إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
الشهيد المجاهد: إبراهيم خليل منيزل
ميلاد فارس:
كانت قرية عتيل قضاء طولكرم على موعد مع استقبال فارسها إبراهيم خليل منيزل، الذي ولد في السعودية بتاريخ 25 ديسمبر 1983م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها. وأنهى دراسته الثانوية في قرية عتيل، والتحق بالجامعة العربية الأمريكية بجنين، وتخصص في العلوم المالية والمصرفية.
روح وريحان:
نشأ في ظلال المساجد وعلى حلقات القرآن والذكر، ولم تكن تفوته صلاة المسجد حيث كان حريصاً على صلاة الجماعة. كما عرف حنوناً على أخوته، وكانت تربطه بهم علاقات طيبة، فكان يساعدهم في الدراسة ويحثهم على الصلاة والتزام تعاليم الإسلام الحنيف.
مشواره الجهادي:
انضم إلى صفوف الجماعة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي، أثناء دراسته الجامعية، وكان شعلة من النشاط الطلابي، ثم انضم لسرايا القدس الجناح العسكري للحركة.
توثقت علاقته بالشهيد أسامة أبو خليل، وقاما بالعديد من العمليات البطولية، فزرعا عبوة ناسفة على الشارع الرئيسي في عتيل، وقاما بتفجيرها عند مرور دبابة صهيونية، فقامت قوات الاحتلال بمداهمة بيت الشهیدين إبراهيم منيزل وأسامة أبو خليل، والعبث بمحتوياته وطلبوا من والديهم أن يقوما بتسليم أنفسهما.
الشهيد المجاهد: أسامة ربحي أبو خليل
ميلاد فارس:
كانت قرية عتيل على موعد مع فارسها أسامة ربحي أبو خليل، في 19 أكتوبر 1987م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها.
روح وريحان:
عرف بالذكاء الخارق والخلق القويم، والالتزام الديني، فهو المحافظ على صلاته في المسجد. ثقته بنفسه مثيرة للدهشة، وحبه لوالديه مضرب الأمثال وحلية الأقوال، يحب الخير لكل الناس، ويسعى لصنعه. صفات جعلته محبوباً من الجميع وموضع ثقتهم واحترامهم.
في صفوف الجهاد:
نشأ فارسنا على يد القائد الشهيد أسعد دقة، وظهر من المميزين بين أقرانه، انتمى أسامة إلى حركة الجهاد الاسلامي، فبدا من أبرع الأشبال وأكثرهم حركة ونشاطاً، ولم يترك مناسبة إلا وعمل فيها في مقارعة الاحتلال؛ فمن الحجر إلى الزجاجة الحارقة إلى تعلمه على السلاح وصنع العبوات الناسفة. فأخذ يزرع العبوات الناسفة ويمطر المحتل بالرصاص، وقد زرع الرعب في قلوب المحتلين وهو ما زال شبلاً، فقد قام بزرع عبوة كبيرة، وعندما اقتربت منها دبابة قام بتفجيرها واعترف العدو بالعملية ووقوع إصابات.
الشهيد المجاهد: ربيع فرح الفار
ميلاد فارس:
كانت بلدة الزبابدة غرب جنين على موعد مع فارسها ربیع فرح الفار في 11 فبراير 1978م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها. والتحق بمدارس البلدة، ولكنه لم يستمر وتوقف عن الدراسة في المرحلة الإعدادية حيث خرج من الصف التاسع والتحق بسوق العمل لمساعدة أسرته.
روح وريحان:
شجاع القلب وتقي النفس، باراً بوالديه ومطيعاً لهما، علاقته بأصدقائه ومعارفه قامت على المحبة والصدق في القول والفعل، ملتزم بصلاة المسجد، وقارئ للقرآن ملتزم بما يحويه من قيم وأخلاق.
