لا يمكن اختصار عملية بئر السبع التي نفذها شاب فلسطيني مساء اليوم الثلاثاء، بالأبعاد الأمنية والعسكرية فحسب، ولا حتى اختصارها بعدد القتلى والجرحى الإسرائيليين، بل تجاوزتها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، إذ شكلت العملية البطولية صدمة للواقع الإسرائيلي السياسي والاجتماعي على حدٍ سواء، إذ كان لموقع تنفيذ العملية وأسلوبها وتوقيتها دويّ كبير قد يترك ظلاله على كل السياسات والمعادلات التي حاول صانع القرار السياسي والأمني في تل أبيب فرضها على الواقع الفلسطيني.
الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات يشير إلى انَّ العملية البطولية تلخص إبداع المقاومة زماناً ومكاناً وأسلوباً، إذ تتجلى فيها مهارة المقاتل، وشجاعة وبسالة الفلسطيني المتمسك بأرضه.
ويصف عريقات عملية بئر السبع البطولية بـ"النقلة النوعية في التفكير الفلسطيني الإستراتيجي للدفاع عن أرضه وشعبه ومقدساته"، متوقعاً أن تترك أثرًا رادعًا ضد المستوطنين المنفلتين في قرى ومدن الضفة والنقب.
وأوضح اللواء عريقات لـ"شمس نيوز" أن العملية دليلاً قاطعاً على أن شعبنا سيواصل مقاومته وكفاحه ضد المحتل، وسيثأر لكل الممارسات والانتهاكات الإرهابية التي تمارسها قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين.
وشدد على أن كل الممارسات والجرائم الإسرائيلية لن تثني شعبنا عن مواصلة الكفاح والمقاومة ضد المستوطنين وجيش الاحتلال، مشددًا أن نجاح العملية وما شكلته من رعب للمؤسسة الأمنية الإسرائيلي سينعكس تأثيره على قطعان المستوطنين.
وقال عريقات: "إن نجاح عملية بئر السبع دليل على روعة التخطيط والمهارة الميدانية القتالية والشجاعة في تنفيذها"، مؤكدًا أن شعبنا بات يمتلك من الوعي الحقيقي والتفكير الاستراتيجي ما يؤثر به على العدو في الزمان والمكان.
وأضاف: "أي عملية ناجحة -توقع قتلى في صفوف الصهاينة- يحدث هناك شرخ داخل المؤسسات الإسرائيلية سواء الأمنية أو العسكرية، وتبدأ الاتهامات فيما بعضهم البعض لتكشف عن عجزهم في مواجهة العمليات الفردية التي تفاجئهم في الزمان والمكان.
من جهته أكد المختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي، أن العملية البطولية أثبتت فشل سياسات الأسرلة المستمرة على مدار ٧٣ عام ضد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل.
وقال: "إن العملية البطولية نفذها فلسطيني من النقب ضد دولة الاحتلال التي تحاول تهجيره واقتلاعه من أرضه"، مضيفًا: "العملية تسير بنا مجددا على طريق توحيد الشعب الفلسطيني على كافة جغرافياته، حول قضية واحدة هي تحرير فلسطين.
من ناحيته يرى الكاتب والمحلل السياسي أسعد جودة أن عملية بئر السبع، تحمل رسائل عدة للعدو الإسرائيلي أولها أن شعبنا لن يرحل عن هذه الأرض، وسيقاوم استراتيجية التهجير ومخططات الخداع.
وقال جودة: "إن لسان حال منفذ العملية يقول "نحن اليوم أقوى من أي مرحلة، معركة سيف القدس وحدتنا، وكل فلسطين لنا وهذا العدو المجرم إلى زوال".
وأضاف: "تقبل الله الشهيد محمد ابو القيعان في عليين بطل عملية بئر السبع التي أودت بمصرع أربعة صهاينة".
