قائمة الموقع

د. جميل عليان محذراً العدو: "العدوان على القدس" قد يفجر حرباً إقليمية

2022-02-13T21:46:00+02:00
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان
شمس نيوز - غزة

حَذرَ القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه من استمرار العدوان على القدس المحتلة، وحي الشيخ جراح، مذكراً إياهم بـ"معركة سيف القدس" البطولية، التي اندلعت إبان العدوان على القدس.

وأوضح د. جميل عليان خلال استضافة على "فضائية فلسطين اليوم" أنَّ الأوضاع الميدانية في القدس المحتلة تشبه بشكلٍ كبيرٍ ما حصل قبل اندلاع معركة (سيف القدس)، مستدركاً: "أنَّ العدو خَبِرَ المقاومة الفلسطينية جيداً في تلك المعركة، التي تفجَرت لأجل القدس، وما يزال العدو يكتوي بنيرانها على جميع الصُعد، سواء على الصعيد الأمني، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي، وحتى على صعيد صورته، وما يرتبط به خارجياً".

وشدد عليان على أن المعركة مع العدو الإسرائيلي في مدينة القدس هي (معركة مفتوحة)، قائلاً "الاحتلال بين الفينة والأخرى يحاول إثارة هذه المعركة؛ علَّه يجد مدخلًا من خلاله يدخل إلى هذه المدينة المقدسة؛ لكن الفلسطينيين دائمًا بالمرصاد لكل هذه المخططات".

معركة متواصلة

وأضاف د. عليان "نحن الآن أمام معركة حقيقية تدور رحاها في القدس، ولا بد أن نقرأ هذ المعركة في إطار متواصل، وليس بشكل مرحليٍ، أو وقتيٍ، أو موسمي"، مبينًا أن معركة القدس بدأت منذ اللحظة الأولى لاحتلالها في حزيران عام 1967م؛ عندما أعلن (موشيه ديان) السيطرة على شرق القدس، وضمها لغرب المدينة".

وشدد الدكتور عليان على أهمية التعامل مع ما يجري في القدس بردودٍ متواصلة لا تتوقف إلا بزوال الكيان عن المدينة المقدسة، وجميع مدن فلسطين، لا أن يتم التعامل مع ما يجري بردة فعل موسمية أو مرحلية.

وجدد عليان تأكيده على رؤية حركة الجهاد الإسلامي بأنَّ القدس هي مركز الصراع (الإسلامي العربي) في مواجهة العدو (الصهيوني)، مضيفًا "إذا ما تخلينا عن مركز وموقع القدس في الصراع، وتركناها لقمة سائغة للعدو ومستوطنيه؛ نكون قد فقدنا موقعًا مهمًا في هذه المعركة أمام العدو، وهذا لن يكون بإذن الله".

وأردف د. عليان حديثه "المسألة ليست مسألة بن غفير فقط؛ إنما تتعلق بمواجهة المشروع الصهيوني في القدس، التي تتعرض لحملات تهويدية، ولحفريات توراتية، ومحاولات للسيطرة على المسجد الأقصى".

المعركة مفتوحة

وأوضح أنَّ الساحة الفلسطينية شهدت ثلاثة أحداث، يمثل كل واحدٍ منها صاعقاً للمشهد الفلسطيني، وهي: اغتيال المقاومين الثلاثة في نابلس، ومعركة الأسرى التي مازالت محتدمة، ومحاولات إشعال جبهة القدس وحي الشيخ جراح، وهو ما يشير إلى أنَّ الأحداث تتطلب تحركاً -عاجلاً لا آجلاً- من الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني بشرائحه كافة، لاسيما أنَّ المعركة تتطلب من الفلسطينيين العمل الحثيث لأجل تحقيق انتصار على العدو، مردفًا "لا مجال لخسارة هذه المعركة مطلقاً".

