قائمة الموقع

كتيبة جنين.. فعل مقاوم يؤسس للتفجير

2022-03-02T17:34:00+02:00
كتيبة جنين.jpg
بقلم/ خالد صادق

عندما عجزت أجهزة أمن السلطة عن وقف نشاط «المنظمات التخريبية» في جنين, وتصاعد عمليات اطلاق النار ضد جيشنا, قمنا نحن بهذا الدور واستهدفنا «مخربين» في مخيم جنين, هكذا تحدث الاحتلال عن جريمة اغتيال المجاهدين البطلين الشهيد عبد الله الحصري وهو احد مجاهدي كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, والشهيد شادي نجم احد مقاتلي مجموعة حزام النار الابطال, فالاحتلال اتخذ قرار الملاحقة والتصفية والاغتيال لأبطال جنين المقاومين بعد ان تزايد الفعل النضالي المقاوم الذي استهدف جنوده على الحواجز العسكرية المنتشرة في مدن الضفة الغربية المحتلة, ويبدو ان تقديرات الاحتلال اشارت الى قدرة كتبة جنين ومجموعات حزام النار على اشعال الضفة, وامتداد الاحداث الى مدن فلسطينية أخرى وارتفاع وتيرتها, فقررت ارتكاب جريمة استهداف المقاومين الفلسطينيين في جنين, في محاولة لوقف عمليات المقاومة ضد الجيش الصهيوني حسب الاحتلال, وقد عزز من قرارها هذا تحريض الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة فصائل المقاومة في الضفة المحتلة وفي كل مكان من ارضنا المغتصبة على ضرورة الاستمرار في مشاغلة الاحتلال الصهيوني, والاشتباك المستمر معه, حتى يوقف مخططاته العدوانية في الضفة المحتلة والقدس, وقد أشاد الأمين العام بعمليات كتيبة جنين البطولية, وقدرتها على توجيه ضربات لجنود الاحتلال الصهيوني , والحفاظ على وجودها في جنين رغم التنسيق الأمني, وانتشار وحدات المستعربين الصهاينة, وخضوعها للمراقبة الدائمة لكنه يجبن عن الولوج ويدرك ان هذا له ثمن باهظ ونتائجه قد تكون كارثية عليه.

الرد الأول على جريمة الاحتلال الصهيوني في جنين, عبر عنه عشرات آلاف المشيعين اثناء تشييع الشهداء, حيث وحد دم الشهداء فوهات البنادق, وتعاهد الجميع بالرد على جرائم الاحتلال, كما توحدت الهتافات والشعارات التي خرجت من الحناجر لتنادي بالثأر لدماء الشهداء الاطهار, ومثل موكب التشييع المهيب للشهداء والذي خرج في جنين العزة والاباء التفافا واضحا وكبيرا حول خيار المقاومة كخيار وحيد لانتزاع حقوقنا من بين انياب الاحتلال, والرد الثاني جاء بإعلان إصابة جنديين صهيونيين من «وحدة دفدفان» الصهيونية خلال الاشتباك الذي وقع فجر امس في جنين, وتوعدت كتيبة جنين بتشديد ضرباتها العسكرية للاحتلال الصهيوني, والرد الثالث جاء من أهلنا في جنين الذين خرجوا للتصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في المخيم, والتحامهم بالمقاومة وحمايتهم للمقاومين, وافشال الهدف من عملية التوغل الصهيونية داخل المخيم, والتي كانت مهمتها الأساسية قتل او تصفية او اعتقال عشرات المقاومين من مخيم جنين, ولكن رغم التنسيق الأمني والمعلومات الاستخبارية المتبادلة مع بعض قيادات أجهزة امن السلطة التي غاب حضورها بشكل لافت في جنين اثناء عملية التوغل, الا ان أهلنا في مخيم جنين والبلدات المحيطة به استطاعوا افشال العملية وانسحب الجيش الصهيوني ووحدات المستعربين تحت ضربات المقاومة, وامام عمليات التصدي الشعبية لقوات الاحتلال, فجنين لا تقبل ان تعلق الادران على ثوبها الأبيض ناصع البياض, وهى تلفظ كل الاجسام الغريبة التي تحاول ان تتعلق بها, وقد انتزعت «حريتها» ومنعت تواجد الاحتلال داخل المدينة والمخيم البلدات المحيطة بها بفضل مقاومتها الباسلة والابية.

نموذج جنين البطولة والفداء يبشر بتنامي الفعل المقاوم في مدن الضفة المحتلة, وبقدرة أهلنا في الضفة على تفجير شرارة الانتفاضة في وجه الاحتلال, ما يؤخر هذا حتى الان هو أداء أجهزة امن السلطة الفلسطينية الذي يمنع أي تحرك مقاوم ضد الاحتلال, فليلة امس داهمت أجهزة امن السلطة بيوت اسرى محررين وكوادر لحماس والجهاد الإسلامي بغرض اعتقالهم ومنعهم من التحريض ضد الاحتلال, او تحريك الشارع الفلسطيني, وهذا الفعل غير المبرر هو الذي يمنع شعبنا من الانفجار في وجه الاحتلال, ان تجربة شعبنا في انتفاضة الأقصى تدل على ان الفلسطينيين عندما يشعرون بوقوف السلطة معهم فإنهم لا يدخرون جهدا في الثورة ضد الاحتلال, فالشعب لا يريد ان يشتبك الا مع الجندي والمستوطن الصهيوني فقط, واذكر ان رئيس السلطة الفلسطينية الراحل الشهيد ياسر عرفات, كان قد دعا الشعب الفلسطيني للدفاع عن القدس والاقصى وعن حقوقه المسلوبة, ودعا إلى مواصلة الكفاح المسلح وتحمل التضحيات لنيل الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني, فكانت انتفاضة الأقصى التي تمددت في كل الأراضي الفلسطينية, وانطلقت بقوة دون ان يتمكن أحد من التحكم في الشارع المنتفض, واذكر ما قاله الشهيد ياسر عرفات «اردنا ان نفتح الشباك في وجه الاحتلال, ففتح شعبنا كل الأبواب ليعصف بالاحتلال», فإن أرادت السلطة تحريك الشارع الضفي فهي قادرة على ذلك, لان الاحتلال يتغول على أهلنا في الضفة, وغول الاستيطان يكبر ويتمدد, والمناطق في الضفة تحولت لكانتونات منفصلة, وهو ما يزيد من معاناة أهلنا في الضفة, ويحرمهم من التواصل فيما بينهم, والخلاص بالمشاغلة والمراكمة والاقتداء بكتيبة جنين.

اخبار ذات صلة