أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، اليوم الاثنين، أن تمسك السلطة بمسار أوسلو أعطى الاحتلال شرعية لاحتلال فلسطين، وأعطته إياها وطنًا قوميًا لليهود، كما أن السلطةأصبحت تطارد أبناء الشعب، مقابل أوهام صنعتها كالتسوية التي حاصرت فيها المشروع الوطني.
وقال النخالة خلال كلمة له في مؤتمر "المقاومة طريق التحرير" الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي في غزة: "نلتقي اليوم؛ لنحيي ذكرى عظيمة على قلوبنا، وعلى تاريخنا، هي ذكرى الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير المسجد الأقصى من سيطرة الاحتلال الصليبي"
وأضاف "تمر علينا الذكرى، وينبعث فينا الأمل بتحرير القدس مرة أخرى، ويتقدم جنود فلسطين ومجاهدوها على خطى محمد -صلى الله عليه وسلم- باتجاه القدس"
وأشار القائد النخالة إلى أن أكثر من 50 عامًا والقدس ترزح تحت الاحتلال الصهيوني، وأكثر من 70 عاما والكيان الصهيوني يزيل اسم فلسطين عن خارطة العالم، وشعبنا الفلسطيني لم يتوقف لحظة واحدة عن الجهاد والمقاومة.
وأضاف "أكثر من 30 عامًا على اتفاق أوسلو، الذي تحول فيها المقدس إلى مدنس، والذي من بعده بدأ التنازل خطوة خطوة حتى وصلتم محاصرين في رام الله".
وتابع القائد النخالة "إذا تكلمت قيادة السلطة منذ اتفاق أوسلو، فإنها تتحدث عن الشرعية التي أعطت فلسطين لليهود وطنا قوميا، وأصبحت تطارد أبناء الشعب مقابل أوهام صنعتها كالتسوية التي حاصرتم فيها المشروع الوطني".
وذكر النخالة أن منظمة التحرير الفلسطينية ضاعت بعد اجتماع المجلس المركزي الأخير في رام الله، متسائلًا "ألا يكفي هذا للتوقف، وإعادة قراءة المشروع الصهيوني من جديد؟".
وأردف حديثه "ألا يكفي هذا التنازل للتوقف، وإعادة بناء مشروع وطني حقيقي يخرجنا مما نحن فيه من حالة التشتت".
وقال: "الواقع يثبت يوما بعد يوم -يا قيادة السلطة- أنكم لم تحققوا شيئا للشعب الفلسطيني إلا زيادة المعاناة، وإعطاء شرعية إضافية لهذا العدو في احتلاله فلسطين، الشرعية الدولية التي تتحدثون عنها تركتكم في العراء 30 عامًا، ولم تقيم لكم وزنا ولا لغيركم".
وشدد القائد النخالة على أن من يملك القوة اليوم، ويستطيع أن يقاتل، هو الذي يستطيع أن يغير الواقع، ويفرض وقائع جديدة على الأرض، ويأخذ الناس إلى النصر، مبينًا أن ذلك تمامًا ما حصل في معركة سيف القدس.
وبيَّن النخالة أن معركة سيف القدس الأخيرة فتحت آفاقا جديدة أمام الشعب الفلسطيني، وجسدت وحدته الوطنية على امتداد انتشار شعبنا في المناطق المحتلة منذ عام 48، وفي الضفة، والقطاع، والشتات، ومخيمات اللجوء.
وقال: "معركة سيف القدس أثبتت أن عناصر القوة في الشعب الفلسطيني تستعصي على الفناء، وهذا يتأكد مما نراه من إنجازات تحققها المقاومة".
وأكد النخالة أن المقاومة اليوم في فلسطين والمنطقة هي أقوى من أي وقت مضى، والعدو -رغم امتلاكه كل أنواع الأسلحة- هو أضعف من أي وقت مضى.
وتابع "العدو الصهيوني الذي كان يجتاح ويتقدم في لبنان وغزة، وفي جبهات كثيرة، يتراجع ويبني الجدر لحماية نفسه"
وجدد الأمين العام للجهاد الإسلامي التأكيد على أن ما كان من اتفاقيات مع العدو الصهيوني ليس سوى بدعة كبرى، وعملية تمويه خطية، ومدمرة؛ ليمر بنو إسرائيل إلى كل العواصم محققين هيمنتهم على المنطقة.
وأردف النخالة حديثه "يريدون أن يحرمونا من نعمة الجهاد وهم يسلمون مفاتيح بلادنا للعدو؛ كي يدخل البلاد عاصمة عاصمة، وتحت عناوين مختلفة آخرها التطبيع والسلام الاقتصادي".
وأكد أن التطبيع والسلام الاقتصادي هو إهانة ما بعدها إهانة لأمة تملك هذا التاريخ العريق والحضارة التي أضاعوها بجهلهم.
وتساءل النخالة "هل كان حكام الخليج وغيرهم مضطرون لدعوة بني إسرائيل كي يستبيحوا أوطانهم وقصورهم؟، هل تَوازن القوى يدفع دول الخليج للتطبيع، ونحن في غزة والضفة نكبح العدو من التقدم، ونغير من المعادلات القديمة على مدار الوقت؟".
وأعرب عن أسفه من بعض الفلسطينيين الذين أعطوا لدول الخليج مبررا حول التطبيع مع العدو الصهيوني بإصرارهم على التمسك بأوهام السلام التي انتهت منذ زمن طويل.
