قائمة الموقع

خبر "صاحبة الجلالة".. في سوق الدلاله!!

2015-03-05T10:33:31+02:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

لم يخطئ يوما من أجلسها على منصبها السيادي بعد ثلاثة سلطات رئيسية, لتكون هي الرابعة والمالكة لكافة الصلاحيات, التي تجعلها تلعب دور المحقق والمحاسب والمراقب ,لم تمنع أحدا من الوقوف تحت أجنحتها بشرط أن يكون على علم بشيء واحد عن كل شيء على الأقل, لا أن يستظل بظلها فقط.

صاحبة الجلالة , السلطة الرابعة ,مهنة المتاعب, مسميات متعددة لمهنة الصحافة والإعلام, لما لها من دور سيادي في بناء الدول, خاصة في دولة سُلبت أرضها وهجر شعبها,وتلاعب القريب والبعيد في مستقبلها.

مهنة الصحافة في غزة تواجه أعدادا كبيرة من الخريجين وطلبة الإعلام, مع تزايد نسبة الملتحقين بأقسام وكليات الإعلام , دون إمكانية استيعاب سوق العمل لمثل هذه الأعداد ,خاصة أن معظمها يفتقد النوعية والإمكانيات اللازمة.

يؤثر علينا

  طالبة الإعلام في جامعة الأقصى  "شروق قلجة " تعبر عن استيائها من كثرة أعداد طلبة الإعلام، الذين التحقوا بالتخصص دون أن يكون لديهم الرغبة والكفاءة, التي تؤهلهم للإبداع في تخصص الإعلام ,مشيرةً إلى أن وجود كثير من الطلبة الذين دخلوا التخصص كونه يقبل المعدلات المنخفضة.

وقالت "قلجة "في حديثها لـ "شمس نيوز": كثير من الطلبة دخلوا كلية الإعلام لأنها تقبل المعدلات المنخفضة وباعتقادهم أن الإعلام  تخصص سهل وهذا يؤثر على الطلاب الذين دخلوا الإعلام لتحقيق حلم الطفولة".

وتؤكد على أن احتواء كليتها لأعداد كبيرة من الطلبة يعتبر عائقا كبيرا أمامها, كونه يسبب اكتظاظا بالقاعات الدراسية ومختبرات التدريب من جهة, ويقلل من فرص التدريب والتطوع والعمل في المؤسسات الإعلامية من جهة أخرى.

ويرى الطالب "أحمد النجار " أن تزايد أعداد طلبة الإعلام في الجامعات, دافع جيد لتطوير الطلاب لقدراتهم الإعلامية ,وتفعيل المنافسة الشريفة بينهم.

وقال لمراسل شمس نيوز: تزايد الأعداد بكليات الإعلام لم ولن يشكل لدي أي إحباط، بل زادني حماساً في تطوير نفسي أكثر وأكثر، وزاد روح المثابرة عندي والعمل على تطوير ذاتي الإعلامية".

ويضيف: بالرغم من كل هذا لا يمكن تجاهل أن تخصص الإعلام, أصبح يعج بالطلاب، وأعتقد أن الكثيرين يدخلون التخصص من باب مواكبة الموضة".

ويشير "النجار"إلى ضرورة قيام الجامعات برفع معدل القبول في كليات الإعلام مثل امتلاك طلبة الإعلام لدرجة عالية من الثقافة والمعرفة، بحسب قوله.

مخرجات رديئة

عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى د" زهير عابد"، أوضح أن تزايد أعداد طلبة الإعلام يؤثر بشكل رئيسي على مخرجات كليات وأقسام الإعلام ,عازيا ذلك لعدم توافر إمكانيات لدى الجامعات باستيعاب هذه الأعداد ما يدفعهم إلى زيادة أعداد الطلبة في الشعب الدراسية, والذي اعتبره سببا رئيسيا في رداءة المخرجات والتأثير على أداء المحاضرين  .

واعتبر "عابد" عدم التزام بعض الكليات والجامعات بشروط ونتائج دراسة جدوى التخصصات والبرامج الجديدة التي تقوم بفتحها, أحد الأسباب التي تؤثر على جودة مخرجات كليات الإعلام , ليقول في حديثه لشمس نيوز : عندما يتم التخطيط لفتح برامج جديدة في أي كلية ,يتم تحديد الحد الأعلى لعدد الطلاب الذين يمكن استيعابهم ,ولكن تقوم بعض الجامعات بمضاعفة الأعداد لأسباب ربحية وهذا يؤدي إلى اكتظاظ القاعات والمختبرات الدراسية وعدم مقدرة الطالب على الفهم والاستيعاب".

