أكدت الفصائل الفلسطينية، اليوم الأحد، أن محاولة الاعتداء الآثم على القيادي المحرر الشيخ خضر عدنان، وإطلاق النار تجاهه تأتي في إطار محاولة ضرب المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة، وتحديدًا بعدما حققته كتيبة جنين وحزام النار من وحدة ميدانية في مواجهة العدو الصهيوني.
وشددت الفصائل خلال مؤتمر طارئ عُقد في غزة، بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي على أن هذا الاعتداء الآثم يتطلب تشكيل لجان شعبية لحماية المقاومة وقادتها، وحماية الرموز الوطنية من أي اعتداءات مشابهة، مؤكدة على أن المستفيد الوحيد من هذه الاعتداءات هو الاحتلال وأعوانه.
محاولة لضرب مكونات المقاومة
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أكد أن الحركة منذ اللحظة الأولى لوصول خبر الاعتداء على الشيخ خضر عدنان تواصلت مع الشخصيات الوطنية والإسلامية في الضفة المحتلة لاطلاعها على تفاصيل ما جرى، ولدعوتها لتطويق هذا الحدث وعدم تكراره.
وأشار البطش إلى أن الاعتداء الذي استهدف الشيخ خضر عدنان في وقت كان يقوم به الشيخ بواجبه الاجتماعي برفقة زوجته وطفله مع عوائل شهداء نابلس الثلاثة الذي اغتالتهم قوات الاحتلال في منتصف النهار.
وشدد على أن ما جرى هو عبارة عن جريمة على البعد الاجتماعي والأخلاقي للقيم الفلسطينية الأصيلة.
وذكر البطش أن هذه المحاولة تهدف بالأساس لمنع صوت المقاومة من الوصول إلى الأهالي وإلى الرأي العام.
وأضاف: "أهم ما في هذا الاعتداء هو محاولة ضرب العلاقة بين مكونات المقاومة في الضفة المحتلة، وأهمها كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، وحزام النار التابعة لكتائب شهداء الأقصى".
وتابع القيادي البطش: "الحديث يدور عن أن ما جرى هو فعل لأحد منتسبي الأجهزة الأمنية، وليس العلاقة بين فتح والجهاد".
ولفت إلى أن الحركة عندما تواصلت مع الجهات الوطنية في الضفة لتطويق الحدث، والضغط لعدم تكرار مثل هذه الحادثة، وتقديم الاعتذار للشيخ خضر عدنان، واستمرار الدور الإيجابي لقيادة المقاومة في الضفة الغربية.
وبيَّن البطش أن العديد من الفصائل والقيادات الوطنية والإسلامية ومن قيادات حركة فتح، ومن كتائب الأقصى في نابلس وجنين أعربت عن رفضها لما جرى مع الشيخ خضر عدنان، وأصدرت مواقف متتابعة لرفض هذا العدوان.
وقال: "خضر عدنان لا يمثل الجهاد الإسلامي فحسب، وإنما الكل الفلسطيني يمثل الشيخ خضر عدنان"
وشدد البطش على أن حركة الجهاد الإسلامي حريصة على بقاء الاستقرار الاجتماعي وألا تتوسع صورة الخلاف في الشارع الفلسطيني أكثر مما هي عليه.
وختم عضو المكتب السياسي للجهاد حديثه "ما حدث مؤلم، ولكن الحركة بوعيها ومسؤوليتها الأخلاقية والوطنية والتي يعرفها الجميع ستعمل من خلال التواصل مع الأطراف المعنية لإنهائه وعدم تكراره".
جريمة متكاملة الأركان
من ناحيته أكد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم أنهم تابعوا بكل اهتمام وقلق هذا الاعتداء الآثم، على القامة الوطنية والمجتمعية الكبيرة الشيخ خضر عدنان.
وقال: "الشيخ خضر عدنان يمثل رمزية للحالة الفلسطينية في الضفة المحتلة، وهذا دفعنا لإصدار بيان إدانة فورية لهذه الجريمة النكراء متكاملة الأركان، التي كانت تستهدف رمزًا وطنيًا كبيرًا".
وحمَّل قاسم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية مباشرة المسؤولية عن هذه الحادثة، والانفلات الحادث في الضفة.
وأضاف: "من يقطع رواتب الأسرى ثم يعتدي على مواكب استقبالهم هو من يوفر بيئة وملاذ آمن لمثل هذه الجريمة ولهذه المحاولة التي تعرض لها الشيخ خضر عدنان".
وأشار قاسم لوجود تيار في السلطة يريد إخراج الضفة من أي مكون وطني سواء على مستوى الفصائل أو الأحزاب، أو الجمعيات أو الشخصيات الاعتبارية.
وتابع "هذه القامات الوطنية يجب أن نحافظ عليها بكل قوة، نحن كفصائل وقوى ولا نسمح بمحاولة افراغ الضفة الغربية من هذه الرموز الوطنية الحقيقية".
وختم "نتضامن بشكل كامل مع الشيخ خضر عدنان، وندعو لتشكيل تجمع يحمي الرموز الوطنية من محاولة التصفية السياسية أو المعنوية".
المطلوب هو صوت المقاومة
من جانبه المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد خريس، لفت إلى أنه منذ الاعتداء على هذه القامة الوطنية والصوت المقاوم وصوت الأحرار والأسرى، تداعت الجبهة، وعلى رأسها الأمين العام الأسير القائد أحمد سعادات لاستنكار هذا الاعتداء الآثم والجريمة المركبة.
