إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
ميلاد فارس:
كانت قرية عتيل شمال طولكرم، على موعد مع فارسها محمد عبد اللطيف خليل في 28 نيسان 1979م في قرية عتيل، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها بين ثمانية من الأخوة والأخوات، قدمت الشهداء والتضحيات، حيث استشهد "علي" من مجاهدي سرايا القدس في 12 يناير 2006م، بعد قرابة عام
على استشهاد محمد.
ترك محمد تعليمه الأكاديمي والتحق بالتعليم المهني، ليتقن مهنة تصليح محركات السيارات.
تزوج من فتاة صابرة مؤمنة، ورزقه الله طفلاً أسماه "عبد الله".
روح وريحان:
عرف فارسنا بالالتزام وقد اعتاد لسانه ذكر الله، وامتاز بالهدوء والحياء، وكان خفيف الحركة جميل الطالع مبتسماً بشوشاً، وكان يحظى باحترام أبناء الفصائل داخل السجن وخارجه، وسعى في حل العديد من الخلافات بين رفاق السجن.
في صفوف الجهاد:
انضم فارسنا إلى حركة الجهاد الإسلامي عام 1997م، وشارك في مهمة تهريب الشهيدين القائدين إياد الحردان وأسعد دقة من سجون السلطة، وتوفير كل الخدمات اللوجستية لهم، إلا أن السلطة اعتقلته لشهر ونصف، ورغم قساوة التحقيق رفض الكشف عن مكانهما. وبعد خروجه من أقبية السلطة اعتقله العدو، وعجزت مخابرات الاحتلال أن تنال من فارسنا محمد، كما عجزت من قبلهم مخابرات السلطة.
شارك مع إخوانه المجاهدين في حرق سيارة جيب عسكرية صهيونية بقنابل المولوتوف في أحد شوارع البلدة، وعلى إثرها حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات عام 1999م.
وفي السجن تعرف فارسنا على قادة العمل الجهادي ومنهم الشهيد القائد محمد سدر، قائد سرايا القدس في الخليل. وبعد خروجه من السجن نفذ عملية ضد المستوطنين في قرية باقة الشرقية، أدت إلى قتل وجرح العديد منهم.
وقبل استشهاده، انفجرت به عبوة ناسفة، أثناء إعداده لها، ونقل على إثرها سراً إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت.
شهيداً على طريق القدس:
سمع شهيدنا أن ولده الصغير "عبد الله" مريض، في بيت جده، فتوجه ليطمئن عليه، وعقب خروجه من البيت، فاجأته القوات الخاصة بمحاصرتها للبيت، فجر يوم الخميس 10 مارس 2005م.
وعرضت القوات الصهيونية على الشهيد تسليم نفسه، إلا أنه رفض، كما هي عادة المجاهدين الثوار، فقاتل حتى استشهد راضياً مرضياً بعد معركة مشرّفة، حيث قضى بعد نسف البيت وتجريفه.