إلى الآن تقف الصين موقفا محايدا من الحرب التي تجري على جبهة أوكرانيا بالرغم من الاتفاقيات الاستراتيجية الموقعة بينها وبين روسيا وربما يرجع حيادها إلى الآن لمعرفتها بأن روسيا تستطيع حسم المعركة لصالحها وأن الغرب سيستسلم للأمر الواقع لأوكرانيا بعد نهاية المعركة وسيدخل في حرب استنزاف لروسيا ، ولكن الحياد الصيني ليس إلى ما لا نهاية، إنهم يترددون بالتدخل إلى جانب روسيا الآن لأنهم يعرفون كما يعرف العالم أن التدخل العسكري الصيني يعني اندلاع حرب عالمية شاملة تتجاوز حدود أوروبا لتشمل العالم كله، ولذا فإن الغرب وعلى رأسه واشنطن يتودد للصين وأوقف حملاته الدعائية ضدها، ولكن الصين في النهاية لن تسمح بهزيمة روسيا وانتصار الغرب لأنها تعلم أن السبب الحقيقي للحرب يتجاوز أوكرانيا وله علاقة بالصراع على النفوذ والهيمنة وخصوصا في الاقتصاد بين أمريكا وحلف النيتو من جانب وروسيا والصين من جانب آخر، كما تعلم الصين إنه سياتي عليها الدور بعد روسيا، ولذا فالعالم كله يترقب الخطوة القادمة للصين إن فشلت جهودها في الوساطة بين روسيا والغرب وإن بانت ملامح لأي هزيمة لروسيا، ونستحضر هنا مقولة لنابليون بونابرت قبل قرنين من الزمن تقريبا (الويل للعالم إن تحرك المارد الأصفر).
لا يمكن للصين قبول هزيمة روسيا
بقلم/ إبراهيم أبراش