هل وقع الدب الروسي في مصيدة الغرب؟
حار المراقبون والمحللون في قراءة مشهد الأزمة الأوكرانية الروسية ومنها :
ماهي الدوافع السياسة التي أعتمد عليها بوتين وجعلته يغزو أوكرانيا ؟
وهل نصب الغرب المصيدة لبوتين ؟
ومالذي جعل دول محايدة كسويسرا وفنلندا لتلقي بحيادها في مجرى البحر ؟
كثيرة هي الأسئلة التي تجعل المرء يتساءل لقراءة هذا المشهد المعقد ، ولكن الرأي الراجح ، أن القيصر الروسي تنامى لديه معلومات بأن الأوكرانيين وبإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية ، تعد. العدة لصنع سلاح نووي ، وهذا ما التقطته المخابرات الروسية من خلال إتصالات إمريكية مع كرازاي أوكرانيا (زيلنسكي) بهذا الشأن ، ولعل أولى خطوات الدب الروسي محاصرة المفاعل النووي ( تشيرنوبل ) والمفاعلات الأخرى يدل دلالة واضحة أن الأمن الروسي بات في خطر ، لذا قررت قيادة الكرملين غزو أوكرانيا ، هذا من جانب ، من جانب آخر ، الخطاب الروسي بجعل أوكرانيا منزوعة السلاح ، وعدم انضمامها لحلف الناتو ، غدا من ثوابت روسيا التي لا يمكن التزحزح عنها
لقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية جاهدة لإخراج روسيا من المنظومة الدولية ، ووضع الصواريخ الأمريكية على حدودها ، تمهيداً لتفكيكها ، كما حدث للإتحاد السوفييتي سابقا ، وربما هي من هيأت المناخ لجر روسيا إلى مربع الصراع ، وسواء مهدت الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الغزو ، أم لا ، فإن الدب الروسي وُضع في خياران أحلاهما مر ، لكن تظل الحقيقة ناصعة البياض أن روسيا دولة نووية ، لذا مهما صنع الولايات المتحدة الأمريكية من خطط خبيثة ، ومهما مارست التحريض على العالم ، فإن الدب الروسي قوي جداُ ، لما يمتلكه من إمكانات هائلة ، إذ تتمتع هذه الدولة العظمى بإكتفاء ذاتي في مختلف مجالات الحياة ، ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :
كيف استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أقناع دول محايدة على ، كسويسرا وفنلندا ....الخ ؟ولماذا هدد القيصر الروسي باستخدام الأسلحة النووية ؟
وفي الحقيقة ،:
القيصر بوتين يريد توسيع مجال نفوذ روسيا ليشمل أوروبا الشرقية وتأمين الالتزام بعدم توسيعه مجددا، مضيفة أنه إذا فشل بوتين في الوصول إلى هذا الهدف، كما اقترح بعض مساعديه على هامش المفاوضات الأسبوع الماضي، فسوف يسعى وراء مصالح روسيا الأمنية مع نتائج ستشعر بها أوروبا والولايات المتحدة بشكل جدي.
وبحسب التقارير كانت هناك تلميحات لإمكانية نقل الأسلحة النووية الروسية إلى أماكن ربما ليست بعيدة عن ساحل الولايات المتحدة والتي من شأنها تقليل أوقات التحذير بعد إطلاق الصواريخ إلى أقل من خمس دقائق مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شبيهة بأصداء أزمة الصواريخ الكوبية 1962.
الغرب اكتفى بسلاح العقوبات وأعلن قادته مراراً وتكراراً، إن حلف الناتو لن يرسل قوات عسكرية لمجابهة القوات الروسية، وهذا مؤشر أن الغرب تخلى عن كرازاي أوكرانيا، ومع ذلك أقام جسور جوية لإمداده بالسلاح، وبالمرتزقة، وهنا نتساءل:
لماذا أرسل الغرب طائرات عسكرية وسلاح إلى بولندا وغيرها من جارات أوكرانيا ولم يتدخل عسكريا في أوكرانيا؟
الوضع يزداد تعقيداً يوما بعد يوم، والعالم أصبح على صفيح ساخن واسعار البترول والقمح في تصاعد والعالم كله سيدفع الثمن، ومالات الصراع المرير تأخذ منحى التصعيد، حتى أن الكثير رأى إن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب، والصين تهيئ نفسها لاستعادة تايوان، سيما وأن مناوراتها العسكرية تعمل على مدار الساعة، والمقاتلات الصينية ليلاً ونهاراً في أجواء تايوان، وكوريا الشمالية وصواريخها النووية العابرة للقارات على أهبة الاستعداد.