أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. يوسف الحساينة أن عملية بئر السبع البطولية تحمل رسائل عدة موجهة إلى الداخل المحتل وشعبنا في كافة أماكن تواجده وقادة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة في رام الله والمطبعين العرب.
وأوضح أن العملية جاءت ردًا عمليًا على تشكيل الاحتلال الإسرائيلي لميليشيات "هرئيل" المسلحة التي تضم غلاة المستوطنين المتطرفين للاعتداء على شعبنا في الداخل المحتل.
وقال د. الحساينة في منشور على حسابه في الفيسبوك: "الداخل المحتل بات اليوم وأكثر من أي وقت مضى موحّداً في وجه التغول "الإسرائيلي" الذي يمعن في استهداف الهوية والكينونة الفلسطينية، بل الوجود الفلسطيني برمته".
أما رسالة العملية للمحتل الإسرائيلي أكد د. الحساينة أن "شعبنا عصّي على الذوبان والانكسار، وهو متمسك بحقوقه غير القابلة للتصرف أو الشطب، وأنه متجذر في أرضه، أرض الآباء والأجداد، وسيبقى يدافع عنها ويضحّي من أجلها حتى لو وقف العالم كله خلف الاحتلال".
وشدد على أن سياسات كيان الاحتلال، على مدار أكثر من 70 عاما في إخضاع شعبنا وأسرلته وتذويب هويته، قد فشلت أمام العملية البطولية وقبضات وصيحات الأبطال الذين يرفضون الهزيمة والاستسلام.
وأضاف د. الحساينة: "إن العملية تحمل رسالة لشعبنا مفادها أن وهم التسوية، وما يسمى حل الدولتين، قد سقط وإلى الأبد، بالرغم من كل محاولات إحيائه وإنعاشه عبر الحلول الاقتصادية والترقيعية، وتسويق الأوهام، وأن حتمية المواجهة والاشتباك مع العدو الصهيوني هي السبيل الأنجع لمواجهة إرهاب العدو وتسلّطه ووحشيته وجرائمه.
وجدد الحساينة تأكيده على أن المقاومة الشاملة والمتنوعة، هي الكفيلة بتوحيد شعبنا وإعادة بناء المشروع الوطني الذى تآكل بسبب اتفاقيات أوسلو وملحقاتها، وإصرار البعض على التمسك بها وبإفرازاتها التي ألحقت الدمار بالمشروع الوطني الفلسطيني.
وأشار د. الحساينة إلى أن العملية وجهت رسالة قوية للمطبعين مفادها "أن شعبنا بإصراره وعنفوانه وثباته، الذى يدهش هذا العالم المتواطئ والمتآمر، قادر على كنس أوهام منح شرعية مزعومة لهذا المحتل الغاصب على حساب الحق الأبدي والأزلي لشعبنا ومن خلفه الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم في فلسطين، ولا يمكن أن يتراجع عنه أو يستبدله بحلول هزيلة تمنح الاحتلال مزيداً من الوقت لقتل شعبنا واستباحة دمائه ومقدساته".
ووجه الحساينة التحية لأهالي النقب العربي الجريح قائلًا: "التحية لشهيد النقب المغوار محمد أبو القيعان، وهو ينبعث من بين الركام والحصار والقمع والمخططات الجهنمية لتذويب الهوية والتاريخ وشطب القضية، كطائر الفينيق".
وأضاف: "تحية لأهلنا في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، الراسخون على أرضهم رسوخ جبال وقمم فلسطين، يلونون حاضرها بلون العلم الفلسطيني ويرسمون خارطة المستقبل الواعد بعيداً عن الأوهام وسياسات الخداع".