في صفوف الجهاد:
شارك رغم حداثة سنه في انتفاضة الحجارة 1987م، والتصدي لقوات الاحتلال في المواجهات اليومية بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة. ومع بداية انتفاضة الأقصى التحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس التي كانت في مرحلة الطور التأسيسي في محافظة جنين.
أصبح الفارس من النواة الأولى لسرايا القدس في بلدة الزبابدة، ومن عناوين الجهاد في الميدان دون أن يعرف محيطه بنشاطه التنظيمي. وتردد على مخيم جنين الذي يعتبر من قلاع سرايا القدس، وبرز له دور مميز وخطير بتوفير الملاذ والعمل للمطاردين في جنين وما حولها. إضافة إلى الرباط على ثغر مخيم جنين، لتأمين الحماية لإخوانهم المتواجدين داخل أزقة المخيم.
الشهيد المجاهد: واثق أحمد إغبارية
ميلاد فارس:
كان مخيم جنين على موعد مع فارسه واثق أحمد إغبارية في 9 نوفمبر 1983م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، تعوذ جذورها إلى بلدة "اللجون" المحتلة، مكونة من الوالدين وأحد عشر ابناً وابنة. وتلقى تعليمه حتى الثانوية العامة في مدرسة السلام الثانوية، وتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني لمدة سنتين.
روح وريحان:
يقول والده: "واثق شاب وسيم رشيق مليء بالحيوية، ذكي وخدوم جداً وكثيراً ما شارك الأطفال في مخيماتهم الصيفية، مرح هادئ بشكل قاتل، وسري للغاية، يحب المزاح وله علاقات واسعة مع الناس، أحب الأطفال واللعب معهم أوقاتا طويلة، حافظ على صلاته وعلى تلاوة القرآن".
في صفوف الجهاد:
في السادسة عشرة من عمره خط مشواره الجهادي وشارك في التصدي لاجتياح مخيم جنين في مارس 2002م، ومعركة جنين في نيسان 2002م، وتخصص بإلقاء القنابل ونقل العبوات الناسفة بين الأزقة.
في مشهد لم تنسه أزقة المخيم، مساء 28 فبراير 2002م، ارتقى في ذلك اليوم 8 شهداء، وبدأ فارسنا الإعداد للدفاع عن المخيم، فأخذ يجمع علب المشروبات الخفيفة الفارغة ويربطها ببعضها بعضاً وينشرها بين الأزقة والطرقات المؤدية إلى المخيم وأحيائه حتى تفضح تسلل جيش الاحتلال ليلا عند لمسها. ويوم الجمعة مارس 2002م، كان يحمل کیساً كبيراً من الأكواع والعبوات على ظهره، وأخذ يشعلها ويلقي بها على تجمعات ودبابات قوات الاحتلال حتى رصدته طائرة الأباتشي، فشرعت بإطلاق النار عليه بكثافة. التصق بالجدار ونجا من محاولة اغتياله.
شهداء على طريق القدس:
في ليلة 14 مارس عام 2003م، كان الشهداء المجاهدون إبراهيم منيزل وأسامة أبو خليل وربيع الفار وواثق إغبارية، قد أنهوا دورية الحراسة الليلية، فذهبوا إلى أحد البيوت ليأخذوا قسطاً من الراحة، فتسللت القوات الصهيونية الخاصة إلى مخيم جنين وحاصرت البيت الذي تواجدوا فيه، وأخذوا يطالبونهم بالاستسلام فما كان منهم إلا أن أمطروهم بوابل رصاصهم.
وقامت طائرات الأباتشي بقصف البيوت المجاورة وإطلاق صاروخ مباشر باتجاه الشهيد يوسف مشارقة أدى إلى استشهاده على الفور، ثم قصف المنزل، واقتحام القوات الخاصة له حيث دار اشتباك عينف من نقطة صفر، أدى في النهاية إلى استشهاد الشهداء الفرسان إبراهيم منيزل وأسامة أبو خليل وربيع الفار وواثق إغبارية.