غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بينت ينتهك حرمة البحرين والإمارات

خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

على وقع مأساة حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وعلى وقع دماء شهداء نابلس والسيلة الحارثية، وامام استغاثات الطفلة ميار محمود جرادات التي تبحث عن نخزة المعتصم بين الرسميين العرب، حط الصهيوني المجرم نفتالي بينت في مملكة البحرين، وتم استقباله من المسؤولين البحرينيين بحفاوة كبيرة تدل على حالة التردي التي وصلت اليها القيادة السياسية في البحرين، وأعرب نفتالي بينيت عن أمله في أن تكون الزيارة «رسالة لإبداء حسن النية, والوقوف معا في مواجهة التهديدات المشتركة», فنتنياهو يفصل تماما بين التعقيدات التي يصنعها امام السلطة الفلسطينية, والتراجع عن مسيرة التسوية, والاستناد الى ما تسمى صفقة القرن في أي حلول مستقبلية مع السلطة, وبين علاقته بالدول العربية المطبعة مع «إسرائيل», وقد نجح نفتالي بينت ومن قبله بنيامين نتنياهو في فصل القضية الفلسطينية ببعدها وامتدادها العربي عن المواقف العربية, وباتت الدول العربية تحرص على علاقة مباشرة مع «إسرائيل» بعيدا عن الحقوق الفلسطينية والمواقف الدولية التي تخص القضية الفلسطينية وقرارات مجلس الامن والأمم المتحدة, وذلك بعد ان تجاوزت العلاقات حد التطبيع وإقامة العلاقات المتبادلة بين الطرفين, وانتقلت الى إقامة التحالفات المشتركة بين «إسرائيل» والدول العربية كما يحدث اليوم بوضوح شديد مع الامارات والبحرين والسودان والمغرب, وللأسف فان «إسرائيل» تعتبر ان الإنجاز الأكبر الذي حققته مؤخرا, هو استطاعتها عزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي, والشروع بإقامة علاقات مع تلك الدول وفق المصالح المشتركة بينهما بعيدا عن المشكلة الفلسطينية, وهو حلم لطالما حلمت به «إسرائيل».

ويبدو ان زيارة بينت جاءت مكملة لزيارة وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس, ومن قبله ما يسمى برئيس دولة الاحتلال الصهيوني إسحاق هيرتسوغ اللذين زارا البحرين في وقت سابق , وقد وقع وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس «مذكرة تفاهم» مع نظيره البحريني عبد الله بن حسن النعيمي تضفي الطابع الرسمي على العلاقات الأمنية بين الجانبين, وقدمت البحرين خدمات غير مسبوقة للاحتلال الصهيوني, حيث عينت البحرين ضابطا إسرائيليا في إطار تحالف دولي يضم 34 بلدا, هذا التحالف هدفه حسب زعمهم «تأمين حرية الملاحة بالمياه الإقليمية وحماية التجارة الدولية ومواجهة أعمال القرصنة والإرهاب في المنطقة», وهي المرة الأولى التي يُعين فيها ضابط صهيوني في دولة عربية, وقد اتفقت البحرين و»إسرائيل» على تمركز ضابط كبير من البحرية الصهيونية بصفة دائمة في المنامة، وذلك بعد الكشف عن شراء البحرين أنظمة إسرائيلية مضادة للطائرات, وسوف يكون هذا الضابط الصهيوني مكلفا بالاتصال مع الأسطول الخامس الأميركي في المملكة, باحث صهيوني في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب يوئيل غوزنسكي شدد على أن زيارة بينيت لها علاقة بإيران «بكل تأكيد»، موضحا «في ضوء محادثات فيينا فإن الزيارة تعد عرضا للقوة، وإشارة رمزية إلى أن الدولتين تعملان معا», وامام هذه الخطوات التطبيعية غير المسبوقة خرجت تظاهرات في العاصمة البحرينية المنامة منددة بالتطبيع ورافضة تلك الزيارات التي قام مجرمون صهاينة لمملكة البحرين, وقد دعوا لنصرة القضية الفلسطينية والوقوف مع الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة في نيل حريته واستقلاله وتقديم كل اشكال الدعم للفلسطينيين.

وفي انتهاك فاضح للأراضي البحرينية زار ما يسمى بوزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، قاعدة للأسطول الخامس للبحرية الأميركية، خلال زيارته للبحرين, ورحب غانتس بالتعاون الأمني بين «إسرائيل» والقوات الأميركية في منطقة الخليج، ووصفه بأنه «شراكة طويلة الأمد», وهو ما يعني ان «إسرائيل» تستخدم الأراضي البحرينية لتمرير مخططاتها واطماعها في المنطقة, وتهدد مصالح دول مجاورة معادية «لإسرائيل» وان أي عدوان إسرائيلي في المنطقة سينفذ من أراضي عربية سواء البحرين او الامارات, وسيهدد امن المنطقة الخليجية برمتها, وزيارة غانتس للأسطول الخامس للبحرية الامريكية ستتبعها زيارة أخرى للمجرم المتطرف نفتالي بينت الذي لا يخفي نواياه واطماعه في المنطقة العربية, ويرغب في تعزيز نفوذ «إسرائيل» في المنطقة حيث وجد ضالته في البحرين والامارات ودول أخرى في المنطقة, وزير الحرب الصهيوني صرح قائلا «حقيقة أننا قادرون على الهبوط هنا في طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي على بعد 200 كيلومتر من محطة بوشهر النووية الإيرانية، والتحدث بصراحة حول قضايا الدفاع مع شركائنا من أجل أمن المنطقة تعدّ «علامة بارزة», وعلقت صحيفة «جيروزاليم بوست» بالقول « زيارة غانتس للأسطول الخامس تبعث رسالة واضحة إلى إيران، بأن «إسرائيل» تستطيع نقل ساحات المواجهة إلى القرب من الحدود الإيرانية, خطاب «إسرائيل» يدل على نظرتها للبحرين والامارات انهما دول تبعية لها وبات مصيرهما بيديها, فقد انتهكت «إسرائيل» حرمة الأراضي البحرينية والاماراتية بشكل فاضح, وعليكم ان تستمعوا لما قاله بينت للجالية اليهودية في الخليج لتقفوا على حقيقة نواياه, فقد اعتبر انها تمثل جسراً بين «إسرائيل» والبحرين, فهي مزروعة في الخليج بمهام موكلة لها من الحركة الصهيونية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".