إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كانت مدينة بيت لحم على موعد مع فارسها أسامة محمد دار العسعس (أبو نصار)، في 11 يناير 1973م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، مكونة من الوالدين وأربعة أشقاء وشقيقة واحدة.
تلقى أسامة تعليمه في مدارس بيت لحم حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم ترك الدراسة ليبحث عن عمل يساعد به أسرته.
تزوج من فتاة صابرة محتسبة، مؤمنة، ورزقه الله طفلاً أسماه "نصار"، واستشهد والده بعد ولادته بأشهر معدودات.
روح وريحان:
عُرف فارسنا بالشجاعة والالتزام الديني، والمحافظة على الصلاة والإكثار من صيام النوافل. وتصفه والدته بالقول: "أحب الناس فأحبوه خاصة الأطفال الذين علمهم الصلاة والقرآن والأناشيد في المسجد".
وتروي والدته عنه أنه ذات مرة قال لها: لن أدخل الجنة يا أمي إلا بعد أن أدخلك أنت. أرجوك يا أمي أن تدعي لي أن أنال الشهادة".
في صفوف الجهاد:
التحق فارسنا أسامة بحركة الجهاد الإسلامي عام 1988م، واعتقل لمدة خمسة أشهر، وفي عام 1990م، اعتقل للمرة الثانية، وحكم عليه بالسجن أربع سنوات بسبب المشاركة في فعاليات الانتفاضة الأولى، وبعد أن أمضى ثلثي الحكم أفرج عنه.
شارك أسامة في إحياء العديد من فعاليات الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في جامعات الضفة.
شارك في تأسيس فرقة منار الشهداء للأناشيد الإسلامية في محافظة بيت لحم.
كان من أبرز المشاركين في مواجهات انتفاضة الحجارة 1987م، وأنشطة الحركة من كتابة الشعارات على الجدران وتوزيع البيانات والمشاركة في مسيرات الشهادة بشعاراته المعبرة.
كان يشارك في العمل الخيري والاجتماعي وتوزيع الصدقات على الفقراء والمعوزين.
شارك في إعطاء الدروس الدينية لأشبال الجهاد الإسلامي في اتحاد الشباب الإسلامي.
مع انطلاقة انتفاضة الأقصى 2000م، التحق الفارس أسامة بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، وشارك في الكثير من عمليات إطلاق النار على المواقع الصهيونية.
بدأت القوات الصهيونية بمطاردته، بعد كشفها أنه يقف خلف العديد من العمليات، وأهمها وضع سيارة مفخخة في شارع يافا داخل فلسطين المحتلة، وكذلك المشاركة في إرسال استشهاديين.
شهيداً على طريق القدس:
في 6 مارس 2003م، هاجمت القوات الصهيونية الخاصة منزل المجاهد أسامة العسعس فجراً، وخاض معهم اشتباكاً مسلحاً، أدى لإصابة أحد الضباط الصهاينة، لكنه رفض الاستسلام، فخاض اشتباكه حتى اَخر رصاصة، حتى اَخر رمق.