قال رئيس أركان جيش الاحتلال آفيف كوخافي، إن من السهل على جيشه أن ينفذ في قطاع غزة، عملية مشابهة لعملية "السور الواقي" والتي نفذها بالضفة المحتلة عام 2002.
ويريد كوخافي من تصريحاته بث الذعر بين أهالي قطاع غزة من جهة، وتحقيق مصالح شخصية من جهة أخرى، في حين أن تجارب الاحتلال في غزة، أثبتت أن "إسرائيل" غير قادرة على تحقيق إنجاز في القطاع، أما في الضفة فإن الواقع الحالي يبرهن أن "السور الواقي" لم يكن واقيًا أبديا للاحتلال.
ثمن باهض
الخبير في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد واصف عريقات، يرى أن تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي آفيف كوخافي تخدم مصالحه الذاتية، وأنه لو أنه قادر على تنفيذ ما يصرح به لم يتأخر عن فعله في حروبه المتعددة على قطاع غزة، وأن أي عمل عسكري ضد القطاع سيكلف الاحتلال ثمناً باهظاً، وهو غير قادر على دفع هذا الثمن.
وقال عريقات لـ "شمس نيوز": إن "بنيامين نتنياهو كان أجرأ من كوخافي على دفع الثمن، ولم يستطع أن يقدم على هذه الخطوة، أمام القطاع المحاصر؛ لكن مقاومة وسلاح ومقاتلي غزة تدربوا على المواجهة وحرب العصابات، والأبنية، والأنفاق، وصدوا الكثير من الاعتداءات الصهيونية التي فشل الاحتلال فيها من تحقيق أهدافه".
وأشار عريقات إلى، أن الاحتلال حاول جاهدا التقدم داخل قطاع غزة في الكثير من المحاور، ولكنه لاقى ردعاً من المقاومة، وهذا يؤكد أن الجيش الإسرائيلي، لم تتعاف قوة ردعه، وأن كوخافي يدرك ذلك الأمر جيداً، كما يدرك أن جيشه غير مهيأ لخوض معركة برية؛ لحسم المعركة.
وأضاف عريقات "الاحتلال لديه قوة تدميرية كبيرة، ولكن التدمير لا يعني كل شيء، واحتلال أي أرض يحتاج لقوات برية، وهو عاجز عن ذلك".
وتابع: "ثقافة الشعب الفلسطيني ثقافة مقاومة، حتى وإن كانت عملياته العسكرية متواضعة ومحدودة؛ حيث سجل المقاوم الفلسطيني في عملية السور الواقي عام 2002 نصراً كبيراً على الاحتلال".
ولفت إلى أن هناك معارك جرت في الخليل، وبيت لحم، ورام الله، وجنين، ونابلس، أوجعت العدو رغم قلة الإمكانيات وتواضعها، وما زالت المقاومة تنفذ عملياتها، وعجز المنظومة الأمنية والاستخبارية لدى الاحتلال عن كشفها وإحباطها.
تصريح هستيري
من ناحيته، يرى الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، أن سفر وزراء الاحتلال للعديد من الدول، مثل: البحرين، والإمارات، وروسيا، والتصريحات المتضاربة لقادة العدو في الآونة الأخيرة، والتخوف من مواجهة قريبة في شهر رمضان المقبل، تدل على خوف وتخبط الاحتلال الإسرائيلي.
وبين العقاد لـ " شمس نيوز"، أن تصريح كوخافي -بأنهم يستطيعون أن يفعلوا بغزة كما فعلوا بالضفة عام 2002 بعملية السور الواقي- تصريح هستيري؛ لأنه فعل بغزة أكثر بـ 10 أضعاف من ما فعل في الضفة الغربية؛ لكنه لم يفلح.
وقال: إن "أهالي الضفة وغزة يتمتعون بإرادة قوية وروح مقاومة؛ ولديهم القدرة على الدفاع عن وطنهم، وكرامتهم، ومقاومتهم المشروعة، بكل ما أوتوا من قوة، وأن هذا الاحتلال الذي هو في حالة عدوان مستمر، ينبغي أن ينتهي وجوده في المنطقة، ولا يستمر أكثر من ذلك؛ لأنه يشكل تهديداً لهذه المنطقة، وغير مرحب بوجوده بداخلها.
وأشار إلى أن العالم يشجع الأوكرانيين على مقاومة المحتل في حربهم ضد القوات الروسية التي تحاول احتلال أراضيهم، مضيفاً "لم تشهد المقاومة الفلسطينية هذا التشجيع، على الرغم أن المجتمع الدولي معترف بأن إسرائيل احتلال على الأرض الفلسطينية، وبالتالي بدأ الكثير من الأحرار في العالم يتداعون في مشروعية المقاومة في فلسطين.
واستدرك أن منظمة العفو الدولية أدانت الاحتلال الإسرائيلي، ووصفته بـ "الأبارتهايد"، وهو أصعب ما يوصف بها شعب، أو كيان، أو حركة؛ الأمر يدفع الاحتلال للزج بهذه التصريحات الهستيرية.
لم تفلح "إسرائيل"
وحول تأثير عملية السور الواقي على الضفة، أوضح أنها لم تفلح في تفتيتها، وإنما الأمر الذي غيب الضفة وأخرها عن مقاومة الاحتلال هو التنسيق الأمني، وليس السور الواقي.
وذكر أن الشعب الفلسطيني استعاد زمام المبادرة، واستطاع أن يتغلب على التنسيق الأمني، وعاجز اليوم أن يواجه الشعب الفلسطيني، وتذكير غزة بما حدث في الضفة هو نوع من السخرية والغباء؛ لأن القطاع تعرض لأكثر مما تعرضت له الضفة بكثير، وبقي قوياً وعصياً على الاحتلال.