وأشار إلى أنَّ المعركة مع العدو مفتوحة، لاسيما أنَّ الأمر يتعلق بالقدس المحتلة التي هي ثابت من الثوابت الفلسطينية، مستدركاً "في هذه المعركة لا نبرئ المستوى السياسي الصهيوني؛ كون ما يجري سياسة ممنهجة بين بن غفير والحكومة الصهيونية".

وأكمل د. عليان حديثه "العدو الصهيوني لن يتوقف عند عدوانه على القدس، وما يجري يهدف لترميم صورته بعد معركة سيف القدس، وضمن محاولاته تقوية المستوطنين الذين يخدمون المشروع الصهيوني".

ودعا د. عليان للتعويل على المخزون البشري الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، والداخل المحتل، وضرورة عدم الرهان على الفئة التي تتجنب الدخول في مواجهة مع العدو الإسرائيلي؛ حفاظاً على مصالحها السياسية"، داعياً إلى توسيع دائرة الاشتباك مع العدو الإسرائيلي؛ لعرقلة خطط بن غفير وأمثاله التهويدية الإحلالية الخبيثة.

وأشاد د. عليان بالتصدي الكبير من المقدسيين لبن غفير ومحاولاته إقامة مكتب له في حي الشيخ جراح، داعياً إلى أوسع إسناد للمقدسيين عربياً، وإسلامياً، وفلسطينياً، قائلاً: "هذه لحظة تاريخية لاستعادة الوعي، ومطلوب من شعوبنا العربية جماعاتٍ وأفراداً، بأنْ يقولوا كلمتهم تجاه ما يجري في القدس ومسجدها المبارك".
ويعتقد عليان أنْ الاحتلال سيواصل محاولات السيطرة على المدينة المقدسة، والشيخ جراح تحديداً؛ متوقعاً أن تتفجر الأوضاع في شهر رمضان القادم؛ حال منع العدو الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.

معادلة القدس

وشدد د. عليان على أن المقاومة فرضت معادلاتها إبان معركة (سيف القدس) البطولية؛ من منطق القوة، وعليه لا يمكنها أن تتراجع قيد أنملة عن هذه المعادلات التي فرضتها، مشيراً إلى أنَّ العدوان على القدس، ومحاولة فرض معادلة جديدة تمس معادلة القدس، تعني تفجر الأوضاع في المنطقة، مستدلاً بتهديدات حزب الله، وأنصار الله، وجميع مفردات محور المقاومة التي أعقبت (سيف القدس)؛ عندما تحدثوا بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ عن معادلة شعارها: (أنَّ المساس بالقدس يعني حرباً إقليمية).

وأشار د. عليان إلى أن الإرهاصات على الأرض تعطي إشارات للعالم أجمع وللعدو بأن القدس فعلًا قد تكون شرارة أي حربٍ إقليمية، وعندها سيكون العدو في مأزقٍ كبيرٍ بإذن الله أمام الجماهير العربية والإسلامية وقوى المقاومة.

وتوقع د. عليان أن يكون للمقاومة كلمة حاسمة خلال الساعات القادمة؛ إذ لا يمكنها الصمت طويلاً إزاء ما يجري في الشيخ جرح؛ لأنها بذلك قد تخسر ما أسست له في معركة (سيف القدس)، وما تلاها من تضحيات وإنجازات، مضيفاً: "المقاومة لن تتراجع، وهي تقدمت خطوات مهمة بمعادلة (القدس مقابل الحرب)، والحفاظ عليها".

الشرعية لمن يقاوم

ولا يعول د. جميل عليان على أي موقف من السلطة الفلسطينية تجاه ما يجري في القدس والشيخ جراح؛ إذ يرى أنها جزء أساسي من مأزق المشروع الوطني الفلسطيني، محملاً إياها جزءاً من المسؤولية تجاه جريمة الاغتيال التي طالت ثلاثة من كوادر كتائب شهداء الأقصى، مشيراً إلى أن التعويل الحقيقي على الشعب الفلسطيني، الذي أصبح مطالباً بتوسيع دائرة الانتفاضة مع العدو الصهيوني في الضفة الغربية؛ لمواجهة المخططات الإسرائيلية في الضفة والقدس.