وأردف النخالة حديثه "العدو يتواصل مع بعض الفلسطينيين وكأن عملية السلام قائمة ليشغلهم بالشؤون البلدية والانتخابات ثم يتركهم للتصارع حول الصلاحيات".
وقال "يتقاتل بعض الفلسطينيين ويزجون بالمجاهدين في السجون وأكثر من ذلك يتفاخرون بالتنسيق الأمني والاستيطان ينتشر كالسرطان في الضفة الغربية"
وأضاف "القدس تهوّد ولا نسمع من السلطة سوى عبارة أن القدس خط أحمر، حتى وصلت العدوى لقوى المقاومة والناطقين باسمها"
وقال: "اسمحوا لي أن أصحح هذه المقولة التي نرددها كل يوم فالقدس يا سادة تحت السيطرة المباشرة للعدو الصهيوني منذ 50 عاما، أقدام العدو تدنس القدس والمسجد الأقصى يوميا وعلى مدار الوقت وكلمة خط أحمر تُطلق على شيءٍ لم يحدث ويتم التحذير من حدوثه وليس على شيء قد حدث منذ زمن طويل".
وأوضح النخالة أن الاحتلال يهدم مدينة القدس بالتدريج وينشؤون الأنفاق تحت المسجد الأقصى ويتسللون منذ 50 عاما في أزقتها، مشيرًا إلى أن ما يجري في الشيخ جراح وغيره من الأحياء المقدسية ما هو إلا المشهد الصارخ لعنجهيتهم.
وأضاف "الحقيقية الماثلة أمامنا يجب ألا تترك مجالا للتحليل والتوقع وإطلاق البيانات والتصريحات وهم يهودونها منذ 50 عاما ومازالوا يفعلون"
ودعا النخالة كل مسلم في العالم عربي، أم غير عربي، وأولهم الشعب الفلسطيني أن يستنفر على مدار الوقت للعمل على حماية القدس والمقدسات
وقال: "علينا أن نعمل بلا كلل أو ملل وبكل الوسائل من أجل تحرير القدس".
وطالب القائد النخالة من كافة قوى المقاومة، وأبناء الجهاد الإسلامي، ومن سرايا المظفرة في كل مكان أن يكونوا على أهبة الاستعداد دائما للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى الذي تدنسه عصابات المستوطنين يوميا"
وشدد على أن مشاغلة العدو، واستنزافه في كل مكان أصبح واجبا من أي وقت مضى، وأن ما يقوم به المجاهدون في الضفة الباسلة من التصدي لقوات العدو لهو مقاومة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وقال النخالة "إن الأعذار كثيرة ولكن الواجبات أكثر وتزداد يوما بعد يوم، فهذا زمن الجهاد وزمن المجاهدين"
وتابع "في هذه الأيام تظللنا ذكرى معركة بأس الصادقين وذكرى مذبحة الحرم الابراهيمي وذكرى استشهاد القائد الكبير عبدالله السبع واستشهاد المجاهد المميز محمد الناعم، نقف بكل فخر واعتزاز إلى جانب أسرانا البواسل الذين يخوضون معركة كبرى داخل معتقلات العدو للدفاع عن الحد الأدنى من حقوقهم الإنسانية التي يجردهم العدو منها".
وأكمل حديثه "إن واجبنا الدائم جميعا يحتم علينا أن نسعى جاهدين من أجل حرية الأسرى ولا بد من التأكيد الدائم على حضورهم في قلوبنا".
وشدد الأمين العام على ضرورة أن تبقى حرية الأسرى واجبًا وهدفًا لا يا يفارقنا حتى تحريرهم.
وقال القائد النخالة: "أقف بكل تقدير واحترام للأخت الفاضلة عطاف جرادات أم منتصر الصامدة التي افتخرت بأبنائها الذين نفتخر بهم، نقف بكل تقدير للشيخ الفاضل محمد جرادات الذي أراد العدو أن ينال منه ومن دوره الدعوي المقاوم".
وشدد على أن النصر يعتمد على مدى استعدادنا للتضحية، مضيفًا "كلما كانت استعداداتنا أقوى كان انتصارنا أقرب".
وقال :"يقع على عاتق الدعاة والمربين وخطباء المساجد المسؤولية الكبرى في ترسيخ المفاهيم الإسلامية التي تعزز الثقة بالله"، مضيفًا "لن تفلح أمة أو جماعة يغيب الإحساس بالله في حياتها وفي سلوكها ويصبح سلوكها مرتبطا بمعايير الناس".
واعتبر القائد النخالة أن الاعتداء على الشيخ خضر عدنان اعتداء على حركة الجهاد الإسلامي بأكملها، وعلى القوى الوطنية والإسلامية، مشددًا على أنه رمز فلسطيني كبير وقامة وطنية عالية.
وأكد على ضرورة حشد قوى الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، مشددًا على أنه واجب إسلامي ووطني، وحاجة وطنية تقتضيها طبيعة المعركة مع العدو.
وجدد النخالة التأكيد على رؤيتة حركته الواضحة والثابتة أن المسار الوحيد أمام شعبنا الفلسطيني هو المقاومة والاستمرار بها، مشددًا على ضرورة مغادرة أوهام التسوية مع العدو الصهيوني.
وفي ختام حديثه أكد النخالة على ضرورة صياغة برنامج عمل وطني يمثل الكل الفلسطيني ويلتزم بحقوقنا التاريخية في فلسطين ويكون موجها لنضالنا ضد العدو الصهيوني.