قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الأستاذ عبد العزيز الميناوي في فلسطين إن الجهاد الإسلامي تأسست وفق معادلة معقدة ترتكز على أبعاد ثلاثة هي (الإسلام والجهاد وفلسطين) في وقت لم تكن هذه القاعدة بمكوناتها الثلاثة منطلقا لأي من الفصائل والأحزاب الفلسطينية.
وأكد الميناوي خلال لقاء فكري مع مجموعة من الكتّاب والمثقفين والإعلاميين في الساحة السورية أن الحركة انطلقت بهذه الأفكار المستلهمة من آيات القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة وتراث الأمة الإسلامية بالإضافة إلى عناصر التاريخ الإسلامي وتجارب الشعوب التي قاومت من أجل الحرية والاستقلال.
وأضاف أن عشرات الآلاف أصبحوا اليوم ينتمون لهذه الفكرة التي بدت في أوائل ظهورها مستهجنة ومحاربة من أطياف متعددة ومشارب فكرية متنوعة؛ لكنّ هذا الاختلاف الفكري أسّس لمرحلة جديدة من مراحل الصراع مع العدو الصهيوني وهي الاتجاه الأصوب نحو تحقيق وعد الله في سورة الإسراء (وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة).
كما أوضح خلال حديثه أن الشعار الذي رفعته الحركة منذ بداية تأسيسها بأن فلسطين هي القضية المركزية يثبت صوابيته في كل معركة وجولة ؛ وأن الرهان على أي خيار سوى المقاومة هو رهان خاسر ولن يفضي إلى تحرير فلسطين، لافتا إلى أن حركة الجهاد منذ بداية تأسيسها آمنت بأن المقاومة المسلحة واستمرار مشاغلة العدو واستنزافه هو الطريق الأقصر للتحرير.
وذكر الميناوي أن العدو الصهيوني يحاول التأثير على المحيط العربي والإسلامي مسخرًا كل الامكانيات لتغيير نظرة المجتمع الإسلامي له كعدو استراتيجي للأمة العربية والإسلامية عبر دعوات وهمية زائفة مستغلا مصطلحات مسمومة، تارة بدعوى التحرر والانفتاح وأخرى عبر الدعوة للنظرية الابراهيمية وتعايش الأديان وغيرها من الأكاذيب الواهية التي لايمكن أن تغير من واقع الكيان المزروع في القلب العربي والإسلامي كمشروع مسموم ودولة وظيفية تحافظ على مصالح الاستعمار العالمي في المنطقة وتعمل على تفتيت المنطقة، ناهيك عن المشروع الصهيوني بذاته الذي يسعى للسيطرة على المنطقة وافسادها بالكامل.
وختم حديثه بأن القدس ستبقى بوصلة المسلمين وقبلة المجاهدين مهما حاول الاحتلال تهويد المدينة مبينا أن الانتماء للقرآن الكريم هو الحل لكل الأزمات التي تعصف بالأمة الاسلامية مهما حاول الاحتلال استغلال بعض الأقلام الآثمة والمشبوهة التي تسعى لاضعاف مكانة القدس في قلوب المسلمين أو حرف اهتمامهم بها عبر تضليلهم وزراعة إيمانهم بأنها جزء من عقيدتهم الراسخة.
ودعا الميناوي الحاضرين إلى الاهتمام بالكتابة عن القدس ومتابعة القضية الفلسطينية ومواجهة المؤامرات التي تعصف بالقضية والتصدي لكل مظاهر التطبيع والاستسلام واستنهاض الأمة نحو تحرير القدس وفلسطين.