قائمة الموقع

خبر لسان المحاصرين بغزة: "القرع لما استوى قال للخيار يا لوبيا"

2015-03-01T08:41:45+02:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يعيش قطاع غزة لحظة يأس جماعي.. حيث تتشابه ملامح الأسى على وجوه مواطني هذه المدينة الساحلية الصغيرة المحاصرة، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة التي دمرت الأخضر واليابس، دون النظر إلى حال أهلها المشردين، سواء من السلطة أو الحكومة الفلسطينية، أو من خلال المجتمع المدني.

أزمات متراكمة يواجهها أهالي القطاع، أولها الحصار المفروض منذ ما يزيد الثماني سنوات، وأزمة الكهرباء التي تزيد فترة انقطاعها عن الـ12 ساعة يومياً، وإغلاق معبر رفح والمعابر التجارية، وتهرب سلطة الضفة وحكومة التوافق من ملف غزة، وتأخر الإعمار الذي أصبح عبئا كبيراً على ظهور هؤلاء الأهالي.

أهالي قطاع غزة جربوا كل أنواع الموت في غضون ثمانية أعوام من الحصار، فقد ماتوا تحت قصف طائرات الاحتلال وبقذائف دباباته، وحرقا بالشمع بسبب أزمة الكهرباء، ومرضى عالقين على المعابر ينتظرون الخروج للعلاج، وبردا بعد موت أربعة أطفال في المنخفض الجوي في شهر يناير الماضي، وغرقا في سفن الهجرة غير الشرعية بتاريخ 6-9-2014 حين غرق المئات بعد أن هربوا من الحرب عبر الأنفاق.

هموم وأحزان

من أمام منزله الصغير المتشققة جدرانه في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، يجلس المواطن ربيع حامد ( 42 عاماً)، وكأن هموم الأرض محملة فوق كتفيه؛ فتعابير وجهه كفيلة بأن تحدثنا عما يجول في داخله من هموم وأحزان، كما الآلاف من المواطنين الذين يقطنون غزة.

حامد وفي حديث مراسل "شمس نيوز" معه تبيّن أنه لا يدخل على بيته أي فلس أو دخل من هنا أو هناك، مشيراً إلى أنه تعرض لإصابة في ظهره أفقدته القدرة على العمل.

وأضاف: الحمدلله على كل حال ما حدا مدور علينا، البيت نص حيطانه متشققة، والمطر بيجي علينا من كل الجهات، ولا في شغل ولا أي عمل وحماس وفتح نسيونا أصلاً، من وين بدنا نصرف ومن وين بدنا نعيش أنا وأولادي؟؟ الله أعلم".

أما الشاب حسين أحمد (24 عاماً) فقال لـ"شمس نيوز": تخرجت من الجامعة منذ عامين، ولم ألق أي عمل، بحثت كثيراً هنا وهناك ولكن دون جدوى، وكل ما يتم الحديث عنه هو وعود لا أكثر".

وأوضح أحمد أن الوضع في قطاع غزة لا يطاق فهو يفكر ملياً بالهجرة، "لأن مستقبل الشباب في غزة ضائع" حسب تعبيره"، مضيفاً: حتى لما شباب غزة هاجروا غرقوا بالبحر، يعني رضينا بالهم والهم ما رضي فينا".

قرفنا عيشتنا

لم تكن حال (أبو خليل) -موظف في حكومة غزة- أفضل من سابقيه، فالديون قد أغرقته كما وصف لنا حاله، بعد أن أهملتهم السلطة الوطنية وحكومة التوافق الوطني، مبيّناً أن الـ 1000 شيقل التي يحصل عليها كل ثلاثة أو أربعة شهور، لا تكفي لسد احتياجات عائلته.

وأشار أبو خليل في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أنه يفكر أحياناً بترك العمل وعدم الذهاب إلى الدوام، "لأني بروح على المكتب وبدفع إيجار مواصلات أكثر من الراتب إلى بينزلي كل فترة"، لافتاً إلى أنه يسكن داخل غرفة صغيرة في بيت أبيه، هو وعائلته المكونة من أربعة أفراد.

وتابع: كنت ساكن بالإيجار ولكن من سنة ذهبت على بيت الوالد، ومنّ عليّ بغرفة واحدة أنا وأبنائي"، داعياً الله أن ينظر إليه وأن يعين عائلته.

وتعتبر أزمة وقف رواتب موظفي حكومة حماس السابقة وعددهم أربعين ألف موظف، من أصعب هذه الأزمات فلم يتلقوا رواتبهم منذ يونيو عام2014، كما أصبح موظفو السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة يتلقون 60% من رواتبهم بعد حجب إسرائيل لأموال الضرائب عن خزينة السلطة، وفوق كل هذا توقفت مشاريع إعادة الإعمار في ظل عدم تفعيل المصالحة الفلسطينية.

وأثناء تجولنا في شوارع غزة قابلنا أبو السعيد (48 عاماً) جالسا أمام بقالته الصغيرة التي يكتسب منها عيشه وأبناؤه التسعة، مضيفاً في حديثه لـ"شمس نيوز": الدكانة هي كل رزقي، بس شو الفايدة في هذا الوقت، ما بيطلعلي منها إشي كله سد شيكات".

وزاد أبو السعيد: ما بعرف من وين بدها تفرج علينا، عندي ولدين وبنت في الجامعات ومصاريفهم وطلباتهم كثيرة، والدكانة يدوب بنجيب منها لقمة عيشنا، والوضع في غزة بيزداد سوء يوم عن يوم".

وأكمل قائلاً: أنا مش عارف لوقتيش راح نضل هيك، قرفنا عيشتنا إللى إحنا عايشينها، لا شغل ولا مشغلة، حتى فش عنا حكومة تشوف شو إلي بدنا إياه، الموت أحسن إلنا وأرحم".

صعب جداً

في السياق ذاته، أعرب الشاب عبد الرحيم الشيخ (29 عاماً) عن استيائه وتذمره من الوضع المأساوي في قطاع غزة، دون النظر إلى أي حل من قبل الحكومة والجهات المسؤولة والفصائل الفلسطينية.

فالشاب الشيخ لم يستطع الزواج من أي فتاة في هذا الوقت، وحين سؤالنا عن السبب، أجاب ساخراً: معيش حق رجل عروس كيف بدك إياني أتزوج"، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي لدى عائلته صعب جداً.

وقال في حديثه لمراسل "شمس نيوز" : أنا الكبير لأبوي وما بشتغل، بطقطق قرشين من هان وهان، ولكن أغلب الوقت قاعد في خلقة أبوي، وما بيدخل علينا قرش إلا كل ثلاثة شهور من شيكات الشؤون، وحتى صاروا يعطونا إياها بالقطارة وكأنهم ندمانين".

وبالتزامن مع كل هذه الأزمات والأوضاع الأكثر من سيئة في غزة، ظهرت مؤخراً سلسلة من التفجيرات التي استهدفت سيارات ومنازل نشطاء من حركة فتح وبعض الجمعيات والمراكز كالمركز الثقافي الفرنسي، وأوضحت الأجهزة الأمنية التي لا تزال بقياد حركة حماس أنها فتحت لجان تحقيق فيها وحتى اللحظة لم يعلن عنها ودونت كلها أنها من تنفيذ مجهولين

 

اخبار ذات صلة