تعتبر عقول الأطفال رطبة تمامًا كما هو الأسمنت، تأخذ انطباعًا من أي شيء يسقط عليه.
إذ إن الطفل يرى العالم بطريقة مختلفة تمامًا عن البالغين، كونهم أكثر حساسية للتغييرات والأشياء الصغيرة مقارنة بالكبار، لذا من الضروري أن نتذكر أن الاهتمام بالطريقة التي نتصرف بها معهم في سنوات النمو ستشكل شخصيتهم.
ويمكن أن يكون لطريقة التعامل عواقب بعيدة المدى أكثر مما نتخيل، فالشعور بالعار هو أحدها، وأحياناً فإن محاولة كشف سر الطفل أمام الآخرين قد تكون طريقة لإهانته.
ويعتبر كشف سر الطفل أمام الآخرين من أسوأ الأشياء التي يمكنك فعلها به، كونه يترك انطباعاً سيئاً دائماً في ذهن الطفل.
ويمكن أن يكون كشف أسرار الطفل قائم على سرد قصص محرجة من الماضي؛ لتصحيح سلوك الطفل أو جعله يشعر بالسوء عمداً، أو جعل المحادثات الخاصة علنية، هذه الحالات هي أمثلة للتشهير لها آثار سلبية على التركيب العقلي للطفل وسلوكه.
لذلك نضع بين يديكم خمس أسباب تجعلك تفكرين مرتين قبل كشف سر طفلك أمام الآخرين.
مشاكل في الصحة النفسية
إذا كنت لا تقبلين سلوك طفلك وتريدين منه أن يتصرف بشكل مختلف، فلن تكون العلانية في التوجيه هي الحل الأكثر إيجابية للتعامل معه. لن يؤدي الخزي إلا إلى إظهار الجانب المزعج والمحبط والحزين للطفل الذي سوف يفسد صحته العاطفية.
انعدام احترام الذات
يمكن أن يؤدي كشف سر الطفل في الأماكن العامة إلى تطوير مشاعر الدونية والإحراج لديه؛ ما يقلل في النهاية من احترام طفلك لذاته؛ لأن العار يؤدي إلى الإشارة إلى الأشياء التي لا تعجبك فيه، والتي ستغير الفكرة التي لديه عن نفسه، كل ذلك نحو الأسوأ.
العناد
تصرفك قد يجعل طفلك يشعر بأن سلوكه لا يمكن إصلاحه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تطور مشاعر العناد لديه ما سيؤثر عليه في المستقبل.
فقدان الثقة بالنفس
العلاقة مع الطفل مبنية إلى حد كبير على الثقة ولضمان استمراريتها، يجب الحفاظ على الثقة. حتى يشعر الطفل بالأمان تجاهك وكشف سره أو تأديبه على موقف ما في الأماكن العامة لن يؤدي إلا إلى تدمير الثقة الموجودة بينكما؛ حيث سيبدأ الطفل في فقدانها. نتيجة لذلك، قد يبدأ في إخفاء الأشياء عنك.
التنمر على الآخرين
يُعرف الأطفال في الغالب بنسخ الأشياء؛ لأنهم يتعلمون مما يرونه. عندما يرى طفلك أنك تتصرفين بطريقة معينة مع شخص ما، فقد يكتسب ذلك من دون وعي ثم يظهره في المستقبل. هذا يمكن أن يؤدي إلى تطوير ميول البلطجة لدى طفلك.