قائمة الموقع

الأسرى في عين العاصفة

2022-03-20T12:22:00+02:00
الاسرى الفلسطينيين.jpg
بقلم/ خالد صادق

الاحداث تعصف بالأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الصهيوني، ومصلحة السجون الصهيونية المجرمة تمارس نازيتها وساديتها بحق الاسرى وتسحب كل الإنجازات التي تحصلوا عليها بعد مراحل نضالية طويلة أدت الى سقوط ضحايا من الاسرى، وانتزعت بالجوع والدم النازف والالام والمعاناة، ويبدو ان الاحتلال اخذ مواقفه التصعيدية بحق الاسرى الفلسطينيين في اعقاب عملية «انتزاع الحرية» البطولية لخمسة من أبناء الجهاد الإسلامي بالإضافة لقيادي من حركة فتح, والتي توجت بقدرتهم على تحرير أنفسهم من داخل سجن جلبوع الاكثر تحصينا, الامر الذي وضع اسرى الجهاد الإسلامي داخل سجون الاحتلال الصهيوني في عين العاصفة, وقام الاحتلال بعزل اسرى الجهاد الإسلامي, وتوزيعهم على الأقسام والسجون, وسحب كل الإنجازات منهم والاعتداء عليهم بعنجهية وبربرية لا مثيل لها, تدل على حالة الحنق والغيظ من مصلحة السجون الصهيونية تجاه اسرى حركة الجهاد الإسلامي, لكن هذا كله لم يفت في عضد الاسرى ولم يكسر عزيمتهم, بل انهم قبلوا التحدي وخاضوا معركتهم مع الاحتلال بكل قوة وصلابة, ولا زالت الاحداث مستمرة داخل سجون الاحتلال, والمعركة محتدمة بين الاسرى الفلسطينيين ومصلحة السجون الصهيونية, وقد هدد الاسرى بخوض اضراب مفتوح عن الطعام وحددوا له يوم 25 من الشهر الحالي  وأن هذا الخيار لا رجعة عنه, في ظل اللا مبالاة من إدارة السجون والاستخبارات تجاه المطالب الحياتية العادلة التي يطالب بها الاسرى, والتوقف عن القمع وسحب الإنجازات ووقف سياسة العزل الانفرادي, وتفريق اسرى الجهاد على عدة اقسام داخل السجون, وتعرضهم للعقاب والضرب والقمع.

هيئة شؤون الأسرى والمحررين كشفت أن الأوضاع في سجن النقب تقترب من الانفجار الحقيقي، حيث شهدت الساعات القليلة الماضية، وتحديداً بعد صلاة الجمعة غلياناً وتصعيداً من قبل إدارة السجن غير مسبوق  وأوضحت الهيئة: أن الأسرى أقاموا صلاة الجمعة بشكل طبيعي، وكانت الخطبة تتحدث عن تطورات الأيام القادمة، والتأكيد على الدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام يوم ٢٥ من الشهر الجاري، الامر الذي استفز إدارة السجن فبدأت بالاستنفار، وباشرت بالتنكيل حيث أقدمت على الاعتداء على أمير أسرى الجهاد الإسلامي مهند الشيخ خليل وعلى مجموعة من الأسرى وإخراج خطباء الصلاة من الأقسام، ومصادرة الأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ، ومنع ممثل المعتقل الأسير يوسف الشمالي من التنقل بين الأقسام وتهديده بإخراجه من السجن إلى زنازين بئر السبع, مؤسسة مهجة القدس قالت على لسان المتحدث باسمها تامر الزعانين أن سجون الاحتلال تشهد حالة من الاستنفار، خاصة سجني النقب ورامون, وهناك «حالة من القلق والغليان تسود السجون  ولفت إلى أن إدارة السجون تقوم بتعزيز قواتها القمعية من وحدات اليماز والمتسادا إلى سجني النقب ورامون, مبينا أن إدارة مصلحة السجون تحاول من خلال خطواتها القمعية تشتيت عقول الأسرى من ناحية خوض اضراب مفتوح عن الطعام أواخر الشهر الجاري, وتابع الزعانين «أكثر من 55 أسيراً من الجهاد الإسلامي تصنفهم إدارة السجون بالأسرى الخطيرين بخلاف أسرى باقي الفصائل», والاحتلال يحاول استخدام كل أدوات القمع لمنع الاسرى من خوض الاضراب عن الطعام يوم 25 من الشهر الجاري, لان المعركة سيكون لها تداعياتها داخل السجن وخارجه.

الاحتلال الصهيوني يقدر ان معركة الاسرى داخل السجون ستنعكس حتما على الشارع الفلسطيني، في كل ربوع فلسطين، وخاصة في القدس وداخل الأراضي المحتلة عام 48م، وقد يكون لها تداعيات في الشارع العربي والإسلامي، خاصة بعد ان وجه الأسرى في سجون الاحتلال، مساء الجمعة، رسالة لجماهير شعبنا. حيث قال الأسرى في رسالتهم التي نقلتها قناة (الميادين): «لا تبخلوا علينا بجهدكم وعطائكم لتحريك الشعوب والتأثير على المؤسسات الدولية والرأي العام، أنتم ركننا الشديد وحاضنتنا القوية وظهرنا المتين»، مطالبين خلال اضرابهم عن الطعام بالتفاعل معهم على مواقع التواصل بوسم: #أسرانالننخذلكم. وتابع الأسرى: «قررنا خوض الإضراب المفتوح عن الطعام قبل شهر رمضان مستثمرين بركة هذا الشهر الفضيل»، مُشيرين إلى أنّ قرار الإضراب جاء رداً على طغيان الاحتلال واعتقاده أنه لا نصير لنا من أحبتنا وأهلنا وإخواننا». وأكمل الأسرى في رسالتهم: «إنّ الاحتلال يتعامل معنا على قاعدة أن لا ظهير لنا ولا ركن شديد لنا», وهذا معناه ان الاسرى يأملون من شعبهم الفلسطيني ان ينخرط في معركتهم منذ اللحظة الأولى, حتى يدرك الاحتلال انه لا يستطيع الاستفراد بالأسرى, وتمرير مؤامراته ضدهم, وبالتأكيد شعبنا الفلسطيني لن يخذل اسراه ابدا, ولن يتوانى عن الانخراط في المعركة منذ بدايتها, فالاحتلال الذي يحاول ايهام الاسرى انهم وحدهم ولا نصير لهم, سيستفيق من اوهامه عندما يرى الشارع الفلسطيني ينتفض في وجهه دفاعا عن اسراه, فالأسرى الذين نذروا انفسهم للدفاع عن شعبهم وارضهم المغتصبة لن يتركهم الشعب الفلسطيني وحدهم وهم يخوضون معركتهم ضد السجان.

اخبار ذات صلة