شمس نيوز / عبدالله عبيد
ستة أشهر مرت على الحرب الأخيرة على قطاع غزة، التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، وحرقت الأخضر واليابس وقتلت الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وهدمت عشرات الآلاف من منازلهم، دون أن ينظر أحد للحال التي تمر بها غزة بعد هذه الحرب، لا فصيل فلسطيني ولا الرئاسة والسلطة ولا حتى أي دولة عربية، بل إن مصر، الجار الأقرب، ضيقت الخناق على القطاع أكثر من ذي قبل.
قطاع غزة لم يزل يعيش حالة يأس جماعي، إلا أنه وبعد كل هذا خرجت حركة الجهاد الإسلامي ممثلة بأمينها العام الدكتور رمضان شلح ونائبه الأستاذ زياد النخالة، وقاموا بزيارة للقاهرة، وقدموا مبادرة للتخفيف عن أهالي غزة، مبناها، فك الحصار وفتح معبر رفح ومناقشة ما تم مؤخراً من قبل محكمة الأمور المستعجلة المصرية بوضع حركة حماس وكتائبها المسلحة على لائحة المنظمات "الإرهابية".
الكل الفلسطيني رحب بجهود وفد حركة الجهاد الإسلامي في القاهرة، واعتبره مصلحة وطنية كبيرة للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني، إلا أن هناك ثلة انتقدوا الزيارة المفاجئة للوفد، خصوصاً في الوقت الذي صنفت فيه القاهرة حركة "حماس" التنظيم الأقوى في غزة، "إرهابية".
وكان وفد رفيع المستوى من قيادة حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام الدكتور رمضان شلح أجرى لقاءات مع كبار المسؤولين في النظام المصري بعد أن وصل السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وأكد زياد النخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي لـ"شمس نيوز"، أنه من الواجب على الكل الفلسطيني طرق الأبواب الموصدة من أجل إيجاد بارقة أمل ولو بسيطة للتفريج عن أهالي قطاع غزة.
في الوقت المناسب
المحلل السياسي حسن عبدو، اعتبر زيارة وفد الجهاد الإسلامي برئاسة الأمين العام د. رمضان شلح ونائبه زياد النخالة، جاءت في الوقت المناسب وعن حكمة ووعي، مؤكداً أن هذا الوفد يستثمر هذه الزيارة لصالح الكل الوطني والقضايا المهمة للشعب الفلسطيني.
وذكر عبدو في حديثه لـ"شمس نيوز" أن الوفد قدم رؤية واضحة ولديه مقترح يشمل عددا من القضايا الملحة وعلى رأسها المعبر وإنهاء الانقسام من خلال بسط سيادة حكومة الوفاق، وحل أزمة الموظفين، بالإضافة إلى تخفيف حدة التوتر بين القاهرة وحركة حماس".
وأضاف: التقديرات تشير إلى أن مصر وافقت على طروحات الجهاد الإسلامي بالكامل، والذي يشير إلى ذلك السماح لوفد الجهاد بالالتقاء مع الدكتور موسى أبو مرزوق الذي كانت مصر تمنعه تماماً من ممارسة أي عمل سياسي"، لافتاً إلى أن هذا المقترح الآن في عهدة حركتي حماس وفتح.
وعن سبب تقديم الجهاد الإسلامي لهذا المقترح، بيّن المحلل عبدو أن الجهاد لديها أصدقاء وعلاقات مع الدول الإقليمية، " وعلى الصعيد الوطني تتمتع بعلاقات متميزة مع الكل، ولا يوجد لديها خصومة مع أي طرف سياسي داخلي"، مشدداً على أن هذا الأمر، يؤهلها لدور مميز بناء على رغبة جماهيرية وشعبية وفصائلية رسمية.
وكان ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أوضح في حديثه الخاص لـ"شمس نيوز"، أن وفد حركته المتواجد في القاهرة الآن لامس جدية من الجانب المصري، خاصة فيما يتعلق بموضوع معبر رفح، مبيّناً أن "الأمور تسير وفق ما كنا نرجوه"، متمنياً أن تصل الأمور بخواتيمها إلى ما يرفع كل أشكال الإغلاق لمعبر رفح لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بغزة.
فتح علاقات
في السياق، أعرب المحلل السياسي، د. هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، عن اعتقاده أن زيارة وفد الجهاد الإسلامي للقاهرة أوجدت مجالا لفتح علاقات مع النظام والشعب المصري، خصوصاً أن هناك أزمة سياسية حاليا ما بين حماس وبين النظام السياسي في مصر.
وقال البسوس خلال حديثه لـ"شمس نيوز": الوفد يتكون من الأمين العام للجهاد الإسلامي ونائبه، وبالتالي هو أعلى وفد سياسي على مستوى الجهاد، مما يعني أنها تتطلع لأفق سياسي لفتح علاقات إقليمية وتوطيد هذه العلاقات ومحاولة رأب الصدع بين حماس ومصر".
وأضاف: كان لا بد من وجود تدخلات للنظر إلى أوضاع قطاع غزة، وأتت هذه من خلال الجهاد الإسلامي بجهودها الطيبة"، متمنياً أن يكون هناك مزيدا من الجهود سواء من الجهاد أو من فتح والسلطة الفلسطينية.
متطلبات سياسية
وتوقع البسوس عدم قبول الجانب المصري بمبادرة وفد الجهاد بشكلها الكامل، لأن لمصر متطلبات سياسية وأمنية معينة، مضيفاً: لا يمكن لمصر أن تفتح المعبر بشكل كامل أو تخفف حصار قطاع غزة، لكن من الممكن أن يتم فتح المعبر ليومين أو ثلاثة فقط".
وأردف المحلل السياسي: حتى وإن كانت الأجواء إيجابية ما بين الوفد والجانب المصري، إلا أن هذا الأمر يتطلب خطوات سياسية وميدانية"، على حد قوله.
يذكر أن، حركة المقاومة الإسلامية حماس، رحبت بالجهود التي يبذلها وفد الجهاد الإسلامي في القاهرة، ووصفت تلك التحركات بأنها "خطوة لتطوير العلاقات الفلسطينية المصرية بشكل إيجابي".
وقال القيادي في حركة حماس، حسام بدران خلال اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز"، من الدوحة: حماس مع كل تطور إيجابي لتوطيد العلاقات الفلسطينية المصرية، وحركة الجهاد الإسلامي لها دور كبير في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني، وتربطنا علاقات إستراتيجية قوية بها".