قائمة الموقع

الحلقة السابعة|| سلسلة عائلة روتشيلد.. بريطانيا عَـدُوّةُ فلسطين!

2022-02-13T17:44:00+02:00
عائلة روتشيلد.jpg
شمس نيوز - خاص

تواصل وكالة شمس نيوز الإخبارية عرضَ الحلقات المرئية من سلسلة عائلة روتشيلد البريطانية، التي تعتبر واحدة من العائلة الداعمة للمشروع الصهيوني، وساهمت اسهاماً كبيراً في إقامة الكيان على أرض فلسطين.

وتروي الحلقة السابعة إنشاء عائلةُ روتشيلد "الكونجرس الصهيونيَّ" للترويجِ للصهيونيةِ باعتبارِهِ "حركةً سياسيةً هدفُهَا الوحيدُ نَقْلَ جميعِ اليهودِ إلى دولةٍ قوميةٍ يهوديةٍ متفرِّدَة"، واتّخذُوا الترتيباتِ اللازمةَ لعَقْدِ أولِ اجتماعٍ لها في مدينةِ ميونيخ.

نص الحلقة السابعة

الحَلَقةُ السابعة

(بريطانيا عَـدُوّةُ فلسطين)

من ص 69 إلى ص 81

رقمُ الفقرةِ في الكتاب                                         الصفحاتُ في الكتاب

11- المُستعمَراتُ اليهوديةُ في فلسطين.                         60 – 76

  • الكونجرس الصهيوني 1897م.
  • دَوْرُ الرئيسِ الأمريكيّ "وودرو ويلسون".
  • نائبُ جمعيةِ مُحارَبَةِ التشهيرِ في أمريكا.
  • قانونُ الاحتياطِ الفيدرالي.

12- الحربُ العالميةُ الأولى.                                    77 - 79

13- وَعْـدُ "بلفور".                                             80 – 81

 

11- المُستعمَراتُ اليهوديةُ في فلسطين

1895: يزورُ " إدموند جيمس روتشيلد"، أصغرُ أبناءِ "يعقوب (جيمس) ماير روتشيلد" فلسطين، ويُموِّلُ تأسيسَ أوّلِ مُستعمَرَةٍ يهوديةِ فيها، بما يخدمُ هدَفَهُم بعيدَ المدى بإنشاءِ دولةٍ تمتلِكُها عائلةُ "روتشيلد".

1897: أنشَأَتْ عائلةُ روتشيلد "الكونجرس الصهيونيَّ" للترويجِ للصهيونيةِ باعتبارِهِ "حركةً سياسيةً هدفُهَا الوحيدُ نَقْلَ جميعِ اليهودِ إلى دولةٍ قوميةٍ يهوديةٍ متفرِّدَة"، واتّخذُوا الترتيباتِ اللازمةَ لعَقْدِ أولِ اجتماعٍ لها في مدينةِ ميونيخ.

ونظراً للمُعارضاتِ الحادَّةِ منَ اليهودِ في المدينة، الذينَ كانوا سُعداءَ جداً حيثُ يُقيمون، تقرَّرَ نَقْـلُ الاجتماعِ إلى مدينةِ "بازل" بسويسرا، وتمَّ عَقْدُ المؤتمرِ في 29 أغسطس 1897، وترأَسَ هذا المؤتمرَ اليهوديَّ الأشكنازيّ "تيودور هرتزل" الذي كتَبَ في مذكّراتِه:

"مِنَ الأهميةِ بمكانٍ أنْ تُصبحَ مُعاناةُ اليهودِ أسوأ، فذلكَ سوفَ يُساعِدُنَا على تحقيقِ خُطَطِنَا، لديَّ فكرةٌ ممتازة، سوفَ أُشجِّعُ أعداءَ الساميةِ بالاعتداءِ على ثرواتِ اليهود، وأعداءُ الساميةِ سوفَ يُساعِدونَنَا؛ لأنّهم سوفَ يَزيدونَ في القَتْـلِ والتميّيزِ ضِدَّ اليهود، إنَّ أعداءَ الساميةِ سيكونونَ أفضلَ أصدقائِنَا".

