شمس نيوز / عبدالله عبيد
اتفق مختصان بالشأن الإسرائيلي على أن فشل إسرائيل في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، كان أحد أهم أسباب تبكير موعد الانتخابات الإسرائيلية، مشيرين إلى أن رئيس الحكومة المتطرف بنيامين نتنياهو خسر زعامة اليمين الذي كان يتربع عليها لوحده بعد هذه الحرب.
وشدد المختصان اللذين تحدثا لـ"شمس نيوز" على أن أجواء الفشل في الحرب، مازالت تخيم على السياسية الإسرائيلية، مؤكدين أن الانتقادات الموجهة لنتنياهو بفشله في الحرب ستستمر حال إجراء الانتخابات.
ويتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو لحملة انتقاد واسعة من قبل رؤساء الأحزاب الأخرى، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، بسبب الفشل الذريع في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وكان رئيس الموساد السابق، "مئير دغان"، اعترف أن نتنياهو تسبب بأكبر ضرر استراتيجي لـ"إسرائيل" في الشأن الإيراني، كما اعتبر الحرب العدوانية الأخيرة على غزة "فشلاً مدوياً".
وأكد "دغان"، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت"، أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة فشلت فشلاً مدوياً، وتساءل ما الذي أنجزته الحرب، مجيباً بأنها لم تنجز شيئاً، سوى اتفاق وقف إطلاق نار يمكن خرقه بقرار من حركة حماس، بحسب تعبيره.
تبكير الانتخابات
المختص في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت أكد أن أحد أهم أسباب تبكير موعد الانتخابات الإسرائيلية، هو فشل نتنياهو في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وقال شلحت في حديثه لـ"شمس نيوز": نتنياهو خسر زعامة اليمين التي كان يتربع عليها لوحده، لأنه أثناء الحرب كانت أكثر الانتقادات التي وجهت إليه، من قبل أحزاب اليمين وتلقى انتقادات من حليفه الأقرب البيت اليهودي".
وأضاف: وكذلك أيضاً من حليفه الاستراتيجي، ليبرمان الذي أعلن فك الشراكة بين حزبه وحزب الليكود، وهذه هي أهم الأسباب التي أدت إلى تقديم موعد الانتخابات الإسرائيلية".
وعلل الخبير في الشأن الإسرائيلي تآكل صورة نتنياهو في الوسط الإسرائيلي، كون الحرب الأخيرة أدت إلى مقتل جنود وقصفت المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع بصواريخ المقاومة".
وبيّن أن الانتقادات الموجهة لنتنياهو ستستمر حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية.
حملة انتخابية
من جهته، قال المتخصص في الشأن الإسرائيلي وديع عواودة، إنه على الرغم من مرور نصف عام على انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، إلا أن ذلك العدوان لا زال حاضرا في الحملات الانتخابية للمرشحين الإسرائيليين، وتم تجنيده ضمن حرب الروايات وتبادل الاتهامات الشديدة بين المتنافسين وحتى شركاء الائتلاف الحاكم اليوم".
وأضاف عووادة لـ"شمس نيوز": الكل بدأ بانتقاد نتنياهو، فكان ليبرمان وبعده بينيت ومن ثم موشيه يعالون الذي حمل نتنياهو مسؤولية فشل الحرب على غزة"، مشدداً على أن أجواء الفشل في الحرب، مازالت تخيم على أروقة السياسة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن هذه الانتقادات ليست جديدة، "فمنذ أن انتهت الحرب وهناك الكثير من التحليلات التلخيصية لها والتي تؤكد أن نتيجتها الفشل شبه التام"، مشيراً إلى أن حملة الانتقادات بدأت ضد نتنياهو بعدما انكشف عدم استعداد جيش الاحتلال للحرب.
وتابع المختص بالشأن الإسرائيلي: هذه الحرب التي دامت 50 يوما تخللها إطلاق متواصل للصواريخ على العمق الإسرائيلي، فيما نجحت المقاومة الفلسطينية في مباغتة العدو عدة مرات مما ساهم في خلق أجواء من خيبة الأمل، والإحباط وتفويت الفرصة في إسرائيل وهذا نال من مكانة وهيبة حكومتها".
واستشهد خلال عدوان صيف 2014 على غزة أكثر من 2000 فلسطيني وأصيب عشرات آلاف بجراح، إلى جانب تسبب أطنان المتفجرات التي ألقيت على مختلف محافظات القطاع بإحداث دمار مهول في المنازل والمؤسسات والمستشفيات والمساجد والبنى التحتية.
وانتهت الحرب بعد 52 يوما باتفاق تهدئة أبرم بين المقاومة وبين إسرائيل بوساطة مصرية في القاهرة، لم تلتزم إسرائيل بأي من بنوده.