عملية النقل اليوم مختلفة وما قام به منفذها الشهيد محمد ابو القيعان هي شكل آخر من العمليات كون المنفذ كان يتحرك بشكل وكأنه في الافلام، فقد قاد سيارته بسرعة جنونية إلى أن صدم راكب دراجة، ثم استمر إلى أن وصل إلى محطة وقود، هناك نزل من سيارته وقام بطعن سيدة ، ثم عاد إلى سيارته وسار بعكس الطريق حتى اصطدم بسيارة حالت بينه وبين استمرار القيادة ، فنزل وأكمل مشوار القتل، وحتى الشخص الذي قتله وهو قائد حافله تردد في إطلاق النار عليه ولم يطلق النار إلا عندما شعر بأنه المستهدف التالي .
العملية جاءت في إطار المعركة الدائرة في النقب بين الكيان والفلسطينيين من تهجير للبدو واستشهاد عدد من الفلسطينيين.
مدينة حورة التي يسكنها الشهيد تتوسط البلدات الأخرى في منطقة النقب في جنوب البلاد، لا يزيد العمر الزمني لحورة عن ربع قرن بكثير، حيث شُيد البناء الأول في بلدة حورة الحديثة عام 1989 ، هي من المدن التي شيدت من أجل إخراج البدو من مضاربهم، وخصوصا عشيرة ابو القيعان التي تواجه مصير تهجير بلدتهم ام الحيران غير المعترف بها، والتي لا تحظى بأي خدمات طبية أو صحية أو ماء أو كهرباء، ويستخدم سكانها مولدات الكهرباء الخاصة ويتعلم معظم طلابها في مدارس بلدة حورة التي تبعد 8 كم. والتي تأسست عام 1956 .
كان الحدث الأكبر في ام الحيران هو استشهاد ابن عائلة شهيد اليوم ، وزميل التدريس مدرس الرياضيات يعقوب ابو القيعان الذي اعدمته الشرطة الإسرائيلية اثناء هدم عشرات المنازل يناير 2017 .
يومها ادعت الشرطة أنه قام بقيادة السيارة بشكل هجومي، لكن شهود عيان أكدوا ان ابو القيعان تعرض لإطلاق النار بينما كان يسير في سيارته سيرا طبيعيا وبسرعة بطيئة، لكن السيارة اخذت في التسارع بعد اطلاق النار .
كانت ذروة تراكم الاحتقان يوم اليوم الأربعاء الماضي مع تشييع جثمان الشهيد سند سالم الهربد (27 عامًا)ـ الذي قتلته قوة إسرائيلية بلباس مدني داخل بلدة رهط التي يقطن فيها ، ومع التحضيرات إلى فعاليات يوم الارض في الأيام القادمة ، ربما هذه الأحداث وغيرها في القدس والضفة هي التي تجعل الاحتلال يتحسب لقدوم شهر رمضان الذي يتوقع أن يشهد تزايدا في التصعيد وعمليات الاحتكاك بين الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين من جانب وبين الفلسطينيين من جانب آخر .
الشرطة الاسرائيلية تحاول ان تحرف مسار الاحداث وخلفية العملية المرتبطة بالصراع على الارض ، من خلال التركيز على عاملين خارجيين عن اداء الحكومة الاسرائيلية: اولهما الادعاء على ان دوافع الشهيد دينية متطرفة " داعشية " لا علاقة لها بالسياسة، وانما دوافع كراهية مجردة , والامر الثاني هو إلصاق الحدث بالتحريض القادم من قطاع غزة وان سلوك الشهيد لم يكن متوقعا ولم تكن هناك اية تحذيرات , الامر الذي لم ينطلي حتى على اليهود انفسهم الذين قاموا بمهاجمة مفتش الشرطة، الذي صرح في مكان الحدث بانه لم يكن هناك اية تحذيرات .