وتمَّ لاحقاً انتخابُ "هرتزل" رئيساً للمنظمةِ الصهيونية، والتي تبنَّتْ "روتشيلد (الهيكساغرام) أو النجمةَ السُداسية"، بمثابةِ "العَلَمِ الصهيونيّ" والذي أصبحَ بعدَ (51) سنةً عَلَمَ "إسرائيل".

"إدوارد هنري هاريمان" يُصبحُ مديراً "للاتحادِ الباسيفيكي للسِكَكِ الحديدية" ويَمضِي للسيطرةِ على "السِكَكِ الحديديةِ جنوبَ المحيطِ الهادئ"، كُلُّ ذلكَ تمَّ بتمويلٍ من عائلةِ "روتشيلد".

1898: تُوفِّيَ "فرديناند دي روتشيلد".

1901: أرسَلَ يهودُ المستوطناتِ في فلسطين التي أنشَأَهَا "إدموند جيمس دي روتشيلد" وفداً إليهِ يُخبرونَهُ بما يلي: "إذا كُنتَ ترغَبُ في حفظِ "اليشوف" (المستوطنةِ اليهوديةِ) فعليكَ أولاً أنْ ترفَعَ قبضَتَكَ عنها، والسماحُ للمستوطنينَ بإدارةِ شؤونِهِم وتصحيحِ وتسويةِ أوضاعِهِم بأنفُسِهِم".

"إدموند جيمس دي روتشيلد" كان غاضباً جداً من ذلك، وصرَّحَ قائلاً: "أنا وَحدِي الذي أنشَأَ (اليشوف) وأنا وَحدِي، فلَا يَحقُ لأيِّ أحدٍ التدخُّلَ في خُطَطِي".

تُغلِقُ دارُ "روتشيلد المصرفية" في مدينةِ فرانكفورت، بألمانيا، التي تَخُصُّ "ماير أمشيل روتشيلد وأبناءَه"؛ لعدَمِ وجودِ وريثٍ "ذَكَرٍ" لروتشيلد؛ لإدارةِ البنكِ بعدَه.

1902: وُلِدَ "فيليب دي روتشيلد".

1905: مجموعةٌ يهوديةٌ صهيونيةٌ، بدعْمٍ من عائلةِ روتشيلد، بقيادةِ "جوجي أبولونوفيتش جابون" تُحاولُ القيامَ بانقلابٍ شيوعيٍّ للإطاحةِ بقيصَرِ روسيا، لكنَّهم فَشَلوا؛ ممَّا اضطرَّهُم إلى الهروبِ إلى ألمانيا، وهي الدولةُ الوحيدةُ التي منَحَتهُم حقَّ اللجوء.

تنصُّ موسوعةُ اليهودِ (المجلد 2، ص 497) على ما يلي:

"إنَّها معادلةٌ غريبةٌ إلى حَدِّ محاولةِ إيجادِ منافسٍ كاثوليكيّ لعائلةِ روتشيلد، حيثُ هُم، في الوقتِ الراهنِ، الأوصياءُ على كَنزِ البابوية".

1906: تُعلِنُ عائلةُ "روتشيلد" أنّه نظراً لتزايُدِ عدمِ الاستقرارِ في المنطقة، وزيادةِ المنافَسَةِ من عائلةِ روكفلر (عائلةُ روكفلر هُم من نَسْلِ روتشيلد عَبْرَ رابطةِ دَمٍ منَ الإناث) التي تملكُ شركةَ "ستاندرد أويل"، أنها تبيعُ شركةَ البترولِ الخاصَّةِ بهم ببحرِ قزوين والبحرِ الأسود، إلى كُلٍّ من شركةِ "رويال داتش" وشركةِ "شَل".

