إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس: كان مخيم جنين على موعد مع فارسه محمد عمر أبو زينة، في 5 أغسطس 1989م، لعائلة مؤمنة بدينها ووطنها، وهو ابن شقيق الحاج المجاهد خالد أبو زينة "أبو صالح" من قيادات حركة الجهاد الإسلامي والذي تعرض لاعتقالات متكررة من الاحتلال. وتلقى فارسنا دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم انتقل للدراسة في الجامعة العربية الأمريكية، وأظهر خلال دراسته جهداً ممیزاً كما أصبح أحد كوادر الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي.

روح وريحان: نادر الشجاعة، کریم النفس، شغله هم الوطن، يحب مساعدة الجميع، وحسن العلاقات مع كل الناس. تعلق قلبه بالقرآن وبالمسجد. لا يفرق بين انتماء وانتماء إلا بمقدار القرب أو البعد عن حب فلسطين والتضحية فداء لها.

في صفوف الجهاد: انتمى فارسنا لحركة الجهاد الإسلامي في سن مبكرة، عقب معركة جنين البطولية في نيسان 2002م، التي خاضتها سرايا القدس مع فصائل المقاومة. ثم التحق بصفوف سرايا القدس وشارك في كثير من المهمات العسكرية من تصدي لقوات الاحتلال داخل مخيم جنين وخارجه.

اعتقل عند جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية أكثر من مرة أبرزها في 12 أكتوبر 2010م، لمدة 25 يوماً، وبعد الإفراج عنه، قامت قوات الاحتلال باعتقاله بتاريخ 27 ديسمبر 2010م، وأفرج عنه بتاريخ 29 أبريل 2012م.

بعد أقل من عام عادت قوات التنسيق الأمني لملاحقة المجاهد محمد على خلفية نشاطه في الحركة، وطاردته خلال أحداث مخيم جنين عام 2013م.

دأب فارسنا على المشاركة في فعاليات ونشاطات حركة الجهاد الإسلامي، وخصوصاً نشاطات إسناد الأسرى والمضربين عن الطعام منهم، والمشاركة في استقبال المحررين من سجون الاحتلال أو السلطة.

رافق الشهيد المجاهد محمد العديد من القادة والأبطال منهم رفاق دربه الشهداء: خالد أبو ساري ونافع السعدي، وتأثر باستشهادهم كثيراً.

شهيداً على طريق القدس:اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين فجر السبت الموافق 22 مارس 2014م، وحاصرت أحد المنازل، واشتبكت مع مجموعة من المقاومين ما أسفر عن استشهاد ثلاثة منهم وهم: الشهيد حمزة أبو الهيجا من كتائب القسام، والشهيد الفارس محمد أبو زينة من سرايا القدس، والشهيد يزن باسم جبارين من حركة فتح. وأصيب سبعة مواطنين بالرصاص حينما حاولوا منع قوات الاحتلال من اقتحام المنزل. فيما اعترفت مصادر العدو بإصابة جنديين من وحدة "يمام" الخاصة بالاغتيالات، خلال الاشتباك مع المقاومين في مخيم جنين.