قائمة الموقع

78 يوما في الإضراب عن الطعام... تجربتي

2022-03-03T15:59:00+02:00
88b8ac30-fe6a-4d28-afa9-f7685d538ddd.jpg
بقلم/ ثائر حلاحله

قبل أيام وبالتحديد يوم 28شباط عام 2012م واستمرت لأكثر من 79يوم بكل ساعاتها ودقائقها وثوانيها وتفاصيلها مرت الذكرى العاشره على تجربتي ومعركتي التي خاضتها من أجل حريتي وكرامتي ومن اجل ان أعود لاحتضان طفلتي الوحيده آنذاك لمار التي لم أكن اعرفها وتعرفني معركة الإضراب المفتوح عن الطعام معركة الاراده والتحدي معركة البحث عن الحياه في عالم الجوع والقهر معركة كانت قاسية وصعبه ومؤلمه وانت تشعر انك اقتربت من حتفك ومن رحيلك وغيابك وانك على بوابة الشهاده او بين الشهاده والشهاده لا خيار أمامك الا الاستمرار والمواصله حتى الانتصار او الشهاده لان التراجع والتوقف هو موت حقيقي هو هزيمه هو انكسار امام جلاد وسجان مجرم متسلح بكل أدوات الكراهية والعدوان والعنف والحقد أمام مستعمر لا يرحم ولا يوجد في داخله معاني الرحمة والإنسانية.

معركة مرت عليها سنوات ولكنها حاضره امامي لا تغيب ومشاهدها تتكرار وتحضر الان بكل وجعها وجوعها والمها وصراخها كنت ومعي رفيق عزيز وغالي من الزمن الأجمل والجميل الحر الابي الشامخ الرافع الرأس في كل محطات المواجهه بلال ذياب وهو يذكرني بذلك الفدائي المسلم الذي يعذب دفعا عن الحق والكلمة والمبدء الصحابي. الجليل بلال ابن رباح وهو ملقى في صحراء مكه قائلا أحد أحد وهو بلال الفلسطيني وثائر الفلسطيني يصرخان في عتمات الاعتقال الإداري يجوعان رفضا الظلم والقهر والاعتقال التعسفي.

الإضراب عن الطعام المتواصل ليس نزاهه وترف إنما عمل اقتحامي استشهادي تقدمي وعالي في الفداء والتضحيه وانت تعرف ان خياراتك واضحة ومفهومه يا نصر يا شهاده ما في حل وسط ما في منطقه رماديه ما في انصاف حلول مافي نصف انتصار ونصف هزيمه في ارادة أسير سجين معتقل صاحب حق ووطن ورساله وعدو محتل وغاصب يحاول كسرك تحطيمك بكل الطرق والأساليب.

تواصلت المعركة والمواجهة من اللحظات الأولى لاتخاذ القرار الصعب والقاسي رغم التخويف والتهويل والإرهاب والضغط من كل الجوانب والمحيط الذي تعيش فيه ومن كل حر يغار عليك يخشى عليك او من بعض الحاسدين لك من تتقدم عليهم بلحمك وجوعك وقهرك ومن البعض الذي راهن على سقوطنا وبذلك تسقط وتكسر فكرة الإضراب المفتوح السلاح الاقوى في المواجهة مع السجان ففكرة الإضراب النخَبوي الإبداعي الفردي التضحوي على الطريقة الحسينيه فكرة أصبحت ثابتة ومؤثره في ظل غياب العمل الجماعي الموحد والمركزي في ظل الانقسامات العموديه والافقيه في مجموع الحركة الوطنيه في السجون وخارجها.

يتقدم الفرد على المجموع تتقدم امعاء مفجر الثورة ثورة الاراده خضر عدنان الخبز الفلسطيني الذي أصبح ايقونه الإضراب عن الطعام وايقونة النضال والمقاومة في الضفه ونلتحق انا والحر صاحب الموقف بلال ذياب ومعنا هناء الشلبي بنت وماجدة جنين القسام والثوره َتكبر الفكره التي خطتها من قبلنا عطاف عليان ذلك الاستشهاديه التي اردت يوما ما ان تفجر جسدها في( مباني الأمة) التي تعرف (بكنيست العدو اي برلمان) في القدس ومن بعدها الماجده الحره  الابيه الأسيره منى قعدان ومن بعدها نور جابر الهشلمون.

وتستمر كسر الاعتقال الإداري بحسن الصفدي وعمر ابوشلال وأيمن اطبيش َعادل حربيات ويونس الحروب واحمد ابوفاره  ومالك القاضي وعياذ الهريمي اكرم الفسيسي وعياذ الهريمي وطارق قعدان وجعفر عزالدين وفؤاد عاصي واحمد حسن نصر ومحمد علان ومحمد القيق وماهر الأخرس واحمد زهران  وبلال كايد  ومقداد القواسمة والمنتصر هشام ابوهواش والعشرات الذين ساروا على هذه الفكره والطريقه والذين اصبحوا رموز وعناوين نضاليه وكفاحيه.

مرت ذكرى اضرابنا الذي أحدث صدى وقرعنا بجوعنا وامعائنا جدران الخزان ونحن اليوم أكثر وعيا وفهما لطبيعة صراعنا مع المحتل الغاصب ونحن نعيش اليوم معركة وانتفاضة أخرى في السجون لا تقل أهمية وقسوة من الإضراب عن الطعام وهي كسر سياسة الاعتقال الإداري.

لقد اثبت التجربة ان الإضراب المفتوح عن الطعام ناجع في ظل غياب اية أفق قانونيه مع السجان وان المواجهة الجماعية تكون أكثر تأثير وأكثر نجاعه حتى تحصل وتحدث المواجهة الجماعية لا بد لكل قادر ويتعرض لهذا النزيف الدائم المسمى الاعتقال الإداري ان يواجه بجوعه وان لايبقى تحت رحمة ضباط صغار من جهاز الشاباك الصهيوني يتحكمون في حياتك وفرحك واستقرارك ويسرقون عمرك وفق مزاجهم وعنجهيتهم.

اليوم وانا أعود للذكرى والذاكره وانا اكتب برسالتي للطفلتي لمار عنوانها (لمار سامحني) وهي الآن تدخل علي في غرفتي وانا اكتب عن التجربه وكأنه حلم وبد تحقق وعدت للمار وكبرت لمار وعلمت وعرفت لماذا  ابوها وولدها اضراب يوما عن الطعام ما أعظم الفلسطيني عندما يقرر ان ينتفض لينتصر بحثا عن حياه فيها الكرامه كباقي البشر الفلسطيني متعطش للحرية كصائم ينتظر موعد افطاره.

ما أقبح هذا المحتل ما أبشع قوانينه الظالمهَ والمجرمه.

اليوم نقول الحرية مطلبنا عنها لا يمكن نحيد من اول ولدنا تغذينا بفكره الجديد على السجان انتقاض من أجل كرامتنا وحريتنا.

الحرية للمعتقلين الإداريون في معركتهم (قررنا حريه)

الحرية لوطني الجميل والغالي والعزيز فلسطين

 

اخبار ذات صلة