1907: "يعقوب شيف روتشيلد" رئيسُ مؤسسةِ كوهن، "لوب وشركاه" يُحذِّرُ في كلمةٍ ألقاها أمامَ غرفةِ نيويورك التجاريةِ بما يلي:

"ما لَمْ نَملِكْ بنكاً مركزياً يتحكَّمُ في المواردِ الائتمانية، فإنَّ هذا البلَدَ سوفَ يتعرَّضُ لأكبَرِ ذُعْرٍ نقديٍّ حادّ لَمْ يحصَلْ في تاريخِه".

فجأةً وجدَتْ أمريكا نفسَهَا في وسَطِ كارثةٍ ماليةٍ أخرى مُماثِلةٍ للطاحونة، قامَتْ بترتيبِهَا عائلةُ روتشيلد، التي دمَّرَتْ حياةَ الملايينِ الأبرياءِ في أرجاءِ أمريكا، وتحقّقَ لعائلةِ روتشيلد المليارات.

1909: "يعقوب شيف" يُنشِئُ الجمعيةَ المُتقدِّمَةَ لدعْمِ الناسِ المُلوَّنِين:

(Naacp) National-Association For The Advancewment Of Colored People

اسْتُخدِمَت هذهِ الجمعيةُ لتحريضِ السُوْدِ على أعمالِ العُنفِ والسَلْبِ والنَهْب، وإشاعَةِ الفوضى في البلاد، وخَلْقِ شَرْخٍ بينَ مُجتمعاتِ البِيْضِ والسُود.

هذا ما كَتَبَهُ المُؤرِّخُ اليهوديُّ "هوارد ساشار" في كتابِه "تاريخُ اليهودِ في أمريكا".

1914: أصبحَ الأستاذُ المُتفرِّغُ "جويل سبنجارم" من جامعةِ كولومبيا، رئيسَ الجمعيةِ الوطنيةِ لدَعْمِ الناسِ المُلوَّنِين وعُيِّنَ لمجلسِ إدارتِها زعماءٌ يهود، من بينِهم "يعقوب شيف" و"يعقوب بيليكوبف" والحاخامُ "ستيفن وايز"، ومن بينِ المُؤسِّسِين الآخَرين من اليهودِ الأشكيناز: "يوليوس روزنتال"، و"ليليان والد"، والحاخامُ "اميل جي هيرش"، ولَم يكُنْ في الجمعيةِ الوطنيةِ لدعْمِ الناسِ المُلوَّنِينَ أيُّ أسْوَدٍ حتى عامِ 1920، عندما عَيَّـنتِ الجمعيةُ أولَ رئيسٍ أسودَ لها، وهو: "جيمس ويلدون جونسون".

1911: نَصَّ "ويرنر سومبارت" في كتابِهِ "اليهودُ والرأسماليةُ المُعاصِرَة"، أنه منذُ عام 1820 وما بعدَه، هو: "عصْرُ روتشيلد"، وخَلَصَ إلى أنَّ هناكَ "قوةً واحدةً فقط في أوروبا، هي عائلةُ روتشيلد".

1912: صرَّحَ "جورج أركونروي" في عددِ ديسمبر من مجلةِ "الحقيقة"، عن المصرِفِيِّ "يعقوب شيف" ما يلي:

"السيّدُ شيف هو رئيسُ مؤسسةِ "كوهن- لوب وشركاه" للخدماتِ المصرِفيةِ الخاصَّةِ العظيمة، التي تُمثّـِلُ مصالحَ عائلةِ روتشيلد في هذا الجانبِ من المحيطِ الأطلسيّ، لقد تمَّ وصفُهُ بأنّهُ "استراتيجيٌّ ماليّ" ولسنواتٍ كانَ السيِّدَ الماليَّ للقوةِ المجرَّدَةِ الأكبرِ التي تُعرَفُ باسْمِ "ستاندرد أويل"، كانَ يَدَاً بِيَدٍ مع "هاريمانز" و"جولدس" و"روكفلرز" ولشركاتِ السِكَكِ الحديديةِ كافة، والقوّةَ الماليةَ الأولى في أمريكا".

