كلنا نذكر مشاعر المراهق في فيلم "الوسادة الخالية"، وكيف يمكن أن تقود المشاعر الأولى لدى الابن إلى الانهيار والضياع، وكيف يمكن أن تقوده للتفوق والنجاح، ولأن كل الأمهات حريصات على توجيه مشاعر أولادهن المراهقين والمراهقات واستغلال هذه المشاعر على النحو الصحيح بحيث لا تؤثر على مستقبل الابن أو الابنة، فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالاختصاصي النفسي الدكتور عبد العزيز جرادات حيث أشار لأهم النصائح لتوجيه المشاعر الغير متوازنة المتضاربة لدى المراهقة بالتحديد لكي تكون مفيدة للمجتمع من حولها كالآتي:
ما هي المشاعر المتضاربة عند المراهقة؟
تعرف المراهقة بأنها فترة يمر فيها كل فرد، وتعني المقاربة، والمراهقة هي المرحلة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بالرشد، لذلك فهي عملية بيولوجية حيوية عضوية في بدايتها، وظاهرة اجتماعية في نهايتها، وهي المرحلة التي تسبق الرشد واكتمال النضج، وتمتد إلى سن ٢١ سنة غالباً، ويلاحظ أن مشاعر المراهقين في هذه الفترة تختلف، وتظهر كالرغبة في الانعزال عن الآخرين والصراع بين استقلال عن سُلطة الوالدين والتبعية لهم، وبين طموحاتهم المراهقة وإمكاناتها، ومشاعرهم المتقلبة بين القرب والبعد، وكذلك التقبل للنوع الآخر أو الانطواء، ولذلك تمر المراهقة بأنواع مختلفة من المشاعر المتقلبة، وكلها مشاعر لا تستمر وتعبر عن الكبت الداخلي وتغير الهرمونات.
طرق توجيه المراهقة نحو خدمة المجتمع
اكتشاف المهارات والهوايات
يجب على الأم التي تكون قد اكتشفت مهارة معينة أو هواية لدى ابنتها في مرحلة الطفولة المتأخرة أن توجه وتستثمر هذه الهواية أو المهارة في مرحلة المراهقة.
على الأم أن تعرف أهمية استغلال وتوجيه وقت المراهقة فيما يفيد.
كما يجب أن تعرف أن مشاعر المراهقة قد تصبح منصبة نحو هواية أو مهارة وسوف تخلص لها.
ومرحلة المراهقة هي مرحلة ظهور النوابغ والمتفوقين، والملاحظ أن الأولاد الذين يظهرون في برامج المسابقات على الشاشات هم في مرحلة المراهقة وقد شغفوا بهواية منذ الصغر وتابعوا الاهتمام بها بفضل تشجيع ذويهم، كما أن للبنات نصيب الأسد في هذه المسابقات.
العمل الخيري
- ينبع حب المراهقة للعمل الخيري من حبها للبشرية والإنسانية كما تعبر عن ذلك في كل وقت.
- على الأم أن تستغل هذا الحب في توجيه الابنة لكي تشارك في معارض من خلال هوايتها يذهب ريعها للفقراء والأيتام.
- يمكن زيارة دور الأيتام وقضاء بعض الوقت مع الصغار المحرومين وتقديم الهدايا لهم.
- كما يمكن التطوع لطلاء سور في الحي، أو ترميم حائط أو ري الحديقة المحيطة بالمكان مع بنات من الحي وتحت رعاية الأب.
- ويمكن أن تعد مع الأم بعض الطعام في المناسبات وتقديمه للجيران الفقراء أو لحارس البناية مثلاً.
رعاية الحيوانات الأليفة
- في هذه المرحلة تعيش المراهقة مرحلة المثالية في العواطف وصدقها ورقتها، وترى الحب العام وليس الخاص وهنا عليكِ عزيزتي الأم أن تحولي هذه المشاعر لحب الحيوانات الأليفة مثلاً ورعايتها.
- تلاحظ الأم أن ابنها المراهق أو ابنتها المراهقة يغضبان عند رؤية حيواناً جريحاً وقد تبكي ابنتك المراهقة إلى جواره.
- كرسي بداخل ابنتك المراهقة مشاعر الرأفة والرحمة التي هي صورة ثانية لمشاعر الحب نحو النوع الآخر لكي تكون زوجة محبة وصالحة في المستقبل. تعرفي إلى المزيد: حب المراهقة حقيقة أم وهم؟
ممارسة الرياضة
- الرياضة هي المتنفس الأول للمراهقة وطريقة تفريغ للطاقة مميزة ومحببة.
- يمكن للأم أن تشجع المراهقة على ممارسة الرياضة مع الصديقات.
- كما يمكن الخروج معها لممارسة رياضة المشي.
- والرياضة يمكن أن تكون ضارة بها في حال توجهت لرياضات لا تناسب عمرها أو تكوينها، وعلى الأم أن تراقب ذلك جيداً وتساعد ابنتها على توجيه حبها لرياضة تناسبها.
زيارة كبار السن
- شجعي ابنتك المراهقة على حب كبار السن في العائلة من الأجداد والجدات.
- حدثيها عن فضلهم ومجهودهم، وعلميها أن الحياة مراحل لا يمكن التخلي عن الأجداد حين يصلون لآخرها أو تجاوز أي مرحلة فيها وأنها سوف تكبر ذات يوم وتصبح مثلهم.
- وجهي طاقة مشاعرها نحو كبير السن بالقدوة، وكوني أماً صالحة وابنة بارة.
كيف تساعدين ابنتك لتوجه مشاعرها نحو خدمة مجتمعها؟
- يجب أن تعمل الأم على إتاحة المجال للمراهقين والمراهقات للتعبير عن أحاسيسهم ومشاعرهم ورغباتهم، وكل ما يريدون أو يطمحون إليه، فذلك يمنح المراهقة خصوصاً الشعور بالأمان وكذلك تروح عن نفسها وتقلل من الضغوط عليها.
- يجب أن تعلمي عزيزتي الأم أن المراهقة تتردد في الإفصاح عن مشاعرها وانفعالاتها، وتكتمها في نفسها خشيةَ الانتقاد، فتنطوي على نفسها وتزداد كآبة، فتعجز عن تحقيق أحلامها بالتالي تحاول الهرب إلى الأصدقاء الافتراضيين أو زميلات المدرسة، ولذلك يجب أن تكوني الصديقة الأولى التي تفتح لها قلبها.
- يجب أن تعلمي أن المراهقة تعيش مشاعر القلق والاضطراب والبحث عن الذات واتخاذ القرارات في اختيار الأصدقاء، والقيم والاتجاهات، وهنا يبرز دورك في التوجيه وليس اللوم أو الاجبار.
- لاحظي أن ابنتك المراهقة يظهر لديها التذبذب في الانفعالات والمشاعر، وتقلُّب سلوكها بين سلوك الأطفال وتصرفات الكبار ومشاعرهم، ولذلك يجب أن تتحملي وتوجهي كل سلوك حينما يظهر بحكمة.
- على الأم أن تنقذ ابنتها المراهقة من الوحدة والبقاء لوحدها، والخروج للحياة العامة تحت رعايتها.