قائمة الموقع

إسرائيل تستقوي علينا بالعرب

2022-03-28T13:34:00+03:00
خالد صادق.jfif
بقلم/ خالد صادق

سريعاً ردت «إسرائيل» على عملية الشهيد البطل محمد أبو القيعان من بلدة حوارة بالنقب المحتل، بدعوة وزراء خارجية ست دول عربية لعقد قمة إسرائيلية أمريكية عربية في النقب حيث نفذ الشهيد أبو القيعان عمليته البطولية، وكأن إسرائيل تصبغ النقب بالصبغة اليهودية وتنفي أي وجود عربي على ارض النقب السليب، هذه القمة محملة بالرسائل أولها الرسالة الامريكية التي حملها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن لا شيء يشغل أمريكا عن دعم «إسرائيل» والوقوف لجانبها واسنادها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وامنيا في عدوانها على الفلسطينيين، حتى الحرب الروسية الأوكرانية لن تشغل أمريكا عن الوقوف لجانب «إسرائيل» ودعمها وتجنيد حلفائها في المنطقة لنصرة «إسرائيل» ومساندتها, ولذلك اعتبر بلينكن ان «التطبيع مع اسرائيل أصبح أمرا طبيعيا ونعمل على ضم المزيد من الدول لـ»اتفاقيات أبراهام» كما قال, والمشكلة الكبرى ان يصبح التطبيع العربي مع «إسرائيل» امرا طبيعيا, وهذه هي الرسالة الثانية التي حملتها قمة النقب المخزية,  والتي كلف بها ستة وزراء خارجية عرب مشاركون في قمة العار, بالإضافة لمشاركة دول عربية أخرى من خلف الستار, أبدت استعدادها المطلق للتعاون والتلاقي مع الرغبات الإسرائيلية الامريكية دون قيد او شرط, لذلك شارك وزراء خارجية ست  دول عربية في قمة العار لينوبوا عن بلدانهم وبلدان أخرى قررت الدخول في حضن «إسرائيل» ومستنقعها القذر والذي غرقت فيه من الرأس الى أخمص القدمين, اما الرسالة الثالثة والأخطر فهي ان «إسرائيل» قررت الاستقواء علينا بالعرب, وتجنيدهم للالتفاف على حقوقنا ومواجهة مقاومتنا وحصارنا وقتلنا. 

في مقابلته مع موقع العهد الاخباري قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة «إن  مؤتمر شرم الشيخ والمؤتمر المقرر عقده في الكيان يؤشر على حالة ضياع الهوية العربية لصالح العدو», فهل يمكن للامة العربية ان تقبل بأن تضيع هويتها بهذه السهولة, وان تستسلم لهذا الواقع «المذل» الذي تعيشه, في الوقت الذي نشهد فيه قوى الاستكبار العالمي تتزعزع وتسقط ومهددة بالانهيار, اليس نحن من قال الله عز وجل فينا «كنتم خير امة أخرجت للناس» كيف نكون خير امة وهناك من يجلس ببجاحه وصلافة مع «إسرائيل» ليقهرنا, يتآمر بواحا على القضية الفلسطينية, وعلى حقوقنا المشروعة في ارضنا ومقدساتنا, وكأنه لا يعير لهذه الامة التي هي خير امة أخرجت للناس أي اهتمام, كيف يمكن ان نهون الى هذا الحد ولا يكون للامة موقف واحد من حكامها الذين يبيعون فلسطين والاقصى جهارا نهارا على اعين الخلق, لقد صدق الأمين العام القائد النخالة عندما قال «فلسطين لم تعد قضية للنظام العربي، فلسطين أصبحت عبئًا عليه ويريد التخلص منها، لذلك فإن التحديات أمام المقاومة أصبحت أكبر وأكثر تعقيدًا، وهذا يفرض علينا مسؤولية أكبر من ذي قبل، وأداءً مختلفًا يتناسب مع التحديات التي نواجهها» فهلا ادركتم واجبكم أيها العرب في مواجهة «إسرائيل», حركة المقاومة الإسلامية حماس قالت «إن لقاء وزراء عرب مع مسؤولين إسرائيليين على أرض فلسطين المحتلة سلوك يتناقض مع مواقف الأمة الرافضة للتطبيع، مؤكدة أن هذه اللقاءات لا تخدم سوى الاحتلال, وأنها تابعت بكلّ استهجان، قبول بعض وزراء الخارجية العرب الاجتماع بمسؤولين إسرائيليين على أرض فلسطين المحتلة».

«إسرائيل» وصفت هذه القمة بالتاريخية، وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أن القمة غير المسبوقة ستجري في كيبوتس «سديه بوكير» جنوبي بئر السبع في صحراء النقب، وتُعد القمة الأولى من نوعها منذ إقامة الكيان، التي يجتمع فيها وزراء خارجية لدول عربية في «إسرائيل», وذكرت الصحيفة أن «القمة أُعدت لإرسال رسالة إلى إيران بأن تحالفًا جديدًا يجري في المنطقة؛ للرد على تمددها وتهديداتها», العرب يبحثون عن عدو آخر غير «إسرائيل» لأن إسرائيل مدعومة أمريكيا, لذلك هولوا وفاقموا من خلافهم مع ايران لأن أمريكا و»إسرائيل» تعاديان ايران, وتجند العرب ضد ايران التي تدعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال, وتدفع فاتورة هذا الدعم بحصارها وضرب اقتصادها ومحاولة زعزعة استقرارها الداخلي, يقول القائد النخالة في مقابلته مع موقع العهد «في هذا العالم المزدحم بكل شيء إلا العدل، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجانب الشعب الفلسطيني، مؤيدة ومساندة وداعمة، وأستطيع أن أقول إنها الوحيدة التي تدفع ثمن دعمها للشعب الفلسطيني، من حصار وعقوبات ومؤامرات، ورغم ذلك يزداد موقفها صلابة وإصرارًا على دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومن الجانب الآخر ينهار النظام العربي أمام العدو الصهيوني بلا خجل، ويتخلى عن فلسطين والقدس بلا حدود», ولو امعنا عقولنا قليلا لعلمنا ان «إسرائيل» تتلاعب بالعرب من خلال تغذية عقولهم بأوهام أطماع ايران في المنطقة, والا فلماذا كان العرب متحالفين مع ايران ابان حكم الشاه لإيران, واليوم أصبحت ايران عدوهم اللدود, انها إرادة ومشيئة أمريكا و»إسرائيل» التي لا يستطيع ان يقف في وجهها الحكام العرب.

اخبار ذات صلة