1913: في الرابعِ من مارس انْتُخِبَ "وودرو ويلسون" Wilson Woodrow (الرئيسُ الثامنُ والعشرونَ للولاياتِ المتحدة) وتمَّ تنصيبُهُ بعدَ فترةٍ وجيزة، وقالَ إنهُ زارَ البيتَ الأبيضَ بصُحبَةِ اليهوديِّ الأشكينازيّ "صموئيل أونتيرمر" صاحبِ مكتبِ المحاماةِ "جوجنهيم وأونتيرمر، ومارشال" الذي عَمِلَ على ابتزازِهِ مُقابِلَ مبلغِ 40.000 دولار، يَخُصُّ علاقةً غراميةً أقامَهَا "ويلسون" مع زوجَةِ أستاذٍ زميلٍ له حينما كانَ أستاذاً في جامعةِ برينستون، وحيثُ لم يكُنْ لَدى الرئيسِ ويلسون هذا المالُ تطوَّعَ "أونتيرمر" بدَفْعِ هذا المبلغِ لهُ من جَيـبِهِ الخاص إلى المَرأةِ التي أقامَ معها "ويلسون" بتعيِّـينِهِ في أولِ وظيفةٍ شاغرةٍ في "المحكمةِ العُليَا للولاياتِ المتحدة"، وعلى أنَّهُ مُرشَّحٌ (مُوصَى عليه) من قِبَل "أونتيرمر" إلى الرئيسِ "ويلسون"، وقد وافَقَ ويلسون على ذلك.

"جاكوب شيف" يُنشِئُ منظمةَ "جمعية محارَبَةِ التشهير" Adl League Antidefamation، في الولاياتِ المتحدة، لقد تأسَّسَتْ هذهِ المنظمةُ لمُهاجمَةِ أيِّ شخصٍ قد يَسألُ عن أو يتحدَّى مؤامرةَ روتشيلد العالمية، حيثُ يُوصَفُ ذلكَ "ضِدَّ السامية".

والغريبُ جداً، وفي نفْسِ العام الذي تمَّ فيهِ إنشاءُ هذهِ المنظمة، أنشَأَتْ "روتشيلد" البنكَ المركزيَّ الحاليَّ والأخيرَ لهم في أمريكا، الذي اتّخَذَ اسْمَ "الاحتياطي الفيدرالي".

لقد علَّقَ عُضوُ الكونجرس "تشارلز ليندبرغ" عَقَبَ تمريرِ "قانونِ الاحتياطيّ الفيدرالي" في 23 ديسمبر، قائلاً: "القانونُ يُعطي الثقةَ الأكثرَ ضَخَامةً على الأرض، وعندما يُوقِّعُ الرئيسُ على هذا القانون، فذلك يُضفِي الصِفةَ القانونيةَ على الحكومةِ الخَفيّةِ للقُوَى المالية، إنَّها الجريمةُ الأعظمُ على مَرِّ العُصور، تُـنفَّذُ من خِلالِ المالِ ووثيقةِ هذا البنك".

مِنَ المُهمِ مُلاحظَةُ أنَّ "الاحتياطي الفيدرالي" هو عبارةٌ عن شركةٍ خاصَّة، فهو ليسَ اتحادياً ولا يَملِكُ أيَّ احتياطيّ، وتُشيرُ التقديراتُ المُتحفّظةُ أنَّ أرباحَهُ السنويةَ تتجاوزُ الـ 150 مليارَ دولارٍ، وأنَّ الاحتياطيَّ الفيدراليَّ لم يَنشُرْ مُطلَقاً أيَّ حساباتٍ له ولو لِمرَّةٍ في تاريخِه.

 

12- الحربُ العالميةُ الأولى:

1914: بِدايةُ الحربِ العالميةِ الأولى.

في هذهِ الحرب، قامَ "روتشيلد" ألمانيا بتمويلِ الألمان، و"روتشيلد" بريطانيا بتمويلِ بريطانيا، و"روتشيلد" فرنسا بتمويلِ فرنسا.

