ما يزال العالم يرصد، الجمعة، لليوم الثاني على التوالي، التداعيات الاقتصادية منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إذ شهدت أسعار النفط والغاز والذهب والقمح وعملات الدول، وكذلك الرقمية المشفرة تأثرا كبيرا، ولكن بشكل أقل حدة من أمس الخميس.
بالنسبة للذهب والدولار، فقد شهدا استقرارا اليوم الجمعة، بعد استيعاب "صدمة أوكرانيا"، التي ما تزال حربها مستمرة بين موسكو وكييف، أما الغاز والنفط، فقد خسرا مكاسبهمها القياسية التي سجلت أمس الخميس، في حين تجاوزت الأسواق الأوروبية والآسيوية الذعر الذي شهدته إثر بدء الحرب.
الذهب
وتشهد أسعار الذهب استقرارا نسبيا فيما ارتفعت الأسهم في التعاملات الآسيوية المبكرة، وارتفع المعدن الأصفر في التعامل الفوري بنسبة 0.42 بالمئة إلى 1912 دولارا للأوقية، فيما نزل في العقود الأمريكية الآجلة 0.64 بالمئة إلى 1914 دولارا للأوقية.
وارتدت أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا صعودا، الجمعة، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حزمة عقوبات ضد روسيا أقل شدة مما كان متوقعا.
والخميس، صعدت أسعار الذهب لأعلى مستوى منذ أيلول 2020، مقتربة من حاجز ألفي دولار، مع هروب المستثمرين من الأصول عالية المخاطر، إلى الملاذات الآمنة، في اليوم الأول لإطلاق الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.
بالتوازي، يشهد الدولار الأمريكي استقرارا أيضا، الجمعة، بعدما ارتفع الخميس، إلى أعلى مستوى في عامين.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية منافسة، ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.01 بالمئة، ليستقر عند 97.11 نقطة.
النفط
وواصلت أسعار النفط الخام ارتفاعها، الجمعة، لكنها نزلت عن ذروة 7 سنوات، مع تعهد أمريكي بألا تعرقل العقوبات على روسيا إمدادات الطاقة العالمية، والسحب من المخزون الاستراتيجي إن اقتضت الحاجة.
وجرى تداول عقود خام برنت القياسي صباحا، تسليم أيار/ مايو، عند 97.69 دولارا للبرميل، بارتفاع 2.27 دولار أو بنسبة 2.38 في المئة، وذلك بعد أن لامس في تعاملات الخميس مستوى 105 دولارات.
وزادت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم نيسان/أبريل، 1.97 دولار أو بنسبة 2.12 في المئة، إلى 94.78 دولارا للبرميل.
والخميس، بلغت أسعار الخام ذروة أعلى مستوياتها منذ 2014، ليرتفع مزيج برنت لأكثر من 105 دولارات، قبل أن يتخلى عن جزء من مكاسبه عقب تطمينات غربية وروسية.
وتتجه أسعار النفط لتسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من 6 في المئة لمزيج برنت، وأكثر من 4 في المئة للخام الأمريكي.
والخميس، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض داليب سينج؛ إن العقوبات الأمريكية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا لن تعرقل تدفقات الطاقة العالمية.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الولايات المتحدة تعمل مع دول أخرى على تحرير كميات إضافية من احتياطيات الخام الاستراتيجية العالمي.
وتعهدت شركة غازبروم (حكومية) الروسية باستمرار ضخ الغاز إلى أوروبا.
وروسيا من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، بطاقة إنتاجية تتجاوز 13 مليون برميل من النفط، يوميا ونحو 680 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
ويشكل إنتاج روسيا من النفط والغاز 13 و18 بالمئة على الترتيب من الإمدادات العالمية، ونحو 40 بالمئة من سوق الغاز الأوروبية.