وقال خريس: "تكرار الاعتداءات على الشيخ خضر عدنان تؤكد أن المقصود ليس هو بشخصه، وإنما صوت المقاومة بالضفة الغربية المحتلة"
وبيَّن أن الشيخ عدنان يمثل الرفض القوي لمشروع أوسلو، ولكل الأساليب التي تدعو للتعايش مع العدو المجرم.
وأضاف خريس "هذه الجريمة تتحمل مسؤوليتها الأجهزة الأمنية للسلطة بالدرجة الأولى، والتي للأسف لم تقف أمام استمرار هذه الاعتداءات على الشيخ خضر عدنان".
وأردف حديثه "المستفيد الوحيد من كل هذه الاعتداءات هو العدو الصهيوني ومخابراته، وعلى الأجهزة الأمنية أن تقف موقفها بدل من استمرار حالة الفلتان في الضفة المحتلة"
وشدد خريس على أن وجود الشيخ خضر عدنان وأمثاله في الضفة المحتلة سيجعل مشروع المقاومة حيًا فيها ولن تنكسر رايتها.
ودعا لمحاسبة كل من نفذ وكل من خطط وتستر على هذه الجريمة، متابعًا "على الأجهزة الأمنية أن تردع كل من تسبب في ذلك".
كما دعا خريس كل أحرار الضفة المحتلة لتشكيل حاضنة شعبية لحماية هؤلاء المناضلين والأحرار، ولأن يبقى صوت المقاومة والأحرار عاليًا.
اعتداء يستهدف الكل الفلسطيني
إلى ذلك شدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية عصام أبو دقة أن الاعتداء على الشيخ خضر عدنان اعتداء آثم يستهدف الكل الفلسطيني.
وقال أبو دقة: "ما جرى مدان ومرفوض وخارج عن عادات وتقاليد شعبنا الفلسطيني، الذي تعود على التكافل والوحدة وحماية الرموز الوطنية الذي يعد الشيخ خضر عدنان واحدًا منها".
وأضاف "على البنادق التي يحملها أبناء شعبنا أن توجه إلى صدور العدو ليس لصدر المواطنين، والمناضلين، ومطالب من هذه البنادق حماية كل القامات الوطنية وعلى رأسها الأخ المناضل خضر عدنان".
ودعا أبو دقة السلطة الفلسطينية لسرعة التحرك ولجم هذه الاعتداءات ووقف السلوكيات التي تخدم الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي يدعو فيه الكل الوطني لتعزيز اللحمة، والبنية الاجتماعية لأبناء شعبنا والتوحد في وجه العدوان الإسرائيلي
جريمة لا يجوز الصمت عليها
هذا وأكد مسؤول المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين أبو مجاهد البريم، أن الشيخ خضر عدنان يمثل الكل الفلسطيني ومقاومته، ويمثل آهات الأسرى ومناصريهم، وصوت ذوي الشهداء.
وقال: "ما تعرض له الشيخ خضر عدنان جريمة بامتياز لا يجوز الصمت والسكوت عليها، وندعو لضرورة محاسبة هؤلاء الفاعلين لهذه الجريمة النكراء وهذا الاعتداء الآثم".
وأضاف البريم: "ما يمس الشيخ خضر عدنان يمسنا جميعًا لذلك يجب على الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة أن تقف أمام مسؤولياتها في إحالة مرتكبي هذا الفعل المشين إلى القضاء، ومحاسبتهم فورًا".
وأكد أن فصائل المقاومة والفصائل الفلسطينية جميعها لن تقبل بتكرار أي مشهد من مشاهد الاضرار بحياة المناضلين
وأبدى البريم استغرابه من إطلاق النار والاعتداء على الشيخ خضر عدنان، متسائلًا" "بدل أن يكافأ المناضلون يتم إطلاق النار عليهم؟".
المطلوب حماية الشرفاء
بدوره المتحدث باسم حركة الأحرار الفلسطينية ياسر خلف، وصف ما جرى مجاولة آثمة لمس صوت الشيخ عدنان ودوره الفاعل والمؤثر في الساحة الفلسطينية، وخاصة في ساحات الضفة لما يشكله من نشاطات داعمة للأسرى ونضالهم، ولذوي الشهداء، ولتضحيات شعبنا الفلسطيني، لافتًا إلى أنها جريمة لإسكات صوت الأحرار.
وقال خلف: "حتى نكون واقعيين أمام هذه الجريمة الكبيرة والواضحة نحن كفصائل فلسطينية ماذا فاعلون، وكيف سنواجه هذه العربدة الواضحة من قبل أجهزة أمن السلطة بحق أبناء شعبن الفلسطيني في الضفة؟"
وأكمل "نحن لا نريد فقط بيانات جذب واستنكار وإدانة، نريد خطوات عملية في إطار منظم لوقف شلال ونزيف الدم في الضفة، لا نريد الاستيقاظ على نزار بنات جديد".
وأبدى خلف اعتقاده بأن الصمت على هذه الجريمة غطاء وتشجيع لأجهزة أمن السلطة لتقوم بأكثر من ذلك.
ودعا المتحدث باسم حركة الأحرار لضرورة التفكير خارج الصندوق، لحماية هؤلاء الشرفاء في إطار عمل وطني دون الاصطدام المباشر مع أجهزة أمن السلطة، والحفاظ على اتجاه البوصلة نحو العود الصهيوني.