وأشار "عابد "إلى أن رفع معدلات القبول في كليات الإعلام, وتحديد أعداد طلبة تتوافق مع إمكانيات الجامعات, أحد الحلول الرئيسية لتحسين جودة وأداء الإعلام ,لافتا إلى أن كلية الإعلام في جامعة الأقصى سترفع معدل القبول وتحدد أعداد الطلبة الذين يمكن استيعابهم مع بداية العام الجديد.

نفتقد النوعية

مراسل قناة الجزيرة في غزة الإعلامي" تامر المسحال" يرى أنه وبالرغم من وجود أعداد كبيرة من خريجي وطلاب كليات الإعلام ,إلا أن النوعية في هذه الأعداد قليلة جدا".

وقال المسحال لمراسل "شمس نيوز": أصبحنا أمام أعداد كبيرة جدا, في ظل عدم وجود وسائل إعلامية محلية لاستيعاب كل هذه الأعداد".

وأضاف: يجب أن نفتح الآفاق والطرق أمام إبداعاتهم ,وأن نرفع من كفاءاتهم حتى نصل بالنهاية إلى عدد كبير, ولكن عدد نوعي بامتياز".

ونوه المسحال إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أظهر بوضوح وجود مشكلة ونقص حقيقي في أعداد الصحافيين الذين يتحدثون اللغات الأجنبية, لافتا إلى أن وجود إعلاميين يتحدثون الانجليزية سيضع بين أيديهم فرصة كبيرة للعمل.

إستراتيجية واضحة

ولفت الإعلامي "المسحال "إلى أن الحل الأمثل لتفادي سلبيات وجود أعداد كبيرة من طلبة وخريجي الإعلام في قطاع غزة, يكمن في وضع إستراتيجية واضحة يمكن من خلالها رفع كفاءة الطلاب,مشيراً إلى ضرورة أن تشمل العمل على اقتحام المجالات المميزة وسد النواقص في البيئة الإعلامية".

وقال: يجب أن توضع إستراتيجية, نعمل من خلالها على رفع الكفاءة ,ونعمل على اقتحام المجالات المميزة نستطيع من خلالها آن نرعى البيئة الإعلامية وهؤلاء الطلاب ,بحيث عندما يتخرجون لا يكونون أسرى في واقع صعب".

وأكمل بالقول: نحن بحاجة إلى نهضة إعلامية محلية, بمعنى أننا بحاجة إلى توسيع الآفاق والنهوض بكوادرنا المحلية حتى تصبح أكثر قوة وأكثر تميزا".

وأشار" المسحال" إلى ضرورة أن تعمل الجامعات وكليات الإعلام وفق آلية محددة لقبول ومتابعة الطلاب, تشمل إخضاع الطلاب إلى اختبار يحدد كفاءة الطالب ومهاراته قبل قبوله, بجانب التقييمات المتزامنة أثناء عملية التدريس ,مشيرا إلى أن معدل الثانوية العامة ,ليس اعتبارا رئيسيا في قبول طلبة الإعلام, وذلك لوجود طلاب معدلاتهم منخفضة ولكن لديهم مهارات ممتازة.

في ذات السياق قال الصحفي عبدالله عبيد، إن نسبة كبيرة من الطلاب والخريجين الذين يصلون إلى مرحلة التدريب العملي ليس لديهم معرفة كافية بالمبادئ الأساسية للعمل الصحفي, مبينا أن نسبة لا بأس بها تفتقد إلى الإلمام بالمهارات والأساسيات اللغوية.

وأضاف "عبيد ":هناك نسبة لا بأس بها من الطلاب الذين يأتون للتدرب في المؤسسات الإعلامية, ولا يجيدون مبادئ التحرير الصحفي ,ونلاحظ أخطاء كبيرة حتى في قواعد اللغة لديهم "

يذكر أن كليات وأقسام الإعلام في الجامعات الفلسطينية تخرج ما يقارب900 خريج إعلام سنويا في ظل محدودية أعداد وسائل الإعلام المحلية .

اخبار ذات صلة