يَشْهدُ سعر صرف الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا مقابل العملات الأجنبية في الأسواق المالية العالمية، وسط تخوفات من تعرضه لتأثر سلبي؛ بالتزامن مع توتر الأوضاع الميدانية على الحدود الروسية – الأوكرانية، والتلويح من وقوع حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ.
المُختص في الشؤون الاقتصادية أحمد أبو قمر يرى أن أسعار الدولار الأمريكي تتأثر بعوامل عدة، أبرزها تدخل الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة أو خفضها، إضافة إلى تأثير الأحداث المتوترة بين دول العالم، خاصة إذا تدخلت واشنطن بالحرب.
وعدد أبو قمر في حديثه لـ "شمس نيوز" الأسباب والعوامل التي تؤدي لرفع أسعار الدولار الامريكي مقابل العملات الأخرى، لا سيما الشيكل الإسرائيلي، قائلًا: "إن عدم رغبة الاحتلال في رفع سعر الفائدة، وانخفاض معدل التضخم في دولة الاحتلال؛ يعتبر أحد أبرز أسباب ارتفاع أسعار الدولار".
وأضاف أبو قمر، "إن حديث الفيدرالي الأمريكي عن إمكانية رفع الفائدة إلى 25 نقطة في شهر مارس المقبل، يعد واحداً من أبرز المؤشرات الكبيرة لاحتمال رفع أسعار الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة".
ولفت إلى أن البنك الدولي الاستثماري (غولدمان ساكس) توقع ارتفاع مستوى الفائدة 7 مرات خلال العام الجاري 2022، وليس 5 مرات كما توقع الآخرون، وهو ما عزز مؤشر صعود الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى.
ويترقب الاقتصاديون- وفقًا للمختص أبو قمر- افتتاح السوق المالي يوم الاثنين المقبل، قائلًا: "قد يبقى سعر الدولار حول المستويات الحالية، وقد يشهد ارتفاعًا جديدًا".
واستدرك المختص أبو قمر حديثه عن ارتفاع أسعار الدولار، موضحًا أنَّ التوترات الميدانية بين روسيا وأوكرانيا قد تخالف التوقعات وتؤثر سلبًا على الدولار.
وقال: "إن ارتفاع أو انخفاض الدولار يعتمد على طبيعة التوترات التي يشهدها العالم في ظل الأزمة (الأوكرانية - الروسية) وعلاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالتوتر القائم، لافتًا إلى وجود سيناريوهين اثنين لأسعار الدولار في المرحلة المقبلة لا ثالث لهما، الأول: عدم ارتفاع مستوى التوتر بين روسيا وأوكرانيا يُعد مؤشرًا مهمًا؛ لاستمرار تصاعد أسعار الدولار مقابل العملات الأخرى، التي قد تتجاوز مستوى الـ30 ليصبح (3.30) كما يتوقع أبو قمر.
أما في حال اندلاع الحرب؛ فإن انخفاض أو ارتفاع الدولار يعتمد على مدى طبيعة الحرب وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية فيها، ويكمل -أبو قمر- أن المناوشات الخفيفة بين روسيا وأوكرانيا لن تؤثر على صعود الدولار، إنما تدخل واشنطن مباشرة في الحرب أو تعرض القواعد الأمريكية لضربات عسكرية فإن ذلك قد يُعيق عملية ارتفاع الدولار مقابل العملات الأخرى.
وقال: "إن التوتر العالمي من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا دفع المستثمرين نحو الملاذ الآمن وهو الذهب"، مبينًا أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأيام الماضية ووصل سعر أونصة الذهب إلى 1860 وقد يرتفع مستوى سعر الذهب إلى 1900 أو 2000 دولار أمريكي.
ووجه أبو قمر نصيحة لمدخري الدولار الأمريكي، قائلًا: "اعتقد أن الفرصة متاحة لتحقيق أرباح خيالية في الوقت الحالي مع استمرار الهدوء الميداني بين روسيا وأوكرانيا".
ويتوقع ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي خلال الصيف المقبل لمستوى قد يصل إلى 3.5 شيكل في حال ابتعاد شبح الحرب العالمية.