علاوةً على ذلك، كانتْ عائلةُ روتشيلد تتحكَّمُ في وكالاتِ الأنباءِ الأوروبيةِ الثلاث؛ "وولف في ألمانيا" (التي تمَّ تأسيسُها عام 1849)، و"رويترز في إنجلترا" (التي تمَّ تأسيسُها عام 1851) و"هافاس في فرنسا" (التي تمَّ تأسيسُها عام 1835).

استغلَّتْ روتشيلد وكالةَ "وولف" للتلاعُبِ بالشعبِ الألمانيِّ بإثارةِ حماسَتِهِ للحرب، ومنذُ ذلكَ الحين تقريباً، نادراً ما تمَّ ذِكْرُ عائلةِ "روتشيلد" في وسائِلِ الإعلام، التي يملِكُونَها.

1916: في الرابعِ من يونيو، عَيَّنَ الرئيسُ الأمريكيُّ "ويلسون"، اليهوديَّ الأشكينازيَّ "لويس ديمبتس برنديز" رئيساً للمحكمةِ العُليا الأمريكيةِ؛ تنفيذاً للابتزازِ المدفوعِ إلى "صموئيل أونتيرمر" قبلَ ثلاثِ سنوات.

"القاضي برانديز" تمَّ انتخابُهُ الرئيسَ التنفيذيَّ "للَّجنَةِ التنفيذيةِ للشؤونِ الصهيونية"، المنصِبُ الذي شغل منذُ عام 1914.

منتصفُ الحربِ العالميةِ الأولى، كانتْ ألمانيا هي الفائزةَ بالحرب؛ لأنَّ عائلةَ روتشيلد قامَتْ بتمويلِهَا أكثرَ من فرنسا وإيطاليا وإنجلترا؛ ولأنَّ هذهِ العائلة، لم تَكُنْ تُريدُ دَعْمَ قيصَرِ روسيا؛ لأنَّ روسيا كانت في نفْسِ جانِبِ فرنسا وإيطاليا وإنجلترا.

ثمَّ وقَعَ حَدَثٌ مهم، عرَضَتْ ألمانيا- على الرغْمِ من أنَّها كانتْ الفائزةَ بالحربِ ولمْ تَطَأْ قدمُ أيِّ جنديٍّ أجنبيٍّ تُرابَها- على بريطانيا هدنةً دونَ أيَّةِ تعويضات، لكنَّ عائلةَ روتشيلد كانتْ حريصةً على ألَّا يحدثَ هذا الأمر، فهُم يتوقعونَ دائماً تحقيقَ مَزيدٍ من الأموالِ من هذهِ الحرب؛ لهذا استخدموا ورقةً أخرى كانت في يدِهِم، فـبَينما بريطانيا كانتْ تدرسُ العرضَ الألمانيَّ، أرسَلَ عميلُ عائلةِ روتشيلد في أمريكا "لويس برانديز" وفداً صهيونياً من أمريكا إلى بريطانيا يُعطِي وعداً بأنَّ أمريكا سوفَ تدخُلُ الحربَ لصالِحِ بريطانيا، شَرْطَ موافقةِ بريطانيا على إعطاءِ أرضِ فلسطين لعائلةِ "روتشيلد".

لقد رغِبَتْ عائلةُ (روتشيلد) في أرضِ فلسطين للسببِ التالي:

"كانتْ لروتشيلد في أرضِ فلسطين مصالحُ تجاريةٌ ضخمةٌ في الشرقِ الأوسط، ورغِبُوا في إقامَةِ دولةٍ مع جيشٍ تابعٍ لها في هذهِ المنطقة، يُمكِنُهم استخدامُهُ لإرهابِ أيِّ دولةٍ تُهدِّدُ مصالِحَهُم".

