قائمة الموقع

صوامع يوسف وصبر أيوب

2022-03-22T14:24:00+02:00
جبريل أبو كميل.jpg
بقلم/ جبريل أبو كميل

يُحكى أن لكل مقام مقال ولكل زمن رجال، أثر موقوف عن أبي الدرداء وأبي الطفيل من الصحابة، حكايات وعبر كثيرة تروى في مجالسنا بين حين وآخر، نتمعن في تفاصيلها لنستشعر كثير النعم في قصص الصحابة والأنبياء.

لقصة صوامع سيدنا يوسف عليه السلام "عزيز مصر"

وقع خاص عن غيرها من العبر والمواقف التي تتجلى في قوله تعالى: (قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون (47) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون (48)"سورة يوسف

لا قول بعد كلام الله سبحانه وتعالى سوى تفسير علماء المسلمين الذي يشرح لنا ما فعله سيدنا يوسف خلال قصته مع أخوته وتداعيات ذلك مع مكر زليخة التي أوقعته في السجن ليرى رؤية في منامه فزاده الله صبرا.

رؤية سيدنا يوسف جعلته عزيزًا لمصر، جمع الحنطة سبع سنين ليحمى أهلها من القحط في صوامعه، تفاصيل تبهج القلوب وتثير رغبتنا بحصد النتيجة في تطبيق تلك المواقف في حياتنا اليوم ونحن نعيش على وقع أزمة الحرب "الروسية الأوكرانية" البعيدة جغرافياً القريبة اقتصادياً، خصوصاً وأن العالم يحذر من حدوث أزمة غذائية مرتقبة، في فلسطين بدأنا نستشعر حلقاتها مع قرب فقدان جزء أساسي للأمن الغذائي، بفعل جشع التجار وهلع الناس في تخزين الحنطة سعياً للرزق وحباً للحياة.

قال تعالى: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ.

في شرح العلماء للآية القرآنية معاني كثيرة تتجلى فيها دعوة "عزيز مصر" سيدنا يوسف لأبويه، أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين ذلك يرجع لقوة ونجاح العزيز بتدبير أمره، الخيال يأخذ القلم رحلة قصيرة للماضي البعيد وكيف للحال أن يعيد عهداً ليقضي الله أمراً كان مفعولا.

ربما هو إبتلاء يشبه حكاية نبي الله أيوب عليه السلام، فقد كل شئ  عدا زوجته، صبر على بلائه ثمانية عشر عاماً، "صبر أيوب" يتقاطع مع الواقع الذي نعيشه تحت الحصار لأكثر من ستة عشر عاماً بين القحط والسخط.

على ما يبدو أن الفكاك من الأزمة ليس أمراً سهلاً، بل تحمل حلقاته أبعاداً أكثر خطورة  مع غياب الخطط وصدأ الصوامع.

اليوم، لا الشعارات واللافتات ولا صوت المدافع يُسكن بطون الجوعى أو يضمّد جراح المرضى، كافية هي المواعظ والعبر لرسم طريق الخروج من حلقات الوحل  بإنعاش الضمير الغائب في غربة منذ زمن بعيد..

تفاصيل روايات وقصص الوجع كثيرة ومثيرة بعضها يحمل ألم وأخرى تحمل أمل الخروج بسلام من ضنك العيش وسوداوية المشهد.

اخبار ذات صلة