تصادف الأيام الأواخر من شهر رجب، استشهاد مؤسس حركة أنصار الله اليمنية، الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، والذي يُعد أول من وضع أسس مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ومقارعته في اليمن؛ ما جعله من أهم المطاردين للحكومة اليمنية، فضلًا عن عقوبات الولايات المتحدة و"إسرائيل" بحقه.
الشهيد الحوثي، كان أول من رفع شعار المقاطعة، وحمل عنوان مشروع المقاومة ونصرة الشعب الفلسطيني في اليمن، وفق ما أكده عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله محمد محسن الفرح.
وقال الفرح في حديث لـ "شمس نيوز" إن خطابات الشهيد الحوثي لم تكن شعارات، كما هو الحال لدى أي شخص يطلق الموقف في مؤتمر آني تنتهي فعاليته مع انتهاء الخطاب.
وأضاف "هو أراد التأسيس لعمل سليم وصحيح؛ لإدراكه أن المواجهة مع العدو حضارية، تحتاج لإصلاح شامل، ورؤية متكاملة، تبدأ بترسيخ العداء والسخط من هذا العدو؛ لتحصين الأمة منه".
ولفت الفرح إلى، أن شعار المقاطعة الذي رُفع عام 2003، هو بداية انطلاق "المشروع القرآني"، مبينًا أن هذه الانطلاقة قوبلت باعتقالات واسعة، وملاحقة من قبل السلطات الحاكمة في اليمن.
وأوضح أن هذه الملاحقات امتدت إلى قرابة 6 أعوام وأكثر، عكست المعنى الحقيقي للقلق الإسرائيلي من الحملة، ومدى تأثيرها عليه على المستوى الآني واللاحق.
وذكر الفرح أن الملاحقة التي تعرض لها الشهيد الحوثي لم تكن بصمات قوى الاستكبار بعيدة عنها، كما هو الحال حاليًا في الحرب على اليمن الذي شارفت دخوله للعام الثامن.
وتابع: "نحن في حركة أنصار الله، والشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، والشعب اليمني بأسره، يشعر بمظلومية أهلنا في فلسطين، والتي تخص الأمة العربية بأسرها.
وأعرب القيادي اليمني عن أسفه من ظهور حركات تبتعد عن أهمية إصلاح الوضع الداخلي للأمة، وتنأى بنفسها عن تحصين الأمة من الاختراق، وتعي مسؤوليتها في مواجهة العدو الوحيد للأمة.
وأضاف: "دعوة الشهيد الحوثي جاءت لاستنهاض الشعوب؛ لتتحرك بمسؤولية وإدراك أخطار اللامبالاة والإهمال والتقصير تجاه القضية الفلسطينية".
وشدد الفرح خلال حديثه على أن دعوة الشهيد الحوثي كانت أهم الأسباب التي منعت اليمن من الانحدار في وحل التطبيع، كما حصل مع العديد من الدول العربية، وغيرها من الدول التي استسلمت للإرادة الأمريكية والصهيونية.
ولفت إلى، أن الشعب اليمني بأسره يرفض التوجه للتطبيع، مبينًا أن مؤتمر وارسو الذي شهد حضورًا لأحد الأشخاص اليمنيين المدعو خالد اليماني؛ قابله الشعب اليمني بمسيرات كبيرة وضخمة، رافضة هذا الحضور والمحاولات للتطبيع.
وقال الفرح: "الشعب اليمني شرفه الله بأن يكون مدافعًا عن فلسطين، ويسير بالتوجهات التحررية، والتي يفرضها عليه إيمانه، ودينه، وتوفيق الله تعالى".
ودعا الفرح كل البلدان العربية والإسلامية للاطلاع على محاضرات الشهيد القائد حسين بدر الحوثي، ورؤيته الشاملة التي قدمها تجاه القضية الفلسطينية، والصراع بشكل العام.
وأوضح أنه قدم تشخيصًا متكاملًا لأساليب العدو، ومجالات الصراع معه، والمجالات والمتطلبات الأساسية للصراع بالاستناد إلى القرآن الكريم.