غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

هل بتنا قريبين من حرب عالمية ثالثة؟

قصف روسيا .. الحرب الروسية الأوكرانية.JPG
بقلم/ محمد أكرم العجوري

على الشباب الفلسطيني أن يدرك جيداً بأننا أصحاب قضية حيَّة تؤثر وتتأثر بما حولها من أحداث ليس على صعيد المنطقة فحسب؛ بل على صعيد العالم كله.

لذلك ينبغي علينا أن نفهم بعمق كل ما يجري من حولنا، ونستغل كل منفذ متاح لنعود بالنفع الكبير على قضيتنا، فالخارطة الجيوسياسية في العالم تتشكل من جديد، ويجب ألا نكتفي بمشهد المتفرج إزاء هذا التغيير، الذي أرى - لا محالة- أنه في صالح ديننا ومستقبلنا.

وإذا ما نظرنا إلى الأزمة الروسية - الأوكرانية، نرى أنها نتاجٌ لصراعٍ بين الكتلة الشرقية بقيادة الصين، والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

والمتعمن في هذا الصراع يرى الأزمة الروسية - الأوكرانية الراهنة باعتبارها حلقةً مهمة، تُضاف إلى حلقات سابقة، في إطار عملية تراكمية لإحداث تحول في النظام العالمي، من خلال بناء نظام متعدد الأقطاب، أو لجهة طبيعة الأدوات المستخدمة في إدارة الأزمات الدولية.

وفي كل الاحتمالات، ترى روسيا والصين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لن يُحارب من أجل أوكرانيا، لذا يجب اغتنام هذه الفرصة لتغيير المعادلة الدولية الراهنة.

هذا ظهر جلياً في مناسبات مختلفة، كان آخرها البيان الصادر عن قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جينبينج، في الرابع من شباط/ فبراير الجاري على هامش دورة الألعاب الشتوية الأوليمبية في بكين، حيث وجها انتقاداتٍ شديدة للولايات المتحدة الأمريكية، وحملاها مسؤوليات تدهور الأمن العالمي، وتحدثا عن شراكة استراتيجية "بلا حدود" بين البلدين، اللذين عارضا في بيانهما بشكلٍ صريح توسع حلف "الناتو" شرقاً، واعتبراه جزءاً من نهج "حقبة الحرب الباردة".

وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، في تعليقه على الأحداث في أوكرانيا، أن أمريكا يجب أن تسأل نفسها من بدأ بكل ما يجري.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، هي الأخرى قد صرحت أثناء موجز صحفي عقدته الخميس الماضي، بأن "روسيا دولة كبرى وتتصرف بشكل مستقل بناءً على قراراتها الاستراتيجية"، رافضةً وصف العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا بأنها "غزو"، مشيرةً إلى أن هذا المصطلح متحيز.

ويرى خبراء السياسة في واشنطن أن الصين وروسيا تريان مصلحةً مشتركة فيما حدث بأوكرانيا، لاختبار مدى قوة الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها الحالية.

وفي القراءات أن ما يحدث حالياً هي عملية توزيع أدوار بين بكين وموسكو، التي ما أقدمت على هذا إلا بعدما تراجعت هيمنة الدولار الأمريكي على مدفوعات تجارتها الخارجية، وتصعيدها حصة اليوان الصيني في احتياطياتها الأجنبية، وتحقيق الصادرات الصينية إلى روسيا رقماً قياسياً.

إذاً نحن نتحدث عن تماهي اقتصادي روسي - صيني سينعكس على بسط نفوذهما على الأرض، واستعادة دورهما بل وحتى استعادة الأراضي التي تغلغل فيها النفوذ الأمريكي في الشرق، والسعي لكبح هيمنة الدولار.

وبالتالي نحن أمام سيناريوهان لانتهاء الأزمة، الأول حلها سياسياً، وهذا احتمال ضعيف، فأمريكا لن تُسلّم بهذا الواقع الذي تُنتزع فيه أنيابها، أو أن نشهد حرباً عالمية ثالثة، وستكون هذه المرة بالأسلحة النووية، وهو الاحتمال القوي.

وبرأيي أن هذه الحرب -إن اندلعت- ستُغير وجه العالم، إذ ستعيده للعصور الأولى، وبالتالي فإننا سنشهد أفولاً لعصر التكنولوجيا، وهناك أحاديث كثيرة تدل على أن هذه الحضارة التي اخترعت هذه القوة الهائلة من القنابل والصواريخ ستتلاشى وتزول، وأغلب الظن أنها ستدمر نفسها بنفسها، وأن البشرية ستعود مرة أخرى إلى القتال على ظهر الخيول واستعمال الرماح والسيوف.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".