وأشار د. عليان إلى أنَّ الانقسام الفلسطيني أثرَ سلباً على القضية الفلسطينية، غير أنه يرى أنَّ "الانقسام يتلاشى على قاعدة المقاومة والحفاظ على الثوابت"، مستشهداً بمعركة سيف القدس، والوحدة الميدانية داخل السجون، التي تحتضن قيادة مشتركة من قيادات الأسرى من الفصائل كافة.

في السياق، أوضح أنَّ بوابة أي شرعية لأي جهة أو مرجعية كانت تكون من خلال من يقف إلى جانب القدس، والشيخ جراح؛ مستدركاً: "الشرعية لا تأتي من خلال الاجتماعات المغلقة والمكيّفة؛ بل لمن ينتفض في وجه العدو".

القوة تنبع من القدس وليس من تل أبيب

في السياق، لفت القيادي عليان أن لا أحد يستطيع أو يجرؤ على التنازل عن القدس مهما كانت الأسباب أو الدوافع، فقال "القدس لم تغب عن الفلسطينيين، ولا أحد يجرؤ عن التنازل عنها، سواء كانوا مطبعين ، أو غير مطبعين"، مذكرًا بأن فئة ضالة حاولت تسريب العقارات للاحتلال والمستوطنين؛ ولكنها سرعان ما فشلت فشلاً ذريعًا أمام صمود المقدسيين الذين كشفوا ألاعيبهم القذرة.

وذكر عليان أنَّ الأنظمة العربية حوَّلت القضية الفلسطينية في منتصف السبعينيات من قضية إسلامية وعربية، إلى قضية (شأن داخلي فلسطيني)، مستدركاً: "الزعامات العربية لا يهمهم القدس أو ابتلاع أرضها، كل ما يهمهم الحفاظ على مناصبهم، ورأينا كيف ارتبطت مع إسرائيل(التطبيع) بناء على شرط ترامب"، موضحاً أنَّ شرط التطبيع مفاده: من يريد إثبات شرعيته أمام واشنطن؛ عليه أنْ يمر عبر البوابة "الإسرائيلية".

واستدرك "هذه المعادلة قد تتغير، فإذا ما افترضنا اندلاعِ حربٍ بين أوكرانيا وروسيا؛ سنجد أنَّ هذه الزعامات أصبحت في مهب الريح؛ كونها ارتبطت بالعدو الصهيوني".

وأضاف: "عند قُصفت الإمارات بالصواريخ اليمنية، ماذا فعل الحليف الذي فتحت له الأبواب والمكاتب؟!، هل نفعتهم الولايات المتحدة أو إسرائيل؛ لذلك نقولها بالفم الملآن: إنَّ قوة الامارات والبحرين، ومعهم سائر الدول العربية، تنبع من القدس وفلسطين، وليس من تل أبيب".

وقال: "الشعوب العربية حية، جميعها تعرف القدس، وقادرة على قلب الطاولة، أما الذي لا يعرف القدس، ويطبع مع العدو، ويفتح له مكاتب على أرضه؛ فلا نراهن عليه مطلقاً".

ولا يستبعد د. عليان أن يحاول العدو الإسرائيلي اقتناص الفرص، واستغلال الانشغال العالمي بالأزمة الأوكرانية؛ لتنفيذ مخططاته التهويدية الاحتلالية، قائلاً: "العدو سيحاول ارتكاب جرائم إذا استعصى عليه الأمر، مستغلاً الانشغال الدولي، وندرك تماماً أن عدونا قائم على المجازر والجرائم، وقد يرتكب المزيد منها في ظل الحدث الدولي، وفي ظل النظام الدولي المتبلد أمام معاناة شعبنا"، مع دعوته إلى ضرورة التنبّه للحدث العالمي الحالي المتمثل بالأزمة الأوكرانية، والبحث عن أي وجه من أوجه الاستفادة والاستثمار فيه بما يخدم قضيتنا الفلسطينية.

اخبار ذات صلة