قائمة الموقع

قراءة في الحرب الروسية الأمريكية الدائرة على الأرض الأوكرانية

2022-03-01T08:57:00+02:00
الحرب الاوكرانية الروسية
شمس نيوز - قلم/ إبراهيم محمد صالحي

العقوبات الاقتصادية ضد روسيا التي أعلنت الولايات عنها الولايات المتحدة وعدد من الدول الخاضعة لها، ستؤثر حتماً على الاقتصاد الروسي، لكنها في المقابل ستلقي بظلالها على كل دول العالم، وما نشهده من ارتفاع في أسعار المشتقات النفطية ومصادر الطاقة وكذلك المواد الغذائية الأساسية كالدقيق والزيت النباتي وغيرهم ما هو إلا برهان على أن تلك العقوبات سلاح ذو حدين وستكتوي من ناره أوروبا والولايات المتحدة كما روسيا وأكثر.

فدول أوروبا الصناعية سوف تصطدم بزيادة تكلفة الإنتاج نتيجة ارتفاع المحروقات اللازمة لتشغيل مصانعها وهذا سيقود منطقة اليورو إلى ركود وكساد اقتصادي.

الصين التي أعلنت عدم انخراطها بمؤامرة العقوبات الاقتصادية على روسيا، لوحدها بمقدورها شراء كافة صادرات روسيا من النفط والغاز، لأنها أكبر مستهلك للطاقة والنفط والمشتقات البترولية بما فيها الغاز بالعالم.

الحرب التي اضطرت إليها روسيا سيكون من أبرز مفاعيلها كسر أحادية القطبية في النظام العالمي ومنع استفراد الولايات المتحدة واستئثارها في القرار الدولي، صحيح أن المؤامرة على سورية كانت فاتحة هذا العهد من خلال ما شهدناه من استخدام الفيتو الصيني الروسي أكثر من مرة لوقف إتمام مؤامرات كانت تحيكها أميركا وأدواتها في المنطقة العربية.

الإعلام العربي أوكراني الهوى كما الإعلام الغربي، وعلى ما يبدوا أن لديهم أحقاد ضد روسيا يحاولون تصديرها عبر انحيازهم التام للرواية الأوكرانية، وحالة الهيستيريا التي أصيبوا بها تؤكد لنا أن الحرب الضرورة التي خاضتها روسيا ضد الإرادة الغربية في أوكرانيا أصابتهم بالفزع والهلع والجزع والوجع وجعلتهم يفقدوا صوابهم ودفعت كل الدمى الأوروبية من رؤساء تابعون لرب البيت الأبيض يهرولون ويلهثون وبتسابقون للخروج بمسرحيات هزلية يحسبونها خطابات نارية ضد روسيا دون أي فعل عملي على الأرض ليؤكد عجزهم أمام الدب الروسي الذي حطم عنجهيتهم وعنصريتهم على صخرة كبريائه وعنفوانه.

إن العجز الغربي والأمريكي أمام إرادة الروس دفعهم للتخبط والتصرف بشكل عشوائي وغير منطقي حيث وصل تخبطهم وهسترتهم إلى إتخاذ ردات الفعل على المستوى الرياضي والأكاديمي وفي ذلك غياب واضح للأخلاق والقيم والمبادئ، وهذا ليس مفاجئ لنا لأننا نعلم مدى صفاقة ونذالة هذا العالم الغربي الذي يكن لنا العداء وينظر لنا بفوقية وإستعلاء.

سمعنا اليوم تصريحات من عدة دول غربية عزمها إرسال دعم عسكري خاصة صواريخ ضد الدبابات للجيش الأوكراني لمواجهة الجيش الروسي، وأنا أرى أن هذا الدعم إن كان جدياً فهو من نصيب الروس، فهل تستطيع تلك الدول إخبارنا كيف لهم أن يوصلوا تلك الأسلحة المزعومة والجيش الروسي يسيطر على الحدود البرية والبحرية الأوكرانية، والمطارات كلها معطلة ومتوقفة عن العمل، والطيران الروسي يسيطر على الأجواء الأوكرانية ويستطيع ضرب أي إمدادات لا تتبع له وغير راضً عنها، لذلك أستطيع القول أن تلك الإمدادات المعلن عنها لا تساوي عناء نشرها عبر وسائل الإعلام، بدليل أن كل المساعدات الإنسانية وأشك بها المنوي إرسالها لأوكرانيا من قبل الدول الغربية عن طريق الأمم المتحدة ما كان لها أن تصل سوى بعد طلب موافقة الحكومة الروسية للسماح بدخولها وهذا يدل سيطرتهم على كافة مقاليد الأمور على الأرض الأوكرانية.

الجيش الروسي لحتى الآن يركز بإستهدافاته على المواقع العسكرية وضرب البنى التحتية المرتبطة بالمؤامرات الغربية وأوكار التجسس والمراقبة التي عملت الولايات المتحدة والناتو على زرعها في الأراضي الأوكرانية لمراقبة الأراضي الروسية والتجسس عليها من خلالها، وغير معني بإستهداف المدنيين لأنه يخوض حرباً فقط ضد الإرادة الأمريكية في أوكرانيا وليس ضد الشعب الأوكراني وهذا ما برهنته الأيام السابقة من الحرب المشتعلة هناك، وهذا السلوك الروسي الأخلاقي أيضاً يزعج الأعداء الغربيين لأنهم متعطشون تجاه إرتكاب أي جريمة ضد المدنيين لإلصاق تهم مفتراة ضد روسيا وكأنها تمارس جرائم حرب في أوكرانيا، وعدم حصول ذلك دفع المتآمرين الغربيين نحو تسعير الإعلام المعادي لروسيا وخلق روايات مكذوبة وبروباغندا مضادة كالإدعاء كذباً حول وجود قرابة 5آلاف قتيل روسي في العمليات العسكرية الجارية على الأراضي الأوكرانية، أو تدمير مئات الدبابات والقطع العسكرية الروسية وكذلك إدعائهم إسقاط عشرات الطائرات الروسية، وكلها أخبار كاذبة هدفها تحطيم المعنويات للجيش الروسي المقاتل أو رفع فاتورة الحرب بشكل وهمي للتأثير على المواطن في الداخل الروسي لإجترار موقف منه مناهض للعملية العسكرية التي تخوضها بلاده في سبيل إستقلالها وحماية مواطنيها، لكنهم أيضاً فشلوا في ذلك بسبب عدم قدرتهم لتوثيق أي صور أو مواد إعلامية تؤكد هذه الروايات المكذوبة الهادفة لتزييف الحقائق.

لذلك أستطيع القول أننا أمام درس مهم في كيفية رفض المخططات التآمرية بالنار والقوة والحسم لا الإذعان أو التغاضي أو التماشي معها، خاصة أننا أمام معسكر غربي أمريكي مجرم لا يفهم إلا لغة القوة والبأس ورد الصاع بالمثل أو صاعين.

اخبار ذات صلة