غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

العالم على مشارف مرحلة جديدة

المفكر الروسي كوركودينوف في حوارٍ مع "شمس نيوز": طبول الحرب العالمية الثالثة تدق بقوة وعلى العرب أن يتعظوا

الحرب بين روسيا و أوكرانيا الحرب العالمية الثالثة.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

مقتطفات من حوار "شمس نيوز" مع رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ دينيس كوركودينوف:

  • شرارة الحرب العالمية الثالثة قد اشتعلت على وقعِ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
  • أقطاب دولية استخدمت أوكرانيا كـ"وقود" لتلك الحرب المدمرة، دون تقديرٍ صحيحٍ للأوضاع من قبل رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي.
  • الصراع سيستمر بين روسيا و(كييف) ومع من يقف خلفها ممن يحركون الأحداث، وقد يأخذ الصراع أشكالاً متعددة.
  • تخلي الولايات المتحدة عن حليفٍ أساسي في الصراع الدولي، يحمل رسالة إلى القادة العرب الذين يعولون على الولايات المتحدة لحمايتهم، قائلاً: "أيها العرب اتعظوا.. الولايات المتحدة لا تستطيع حماية مصالحها حتى تحميكم".

لا يستبعد رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ دينيس كوركودينوف، أنْ تكونَ شرارة الحرب العالمية الثالثة قد اشتعلت؛ على وقعِ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لاسيما أنَّ هناك أقطاباً دولية استخدمت أوكرانيا كـ"وقود" لتلك الحرب المدمرة؛ دون تقديرٍ صحيحٍ للأوضاع من قبل رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي.

ويقول المفكر الروسي دينيس كوركودينوف في حوارٍ مع "شمس نيوز": "الصراع سيستمر بين روسيا و(كييف) ومع من يقف خلفها ممن يحركون الأحداث، وقد يأخذ الصراع أشكالاً متعددة، وربما يمتد لأعوامٍ طويلة، وقد يؤثر على العالم برمته، وما يحدث الآن في (دونباس) ليس سوى بداية الصراع، ونحن بكل تأكيد على مشارف أزمة عالمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها".

وأضاف: "قوى عالمية استخدمت (كييف) كأداة في تلك الحرب، تلك القوى -وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية- لا ترى في أوكرانيا سوى وقود لمدافعهم، وفي نهاية الأمر سيتم إلقاؤها -بعد انتهاء دورها- في الهامش، ورأينا كيف تركوا حليفهم فلاديمير زيلينسكي من أول طلقة"، مشيراً إلى أنَّ تخلي الولايات المتحدة عن حليفٍ رئيسي في الصراع الدولي، يحمل رسالة إلى القادة العرب الذين يعولون على الولايات المتحدة حمايتهم، قائلاً: "أيها العرب اتعظوا.. الولايات المتحدة لا تستطيع حماية مصالحها حتى تحميكم".

ويرى كوركودينوف أنَّ المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا لوقف إطلاق النار لن تسفر عن أي تقدمٍ بوقف العمليات العسكرية الروسية؛ إلا في حالةِ أخذ المصالح الأمنية المشروعة لروسيا في الاعتبار، بما في ذلك الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وحل مسائل نزع السلاح، والقضاء على نازية الدولة الأوكرانية، وضمان وضعها المحايد.

وبيَّن أنَّ (كييف) استغلت المفاوضات الجارية في بيلاروسيا؛ لتجميع قواتها، والحصول على دعم أجنبي إضافي، مستدركاً: "على موسكو أنْ تواصل السير نحو هدفها، وهو الإطاحة بنظام (كييف) العنصري"، لاسيما هدفها في استعادة النظام السياسي والقانوني في أوكرانيا الذي تم تدميره في عام 2014م، ومحاربة الإرهابيين الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا، وهم ذاتهم الذين يعارضون موسكو، متأثرين بجماعات غربية، ويريدون لها الدمار، وأن تبقى ضعيفة".

ويشير كوركودينوف إلى أنَّ العمليات الروسية في أوكرانيا هدفت لتحقيقِ أمرٍ مهمٍ، وهو إفشال مساعي (كييف) من أنْ تصبح موقعًا للتجارب النووية، لاسيما في ظل زجها لمواجهة (موسكو) من قبل كثير من القوى العالمية، وهو ما أغضب (موسكو) ودفعها لاتخاذ قرار العمليات العسكرية الصارمة.

وذكر أنَّ العمليات العسكرية الروسية في (دونباس) شكلتْ صدمة حقيقية ليس فقط لـ(كييف)، ولكن أيضا أحدثت صدمة عند المجتمع الدولي ككل؛ إذ لم يكن بإمكان أحد أن يتخيل أن الكرملين سيوافق على قرار شن حملة عسكرية؛ ما يزيد بشكل فعال من المخاطر على المسرح العالمي.

ويرى أنَّ واشنطن انطلقت من الرأي القائل بأن موسكو لا تحل مشاكلها إلا بـ(الديماغوجية). ومع ذلك كان هذا خطأ فادحًا من الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى، أنَّ روسيا لا يمكنها أن تتساهل أو تتراخى تجاه ما يتعلق بأمنها القومي.

ولفت كوركودينوف إلى أنَّ فلاديمير زيلينسكي ما يزال يخاطر بالسكان المدنيين؛ لتحقيق مصالحه الخاصة، قائلاً: "هل كان يعتقد فلاديمير زيلينسكي أنْ (موسكو) يمكنها أن تتهاون في الدفاع عن أمنها القومي؟، لاسيما في ظل المعلومات الواردة أنَّ (كييف) كانت قد بدأت بنشاط في الحصول على مكونات لإنتاج قنبلة نووية، وهو ما اضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاتخاذ قرار بشأن البدء الفوري لحملة عسكرية".

ويرى أنَّ المشهد الدولي قد يشهد سيناريوهات ميدانية جديدة على إثر العمليات الروسية في أوكرانيا؛ إذ يعتقد أنَّ اليابان قد تتحرك عسكرياً تجاه جزر (الكوريل) الجنوبية، التي تنتمي إلى روسيا، وقد تحاول الصين إجراء عملية عسكرية ضد (تايوان)، وتحاول دول البلطيق (ليتوانيا، ولاتفيا، وإستونيا) وبولندا زعزعة استقرار الوضع في مناطق الحدود الروسية، وأنْ يستأنف الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في جنوب القوقاز.

أما على التأثيرات التي قد تلحق بالقضية الفلسطينية، يرى كوركودينوف أنَّ الصراع لا يؤثر فلسطين بشكلٍ مباشرٍ، مع الإشارة إلى أن موسكو تدرك أنَّ (إسرائيل) تحاول تسويق نفسها أنها محايدة، غير أنها في الحقيقة تستغل الظرف الدولي؛ لتحقيق مصالح لها في فلسطين.

ويعتقد أنَّ كوركودينوف أنَّ موسكو ستكثف اتصالاتها، وتواصلها، وانفتاحها، بشكلٍ أكبر مع الدول العربية خلال المرحلة المقبلة.