يجتمع، اليوم الأحد، وزراء خارجية "إسرائيل" والولايات المتحدة، والإمارات، والبحرين، والمغرب، ومصر، في النقب المحتل، في لقاء وصفه الإعلام العبري بـ"التاريخي".
وتهدف القمة التي تجمع دول التطبيع مع "إسرائيل" وتعتبر الأولى من نوعها منذ إقامة الكيان، إلى إرسال رسالة للجمهورية الاسلامية: بأن هناك تحالفاً جديداً لردع "تمددها في المنطقة".
رئيس الحزب الديمقراطي العربي وعضو "الكنيست" السابق طلب الصانع قال "إنه من الغريب عقد قمة برعاية أمريكية؛ لبحث الغزو الروسي لأوكرانيا ومواجهة إيران في أرض تحتلها "إسرائيل" منذ عام 1948.
وأضاف الصانع لـ "شمس نيوز": أن "إسرائيل تشجب وتستنكر العدوان الروسي على أوكرانيا، ويأتي هذا الشجب من دولة احتلال، وهذه مفارقة".
وأوضح أن هذه القمة جاءت؛ لمواجهة "الخطر الإيراني" ولكن من يحتل الإرادة العربية هي "إسرائيل"، وليست إيران، وبالتالي هي الخطر الجدي على المنطقة، وليست إيران، لافتاً إلى أنه لا بد من وجود تنسيق للموقف العربي، وليس أن يكون من "إسرائيل"، وألا تجتمع دول عربية بهذا الحجم والكم بدولة الاحتلال.
وأضاف الصانع "الأمر المستهجن والمستغرب أن يتم الاجتماع في دولة الاحتلال، في حين أن دولا عربية تقاطع دولة عربية كانت دائماً مساندة للقضايا العربية، وهي سوريا".
وشدد الصانع على أن هذا النفاق يجب أن ينتهي، وسوريا هي الأحق والأولى بإعادة الصلة والاتفاق معها، متمنيا أن يكون هذا الاجتماع في دمشق، وليس في "النقب".
وحول رفض وزير الخارجية الأردني حضور القمة، قال عضو الكنيست السابق: "لا أعلم سبب الرفض، ولكن هذا موقف سليم، وبرأيي يجب أن يكون هناك لقاء تحت ظل القاهرة، على مستوى وزراء الخارجية وتنسيق الموقف العربي".
واستدرك "نبارك القمة العربية التي كانت في العقبة التي كانت بمشاركة رئيس الحكومة العراقي والإماراتي والأردني وجمهورية مصر، التي تعد الدولة العربية الرائدة والأقوى، وهي محط أنظار كل العرب في العالم".
وتوقع الصانع أن الولايات المتحدة هي التي تقف وراء هذا الاتفاق، وليس "إسرائيل"، بمعنى أنها هي التي حددت وقررت هذه القمة، مشيرًا إلى، أن الهدف هو ردع إيران من امتلاك سلاح الدمار الشامل، ولكن "إسرائيل" تمتلك هذا السلاح في المنطقة، وهذا شيء ونقيضه.
وتابع الصانع: "المتوقع من جمهورية مصر العربية أن تسعى لتطوير قدراتها، إذ كانت إيران تريد أن تطور سلاح دمار شامل؛ من أجل تحقيق توازن إستراتيجي في المنطقة على الدول العربية، والتي لديها القوة والقدرة العلمية والكفاءات أن تطور توازنا إستراتيجيا مع إيران وليس مع "إسرائيل" في المنطقة.
تجنيد عدو لإيران
من جهته، عبر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، عن أسفه من إقامة قمة مكونة من 4 دول عربية في النقب المحتل، والتي سبقها العديد من القمم في عدة دول عربية، الأمر الذي جعل التدهور العربي مستمراً.
وقال عوكل لـ "شمس نيوز": إن "الخوف من نتائج الحرب الدائرة في أوكرانيا وآثارها على المنطقة عملياً، وفّر ذرائع للكيان الصهيوني؛ لكي يتقدم بدور ونفوذ أكبر، ومحاولة إنشاء تحالف تحدث عنه ترامب قبل ذلك بحضور إسرائيل".
وبين أن المشكلة الآن تبدو وكأنها إيران، وبالتالي يستهدف هذا الحشد مواجهة الوضع القادم الذي تشكل فيه إيران خطورة بالنسبة لهم، خاصة بعد توقيع اتفاق 5+1.
ورجح عوكل أن حضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة جاء؛ ليبرر إمكانية الوصول لاتفاق مع إيران، ليقول للدول العربية نحن موجودون، وندعم ما تقومون به، ولن نتأخر عن تقديم المساعدة في اتجاه تعزيز القوة لمواجهة إيران.
ولفت إلى أن هذه القمة ترسل رسالة لإيران: أن هناك تحالفا جديدا في المنطقة للرد على "تمددها وتهديداتها".
رفض وزير الخارجية الأردني حضور القمة، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، أن الأردن صاحب مشروع مشترك مع الفلسطينيين، والأردن ليس لديه مصلحة ليدخل في علاقات وتحالفات تلحق الضرر بالحقوق الفلسطينية؛ لأنها ستعود بالضرر على الأردن.
وأضاف عوكل "أن هناك قمة أخرى في الأردن ستكون خلال الأيام القادمة، وسيجد الطريقة للتفاهم مع الدول العربية بدون وجود إسرائيل".