اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عدداً من قادة وكوادر حركة الجهاد الإسلامي في الضفة، من بينهم قادة تاريخيون في الحركة، أبرزهم الشيخ خالد جرادات والشيخ هاني جرادات.
هذه الاعتقالات جاءت استمرارا لحملة الملاحقات التي تستهدف قادة، وعناصر، ومؤيدي الجهاد في الضفة، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وأجهزة أمن السلطة من جهة أخرى، عدا عن الاعتداءات المتواصلة التي يواجهها أبناء الجهاد، والتي كان آخرها محاولة اغتيال القيادي المحرر خضر عدنان.
الحملة الشرسة تأتي في ظل ازدياد شعبية الجهاد الإسلامي في الضفة، والنشاط اللافت لسرايا القدس، وتحديدا "كتيبة جنين" التي أعلنت خلال الأشهر الأخيرة مسؤوليتها عن عدة عمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، فهل باتت الجهاد تشكل خطرا حقيقا على الاحتلال ومشروع التنسيق الأمني في الضفة؟
التفاف جماهيري
الأسير المحرر والمختص بالشأن الاسرائيلي جمعة تايه، أكد أن حركة الجهاد الإسلامي ومقاوميها بالضفة الغربية يتصدرون النشاطات العسكرية، والسياسية، والثقافية، الأمر الذي يشكل شوكة في حلق الاحتلال الإسرائيلي؛ لرفضه أي شكل من أشكال المقاومة؛ ما جعله يقوم بعمليات الاعتقال، والتصفية، واستخدام الأساليب القمعية والهمجية.
وقال تايه لـ "شمس نيوز": "شاهدنا الالتفاف الجماهيري الكبير في جنين ونابلس، من خلال مسيرات الشهداء والتفافها حول خيار المقاومة، حيث يرفض الاحتلال هذا الالتفاف، وهذه الظاهرة، ويعمل جاهداً على تراجعها بالوسائل كافة".
طبيعة عمل كتيبة جنين، رجح تايه أن بداية عمل الكتيبة كان فردياً، ثم انتقل إلى العمل كمجموعات منظمة، مشيرًا إلى، أن الكتيبة تحتاج إلى حاضنة شعبية، ودعم إعلامي؛ لإسنادها، وتوجيهها مركزياً من قبل فصائل المقاومة؛ لتبقى حاضرة حتى لا يستفرد الاحتلال بها؛ إذ تواجه المقاومة بالضفة جيشاً مدرباً ومجهزاً بأحدث التقنيات العسكرية.
وأوضح أن الثورات والانتفاضات تبدأ تدريجياً، وتنظم من خلال الميدان؛ إذ تشهد جنين منذ معركة سيف القدس حتى الآن، ظاهرة الكفاح المسلح، لافتاً إلى أنها لم تكن في بداية انطلاقتها بهذا الكم والعمل.
تايه "لا يوجد لحظة تدخل فيها قوات الاحتلال إلى جنين أو محيطها، إلا ويباغتها المقاومون، ويتصدون لاقتحامها، وكذلك نشهد عمليات إطلاق نار بشكل يومي على الحواجز العسكرية للاحتلال، خاصة حاجز الجلمة؛ إذ بدأ العمل يأخذ شكلاً وتكتيكاً جديداً؛ يؤدي إلى الاستمرار في مشاغلة الاحتلال".
وعن البعد الثقافي والإعلامي لظاهرة المقاومة، أكد تايه أنها تحتاج إلى تعزيز وإسناد؛ إذ مارس الاحتلال الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني ثقافة الخوف، والتهديد، والتراجع؛ لذلك سيف القدس عززت ثقافة المقاومة، خاصة داخل جيل الشباب، وهناك إقدام ومواجهة مباشرة في الكفاح المسلح.
وتابع: "بالأمس لاحظنا أن الشهيد عبد الله الحصري هو الذي بادر في الاشتباك مع الاحتلال، ما يعني أنه هو من يراقب الاحتلال؛ ليتصدى لاقتحاماته، داعياً الله أن يرحم الشهداء، ويدخلهم الفردوس الأعلى.
إنهاء وجود الحركة
من جهته، يرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي سعيد نخلة، أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل إنسان يقاوم ويرفض وجود الاحتلال؛ إذ يحاول قتل، وتهجير، ومطاردة الفلسطينيين الذين يحملون حساً وطنياً، مثل ما يحصل من اقتحامات واعتداءات في حي الشيخ جراح، وباب العامود، والعديد من القرى والمدن الفلسطينية.
وعن استهداف أبناء الجهاد الإسلامي بشكل خاص، اعتقد نخلة خلال حديث مع "شمس نيوز" أن حملات الاعتقالات والمطاردة بحق أبناء الحركة خصوصا داخل جنين؛ بسبب وجود عدد من المقاومين لها داخل المنطقة؛ إذ يحاول إنهاء الظاهرة الموجودة بعمليات الاعتقال، والاغتيال، والاقتحامات المتكررة، وكان آخرها عملية اعتقال عدد من كوادر حركة الجهاد فجر اليوم.
واستدرك "الاحتلال يريد إنهاء ظاهرة المقاومة، والوقوف في وجهها في الضفة؛ حتى لا تمتد لمناطق أخرى، على الرغم من امتدادها لنابلس، وغيرها من المدن والقرى".
وأشار نخلة إلى أنه رغم قلة الإمكانيات الموجودة لدى المقاومين، نراهم يستبسلون أمام ترسانة جيش الاحتلال، مضيفاً أن "الشهادة مطلب الجميع منهم".
ورجح أن الالتفاف الجماهيري الكبير حول المقاومة في جنازات الشهداء يعطي دلالة على التأييد الواضح للناس، ودعمها لنهج المقاومة، والوقوف في وجه الاحتلال، وترفض نهج السلام والمفاوضات المحصور في فئة معينة.
وختم القيادي في حركة الجهاد حديثه "سواء كان العمل فرديًا أو منظمًا؛ فهو ظاهرة جيدة، ونتمنى امتدادها، وأن تمتلك إمكانيات أكبر؛ حتى تقف أمام العدو، وتعمل على دحره".