الغاز
وتراجعت أسعار الغاز الطبيعي مع تدافع الشركات الأوروبية لشراء الغاز الروسي حتى بعد بداية غزو أوكرانيا، ليصل سعر الوحدة الحرارية إلى 4.63 دولارات.
ويأتي ذلك بعدما قفزت الأسعار بأكثر من 60 في المئة أمس الخميس، حينما بدأت روسيا رسميا غزو أوكرانيا.
القمح
وشهدت أسعار القمح نزولا اليوم الجمعة، بعد القفزة القياسية التي سجلتها الخميس مع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وهبطت العقود الآجلة للقمح لشهر أيار/ مايو إلى نحو 9.00 دولارات للبوشل (نحو 27 كيلوغراما)، بعد أن وصل أمس 9.38.
انتعاش بالأسهم الأوروبية
وانتعش مؤشر الأسهم الرئيس في أوروبا، الجمعة، بعدما وصل لأدنى مستوياته خلال تسعة أشهر، متأثرا بصعود في أواخر معاملات بورصة "وول ستريت"، أمس مع تصيّد المستثمرين أسهما تراجعت أسعارها عقب عمليات بيع مكثفة هذا الأسبوع، وسط أجواء قلق من تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8 في المئة، بعدما سجل أدنى مستوى منذ أيار/ مايو الماضي في الجلسة السابقة. والمؤشر في طريقه لإنهاء الأسبوع على انخفاض حاد.
وكانت الأسهم الأمريكية قد أغلقت على ارتفاع الخميس في اتجاه معاكس لما كانت عليه، بعدما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن عقوبات جديدة قاسية على روسيا، وقال بعض المحللين؛ إن الإجراءات لم تكن بالشدة التي كانت السوق تخشاها.
إلا أن وضع السوق ظل هشا، وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، ما يشير إلى فتح ضعيف لبورصة "وول ستريت".
وفي أوروبا، قادت شركات صناعة السيارات المكاسب الصباحية، وقفزت أسهم بورشه وفولكسفاجن بأكثر من أربعة في المئة، بعد أن أوضحت الشركتان تفاصيل إدراج محتمل لأسهم بورشه.
أسواق آسيا
وارتفعت البورصات الآسيوية، الجمعة، متأثرة بـ"وول ستريت" التي أغلقت على ارتفاع، على الرغم من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي الصين القارية، بدأت أسواق الأسهم جلسة الجمعة على ارتفاع، بعد انخفاضها الحاد الخميس.
وسجلت بورصة شنغهاي ارتفاعا نسبته 0,45 بالمئة، لتصل إلى 3445,34 نقطة وبورصة شنتشن 0,85 بالمئة إلى 2301,92 نقطة.
وفي هونغ كونغ، في المبادلات المبكرة، كان مؤشر البورصة مستقرا بعد تقدمه بنسبة 6,54 نقطة إلى 22908,1 نقطة.
وأوقفت الأسهم اليابانية سلسلة خسائر استمرت خمس جلسات، الجمعة، بدعم من أسهم التكنولوجيا ذات الثقل، وبعد انتعاش كبير في "وول ستريت" خلال الليل.
وقادت الأسهم المرتبطة بالرقائق الارتفاعات، فصعد سهم طوكيو إلكترون 5.79 بالمئة وأدفانتست 7.71 بالمئة. وزادت أسهم مجموعة سوفت بنك التي تستثمر في قطاع التكنولوجيا 5.56 بالمئة.
وهبطت أسهم البنوك وشركات التأمين 2.21 و3.27 بالمئة على التوالي بعد انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال الليل.
البتكوين
وشهدت كذلك العملات الرقمية في مقدمتها البتكوين، انتعاشا اليوم الجمعة، بارتفاع بنسبة 9.36 في المئة عند 38,689 دولارا.
وكان أدى التصعيد في صراع روسيا وأوكرانيا إلى الخوف في كل من أسواق الأسهم والعملات المشفرة، بسبب النفور من المخاطرة.