائيلية" ، بالإضافة إلى تمكن إحدى مجموعاتها من استهداف قوات الاحتلال التي اقتحمت منطقة بير الباشا بصليات بالرصاص والاشتباك وتحقيق إصابات مباشرة في العدو. وأفادت مصادر محلية في جنين عن إطلاق مقاومين النار تجاه قوات الاحتــلال التي اقتحمت بلدة بير الباشا جنوب المدينة. وقالت: إن اشتباكًا مسلحًا اندلع في البلدة وسمعت أصوات رشقات الرصاص في المنطقة, ويبدو أن عملية اختراق شبّان فلسطينيّون الجدار، ومحاولة الاستيلاء على معدّات عسكرية، وإحراق مركبة هندسية تابعة للجيش الصهيوني على حدود القطاع «كانت رسالة فلسطينية واضحة للاحتلال، بشأن قدرة المقاومة على اختراق هذا الجدار المزوّد بالتقنيات الحديثة والمتطوّرة", فلا تغرنكم التكنولوجيا المتقدمة ولا التحصينات العسكرية المتينة, ولا التنسيق الأمني والتطبيع, ولا يغرنكم سباق التسلح الذي تمنحه لكم امريكا بلا حدود, ولا يغرنكم صمت المجتمع الدولي عن جرائمكم, لان المقاومة لا تنظر لكل هذا, وهى تملك قرارها بيدها فعلا وليس قولا.