عند الظهور الإعلامي على التلفزيون كثيرٌ ما يركِّز النَّاصِحون على المظهر وينسى الجوهر كأن يُنصح بوضعية جلوس معينة ولون اللباس أو طريقة ربطة العنق ولغة الجسد واللغة الفصحى وغيرها، وعلى أهمية ما سبق لكن الأهم هي الرسالة التي يُراد أن تصل للمشاهد، فالظهور الإعلامي ليس جوهره التركيز على المظاهر والتي مجرد الاهتمام الزائد والتفكير والتركيز عليها سيؤدي إلى الارتباك مما يجعلك تبدو في التلفزيون كالروبوت الذي يُعِد ألفاظه وحركاته وأنفاسه وهذا سيطغى على مضمون الرسالة التي أتيت لأجلها.
من المهم أن تتحدث مع مقدم اللقاء وكأنك في بيتك (Feel at home) دون تكلف زائد أو إستخدام مبالغ فيه لأصول وقواعد اللغة، فالمدارس والرؤى والنظريات عديدة التي تحدثت عن كيفية الحديث على الإعلام وقد اختلف الكثير على كم ونوع الضوابط لها، لكنهم توافقوا على أهمية وعصب الظهور الإعلامي وهو الرسالة والمحتوى، لأن ما دونه يؤخذ ويرد.
قبل اللقاء الاعلامي؛ التفكير بما سيقوله النَّاس عنك بعد انتهاؤك من اللقاء مؤكد سيضعك في ضغط نفسي سيؤثر على طلتك الإعلامية، وفي النهاية يجب أن تعرف أنك حتى لو أخطأت في كلمة أو جملة أو حتى في تقدير موقف فلن تكون هذه نهاية الكون أو سينزل بعدها حجر من السماء!!!، يا أخي هناك مثليين وراقصات يخرجون على الاعلام ويتحدثون وبكل وقاحة، فهل أنت الذي تتحدث عن فلسطين والأسرى والقدس والاحتلال والعمل النقابي والطلابي والخيري..إلخ سوف ترتبك وتحسب للكلمات والأحرف ألف حساب؟!!! بالتأكيد لا يجب ذلك ومطلوب أن تواجه الكاميرا والمذيع وتتحدث معه وكأنك في بيتك، وكأنك مع زميلك في العمل، وكأنك مع صديقك، هذه هي الفكرة الأهم، ومَن يريد أن يعقِّدك ويرهبك من الكاميرا هو بذلك يربكك ويجعلك تعاني من ضغط نفسي لن يفيدك.
إن أكبر محطات التلفزيون والبرامج أحيانا يتعارك فيها الضيوف على الهواء ويضربون بعضهم بالكراسي ويشتمون بعضهم، أليس كذلك؟، أكيد هذا عمل سيئ لكن هل هذا جعلهم يستقيلون من الاعلام!!، قطعا لا، لذلك أنت صاحب رسالة نبيلة مطلوب ألا تتردد في إيصالها للناس، لا تستمع لأحدهم إذا انتقد قَصَّة شعرك أو لون قميصك أو طول لحيتك أو التجاعيد التي على قميصك أو حكة رأسك، فالاعلام رسالة وليس مظاهر، واعلم أنك جئت لتقدم رسالة وليس لعرض الملابس أو لقَصَّات الشعر، وهذا لا يعني أن المظهر غير مهم، بكل تأكيد هو مهم لكن لا تجعله هو أكبر همّك، بل اجعل من الرسالة هي أكبر همك، والناس في النهاية لا تشاهد البرامج كي تتفرج على مظهرك بقدر ما تريد أن تستمع إلى رسالتك التي تقدمها، برأيي هذا هو المطلوب تعبئته للناس، ويجب ألا يتم إرهاب وإشغال الناس بالمظاهر.