شمس نيوز/ عمر اللوح
"أضربنا عن الطعام بعد أن طلبت منا الأونروا مغادرة المدرسة، دون توفير أي بديل لنا.. أين سأذهب أنا وعائلتي؟ كيف يفكر المسؤولون في الأونروا؟" كان هذا لسان حال المواطن محمود المقيد، الذي يتخذ من إحدى مدارس بيت حانون شمال قطاع غزة مأوى له ولعائلته بعد أن دمرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة بيتهم، كما مئات الأسر المشردة التي تنتظر إعمار بيوتها.
ويوضح المقيد أن أحد أسباب الإضراب عن الطعام، تردي الخدمات التي تقدمها الأونروا لهم وتجاهل مطالبهم بتوفير حياة كريمة لعوائلهم داخل المدرسة، بحسب تعبيره.
هذه الظروف دفعت كافة العائلات النازحة في مدرسة بيت حانون للإضراب عن الطعام بسبب سوء الأوضاع الإنسانية وتجاهل الأونروا لمطالبهم بتوفير حياة كريمة لهم. وأعلنت الأونروا قبل نحو شهرين وقف مساعداتها لـ 11 ألف أسرة نازحة في عشرات مراكز الإيواء.
وردا على سؤال "شمس نيوز" عن سبب مطالبة الأونروا للنازحين بمغادرة المدرسة، أوضح أن وكالة الغوث أبلغتهم بأن المانحين لم يلتزموا بتوفير الأموال اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة ولم يصل لها إلا القليل من المال وقد نفد، مؤكدا أنهم لن يوقفوا الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم بحياة كريمة.
سنواصل الإضراب
بدورها، أكدت الحاجة أم خالد المصري أن الحياة التي يعيشونها قاسية وصعبة، وخاصة بعد أن قلصت الأونروا كمية الطعام وماء الشرب، لتضيف: كل ذلك تفعله الأونروا كي تجبرنا على الخروج من المدرسة، أو نموت من الجوع".
وقالت لـ"شمس نيوز": مهما حدث لا يجب على الأونروا أن تطلب منا مغادرة المدرسة، فنحن لا نملك قوت يومنا بعد أن دمرت إسرائيل منازلنا وأماكن عملنا، ولا نعلم أين نذهب، الأونروا لم تقدم لنا المطلوب حتى اللحظة قبل أن تطلب منا مغادرة المدرسة".
وطالبت المصري الدول المانحة بتقديم الأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة "حتى يتسنى لنا العيش بكرامة وحرية بدلا من العيش في ذل ومهانة بين جدران المدرسة".
الحياة مؤلمة
أما خليل النصلة، فبيّن لـ"شمس نيوز" أن الحياة أصبحت صعبة للغاية في ظل عدم توفر ظروف إنسانية تصلح لحياة الآدميين داخل مراكز الإيواء.
وقال: قد أتأقلم مع هذه العيشة داخل المدرسة، ولكن زوجتي وأبنائي الصغار يصعب عليهم تحمل ذلك، نحن لا نرغب في البقاء بمركز الإيواء لأن الحياة فيه صعبة، فالذي يسكن في بيت لا يعرف حجم الألم والمعاناة التي نعيشها".
ويضيف النصلة: حتى الحمامات التي ندخلها مقززة، والملابس التي نرتديها لا نبدلها إلا كل شهر مرة، لأننا فقدنا ملابسنا في بيوتنا التي دمرها الاحتلال، الحياة صعبة والأونروا لا يعنيها إلا أن نترك المدرسة ونغادر" على حد تقديره.
وأكد أن النازحين سيواصلون إضرابهم عن الطعام حتى توفير كافة الاحتياجات اللازمة لهم داخل مدارس الإيواء أو توفير شقق سكنية تؤويهم وتقيهم عذاب المدرسة، مهددا بخطوات تصعيدية في الأيام القادمة حتى تقف الأونروا أمام مسؤولياتها الإنسانية.
لا طعم للحياة
الطفلة أسماء الكفارنة عبرت عن حزنها لما يحدث معهم في مدارس النزوح، لتقول: لا أحد يشعر بمدى معاناتنا التي نحياها، المدرسة مقرفة والحياة فيها صعبة، لا نستطيع أن نلعب كما كنا في السابق قبل الحرب".
وأضافت لــ" شمس نيوز": نجلس ساعات طويلة وكأننا في سجن، لا أعرف متى ستنتهي معاناتنا هذه، الأونروا تقسوا علينا، ولا تشعر بنا كأطفال نحب اللعب والترفيه عن أنفسنا" مبينة أنها لا تخرج من المدرسة إلا نادرا.
وتواصل الكفارنة الحديث: أصعب شعور عندما أذهب للحمام في الليل والعتمة تلف المكان، فأضطر لإيقاظ كل من حولي".
يرفضون المغادرة
وفي ذات السياق، أكد رئيس برنامج البنى التحتية وتطوير المخيمات في وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” المهندس رفيق عابد بأن أونروا لم تطلب من النازحين مغادرة المدارس التابعة لها بل عملت من اللحظة الأولى على توفير الخدمة التي من خلالها يستطيعون العيش بكل كرامة وحرية منذ بدأت الحرب وحتى انتهائها.
وأضاف متحدثا لـ"شمس نيوز": بعد أن تم التوصل لتهدئة وتوقف إطلاق النار شرعت الأونروا بتوفير مناخا مناسبا للنازحين في المدارس، لأن المدرسة تختلف عن البيت في السكن، فقدمت تعويضات للنازحين الذين دمرت منازلهم، بالإضافة إلى بدل الإيجار، ولكن النازحين يأخذون هذه الأموال ويرفضون أن يغادروا المدارس" متسائلا: لا نعرف لماذا هذا الإصرار من المواطنين النازحين رغم تقديم التعويض اللازم لهم؟".
وحاول مراسل "شمس نيوز" استيضاح رد "الأونروا" إلا أن مسئوليها رفضوا التعليق.