إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
الشهيد القائد أيمن قاسم دراغمة
ميلاد فارس:
كانت طوباس على موعد مع فارسها أيمن قاسم دراغمة في 20 نيسان 1975م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها مكونة من عشرة أبناء ووالدين قد توفاهم الله. قدمت الشهيد عبد القادر إبان انتفاضة الحجارة عام 1988م، والشهيد معمر دراغمة استشهد بعد استشهاد أيمن بعدة أشهر.
تلقى شهيدنا المجاهد أيمن تعليمه الابتدائي. ولم تشأ له الظروف الاقتصادية أن يكمَّل تعليمه. وقد تزوج من فتاة مؤمنة ورحل قبل أن يرزق طفله الذي طالما حلم بقدومه.
روح وريحان:
عهد المجاهد أيمن باراً بوالديه، محبوباً بين أهالي بلدته طوباس، وعمل مفتشاً للمساجد، حفظ کتاب الله کاملاً عندما كان معتقلاً في سجن تلموند الصهيوني. كان يداوم على قيام الليل وصيام التطوع، يمارس الرياضة الصباحية حتى وهو صائم. كان له تأثير كبير في صقل الشخصية القيادية للشهيد القائد محمود طوالبة حيث قضيا معا فترة اعتقال لمدة أربعة شهور في سجون الأمن الوقائي للسلطة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى.
في صفوف الجهاد:
انضم الفارس أيمن لصفوف حركة الجهاد الإسلامي في الانتفاضة الأولى على درب أخيه الشهيد عبد القادر، مما عرضه لبطش الاحتلال الذي اعتقله في الانتفاضة الأولى عدة مرات. كانت الأولى في سجن «جنيد» الصهيوني.
وقد تطورت أحواله بعد حفظه القرآن الكريم كاملاً وقد جسَّد خلف قضبان الاعتقال الإداري كثيرا من ملامح شخصيته الدينية في ورعه وتعبده وفي تنامي علمه وجهاده وعناده.
عندما اندلعت انتفاضة الأقصى عام 2000م، شارك شهيدنا المجاهد أيمن في التخطيط للعديد من العمليات العسكرية من بينها عملية غور الأردن التي أرعبت المحتل وأوقعت منه القتلى والجرحى.
الشهيد المجاهد فؤاد محمد بشارات
ميلاد فارس:
كانت طمون قضاء طوباس، على موعد مع فارسها فؤاد محمد بشارات في 1 يناير 1978م، لعائلة مؤمنة بدنيها ووطنها، مكونة من الوالدين وخمسة من الأبناء، وكان ترتيبه الخامس بينهم.
التحق بمدارس البلدة وأكمل المرحلة الابتدائية، لكن لم يكمل دراسته، وعمل في مجالات شتى لمساعدة أهله، ثم عمل في صفوف قوات الأمن الوطني.
روح وريحان:
عُد شهيدنا المقدام فؤاد مثلا للإنسان الخلوق، صاحب الشخصية المجهولة حيث يخفي في ثناياه الكثير من المفاجآت التي لم يكن يتوقعها أحد منه من قبل.
في صفوف الجهاد:
التحق بحركة الجهاد الإسلامي وبعدها بالجناح العسكري سرايا القدس، ليتم اعتقاله من قبل أجهزة أمن السلطة، ومورس بحقه التعذيب الشديد من الشبح والتنكيل، ثم تم فصله من عمله، وليعمل مع زوج أخته الشهيد القائد أيمن قاسم دراغمة حتى أصبح أحد المدبرين للعديد من العمليات العسكرية والاستشهادية ضد العدو الصهيوني.
قام المجاهد فؤاد، بإرسال وتجهيز عدد من الاستشهاديين داخل الأراضي المحتلة، كما خاض العديد من الاشتباكات ضد الجنود الذين يحرسون المستوطنات. وشارك في قتل العديد من الصهاينة والمستوطنين في عدة مواقع.
شهداء على طريق القدس:
في 3 مارس 2002م، استشهد القائد أيمن دراغمة برفقة صهره المجاهد فؤاد بشارات أثناء قيامهما بزرع عبوة ناسفة على تخوم أحد المستوطنات الصهيونية بالقرب من منطقة المطلة حيث انفجرت العبوة الناسفة ليرتقيا شهيدين ملبيين نداء دينهما ووطنهما.