بريطانيا بِدَورِهَا، وافَقَتْ على صفقةِ فلسطين، وقامَ الصهاينةُ البريطانيِّونَ بإعلامِ زُملائِهِم الأمريكيِّينَ بهذهِ الموافقة، فجأةً، كُلُّ الصُحُفِ الأمريكيةِ الكُبرَى والتي كانتْ مع ألمانيا، انقَلَبَتْ ضِدَّها، وانتشرتِ الحَربُ الإعلاميةُ والدِعائيةُ بأخبارٍ كاذبةٍ حولَها، مثلَ:

الجُنودُ الألمانُ يقتلونَ مُمرِّضاتِ الصليبِ الأحمر، والجنودُ الألمانُ يقطعونَ أيادِيَ الأطفالِ والرُضَّع، وما إلى ذلك، وهذا من أَجْلِ التلاعُبِ بالرأيِ العامِ الأمريكيِّ ضِدَّ ألمانيا.

وفي العامِ نفسِه، بَدَأَ الرئيسُ "وودرو ويلسون" حملَتَهُ لإعادةِ انتخابِهِ تحتَ شِعار "إعادةُ انتخابِ الرجُلِ الذي سيُحافِظُ على أولادِكُم بعيداً عنِ الحرب".

وفي الثاني عشَرَ من ديسمبر، عرَضَتْ ألمانيا وحلفاؤها شُروطاً للسلامِ وإنهاءِ الحرب.

 

13- وَعْـدُ "بلفور" لـ "روتشيلد":

1917: نتيجةً لعَرضِ السلامِ الذي تقدَّمَت بِهِ ألمانيا، تسارَعَتْ وتيرةُ دَعْمِ عائلةِ "روتشيلد" لآلَةِ الحربِ الأمريكية، ونَشْرِ الدعايةِ التي تُؤدِّي إلى نُكُوصِ الرئيسِ "ويلسون" وبضَغطٍ من الزعيمِ الصهيونيِّ الأمريكيِّ ورئيسِ محكمةِ العدلِ العُليا، "لويس ديمبتس برانديز" عن وُعُودِهِ لجمهورِ الناخبينَ ودَفْعِ أمريكا إلى الحربِ العالميةِ الأولى، وكانَ ذلكَ يومَ 6 أبريل.

وكَمَا وَعَدَ صهاينةُ "روتشيلد" بريطانيا بأنْ تَدخُلَ أمريكا الحربَ، قرّروا الطلبَ من الحكومةِ البريطانيةِ وثيقةً مكتوبةً تُثبِتُ التزامَهَا بالصفقة، فكَتَبَ وزيرُ الخارجيةِ البريطانيِّ "أرثر جيمس بلفور" رسالةً إلى اللوردِ "روتشيلد" عُرِفَتْ فيما بَعد بوثيقةِ "إعلان بلفور" وهذا نَصُّها:

وزير الخارجية – الثاني من نوفمبر 1917م

"عزيزي اللورد روتشيلد: يَسُرني جداً أنْ أُبلِغَكُم بالنيابةِ عن حكومةِ جلالَتِه، بالتصريحِ التالي، الذي ينطوي على العَطْفِ على أماني اليهودِ الصهاينة، والذي تمَّ عرضُهُ وموافَقةُ مجلسِ الوزراءِ عليه: "بأنَّ حكومةَ صاحِبِ الجَلالَةِ تنظُرُ بعَيْنِ العَطفِ إلى تأسيسِ وطَنٍ قومِيٍّ للشعبِ اليهوديِّ في فلسطين، وسَتبذُلُ قُصارَى جُهدِهَا لتيسيرِ تحقيقِ هذهِ الغاية، على أنْ يُفهَمَ جَلياً أنّه لن يُؤتَى بعمَلٍ من شأنِهِ أنْ ينتقِصَ من الحقوقِ المدنيةِ والدينيةِ التي تتمتَّعُ بها الطوائفُ غيرُ اليهوديةِ المُقيمةِ الآن في فلسطين، ولا مِنَ الحقوقِ أو الوضْعِ السياسيِّ الذي يتمتّعُ بهِ اليهودُ في أيِّ دولةٍ أخرى، وسأكونُ مُمتـناً إذا ما أحطْتُم الاتحادَ الصهيونيَّ عِلْماً بهذا التصريح".

                                                                                                   المُخْلِص    

                                                                                           آرثر جيمس بلفور

اخبار ذات صلة